ترامب يعمق الأزمة السياسية في كندا مهددا استقرار حكومة ترودو

ترامب يعمق الأزمة السياسية في كندا مهددا استقرار حكومة ترودو
ترامب
      يعمق
      الأزمة
      السياسية
      في
      كندا
      مهددا
      استقرار
      حكومة
      ترودو

يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على إشعال الفوضى السياسية في كندا، من خلال تصعيد أزمة تهدد بإقصاء رئيس الوزراء جاستن ترودو.

 

إن هجومات ترامب المستمرة على خصمه السياسي، الذي يسخر منه واصفاً إياه بحاكم "الولاية 51"، هي إهانة لجارته الشمالية المخلصة لأمريكا، وتشير إلى استراتيجية هجومية قادمة قد يتبناها في فترة رئاسته الثانية، قبل حتى أن يتسلم منصبه.

 

ترامب، الذي لا يتوانى عن التدخل في السياسة الداخلية لحلفائه، يقدم بذلك تحذيرًا لحكومات أخرى في دول مثل فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية، حيث قد يواجهون صراعات سياسية وانقسامات داخلية تجعل من الصعب عليهم الرد على هذه التدخلات، إن استعداد ترامب للغوص في الشؤون السياسية لدولة حليفة يجب أن يكون جرس إنذار لجميع الحكومات التي تعاني من أزمات داخلية، حيث قد تجد نفسها عاجزة عن التصدي لمثل هذا التدخل في الشؤون الوطنية.

 

إحدى أبرز التكتيكات التي اعتمدها ترامب هي تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية، وهو ما يمثل ضغطاً كبيراً على أوتاوا للتعامل مع قضايا الحدود، وهو تهديد كان له تأثير بالغ على ترودو الذي أصبح يواجه مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عميق في وقت حساس، قبيل انتخابات حاسمة، هذه الإجراءات تضع رئيس الوزراء الكندي في وضع صعب، إذ لا يقتصر الأمر على أزمة اقتصادية وتهديدات تجارية، بل يمتد ليشمل ضغطاً سياسياً داخلياً قد يفضي إلى هزيمة في الانتخابات المقبلة.

هجمات سبتمبر 2011 

وتعتبر هذه المقاربة القاسية من ترامب تجاه كندا غير مسبوقة، إذ تتجاهل العلاقات الدبلوماسية والثقافية والعائلية العميقة التي تربط بين البلدين.

 

بالإضافة إلى كونهما شريكين تجاريين في واحدة من أكثر العلاقات التجارية ربحاً في العالم، فإن كندا هي دولة حليفة قدمت جنودها لتدافع عن أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ورغم هذه الروابط الاستراتيجية العميقة، يسعى ترامب إلى استخدام ضغوط اقتصادية وعقوبات تجارية لفرض إرادته على أوتاوا.

 

سياسة ترامب تجاه كندا تثير العديد من الأسئلة حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين الحلفاء التقليديين في حال استمر الضغط الأمريكي على الدول التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات تاريخية وقوية، فإصرار ترامب على اتباع سياسة المواجهة قد يضع دولاً أخرى في مأزق سياسي واقتصادي مع الولايات المتحدة، بينما يعمق التوترات داخل هذه البلدان.

 

وتشير هذه التحركات إلى أن ترامب ليس فقط يتطلع إلى تعزيز مكانته في السياسة الداخلية الأمريكية، بل يسعى أيضاً إلى تحقيق مكاسب خارجية قد تكون على حساب استقرار بعض الحلفاء في الوقت الذي تعاني فيه هذه الدول من مشاكل داخلية، وفي حال استمرت سياسة ترامب في هذا الاتجاه، فإنها قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في العلاقات الدولية وتغيير جذري في طرق تعامل الحكومات مع الضغوط السياسية والاقتصادية من دول كبرى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تشميع 37 منشأة مخالفة لمواعيد الغلق الشتوية المقررة بالغربية
التالى ضبط 109 عبوة أدوية بيطرية منتهية الصلاحية بالغربية