ارتبطت الطرابيش بالهوية المصرية خلال الفترة الملكية، حيث كانت رمزًا للأناقة والهيبة، واعتاد ارتداؤها الملوك والأمراء والموظفون الحكوميون وطلاب المدارس.
وعند إلغاء الطرابيش رسميًا، ظلت مرتبطة بالأزهر الشريف، حيث يرتديها جميع أفراده، بدءًا من الوزير والمفتي وصولًا إلى أصغر الطلاب.
أقدم ورشة لصناعة الطرابيش
في أحد أزقة منطقة الغورية التراثية، تقع أقدم ورشة لصناعة الطرابيش، يديرها العم ناصر الطرابيشي، الذي أمضى ما يقرب من 50 عامًا في هذه المهنة التراثية.
يقول العم ناصر: "ورثت هذه الصنعة عن أبي وأورثتها لأبنائي الذين أحبوا المهنة من حبهم لأهل الدين."
تاريخ طويل وحرفة أصيلة
تحدث العم ناصر عن ذكرياته مع والده، قائلًا: "عملت مع والدي، الذي كان جزءًا من مجموعة كبيرة من الصنايعية، صنعوا الطرابيش لكبار شخصيات مصر.
تعلمت أصول الصنعة منهم، وأصبحت مسؤولًا عن الورشة بعد رحيلهم."
أدوات تقليدية رغم تغير الزمن
وأكد العم ناصر أن صناعة الطربوش لم تشهد تغييرات جوهرية، حيث تُستخدم الأدوات التقليدية نفسها مثل المكبس والقوالب، ولم تدخل التكنولوجيا لتغير من أسس المهنة.
مراحل صناعة الطربوش
وأوضح العم ناصر مراحل صناعة الطربوش، قائلاً إن ثلاث عوامل أساسية تدخل في صناعته: المياه، والنار، والكهرباء.
- المياه: تُستخدم لترطيب القماش حتى لا يحترق عند ملامسته للنار.
- النار: تساعد في لصق الغراء بالقماش لتثبيته على الخوص.
- الخوص: يُعد الهيكل الأساسي للطربوش، ويتم تلبيسه بالقماش باستخدام المكبس لتشكيل الفورمة النهائية.
- مرحلة الإبرة: تأتي في النهاية لـ"تقفيل الطربوش"، وهي عملية تستغرق حوالي ساعة ونصف حسب الطلب.
الطربوش والأزهر
شدد العم ناصر على أن الطرابيش لن تندثر طالما ظل الأزهر قائمًا، مشيرًا إلى أن الطلب على الطرابيش يأتي أساسًا من طلاب ومشايخ الأزهر الشريف، ما يضمن استمرار المهنة وحمايتها من الاندثار.