في منطقة شعبية بسيطة، تعيش "فاطمة.ع"، 33 سنة، شابة ذات ملامح هادئة وعينين تحملان قصة عمرها القصير، تزوجت من رجل يُدعى "محمد.س"36 سنة، منتج، بعد أن ضغطت عائلتها عليها لقبول به دون أن يُترك لها مجال للتفكير.
في البداية، ظنت أن الزواج سيكون بداية جديدة مليئة بالسعادة والاستقرار، لكنها اكتشفت لاحقًا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، فزوجها، الذي يكبرها بسنوات، كان رجلًا صارمًا لا يعترف بمشاعر الآخرين، منذ الليلة الأولى، شعرت "فاطمة" وكأنها سجينة في حياة اختارها غيرها لها.
كانا يعيشان في منزل صغير جدًا، لا يحتوي إلا على غرفة واحدة وصالة ضيقة. في تلك الغرفة كان يُفرض الزوج على فاطمة أن تتشارك فى العلاقة الزوجية مع زوجته الثانية، دون أي مساحة خاصة لها، لم تكن تستطيع التحدث بحرية أو التفكير بهدوء، وكانت تشعر بأن جدران الغرفة تضيق عليها يومًا بعد يوم.
حاولت فاطمة أن تتكيف مع هذا الواقع، لكنها أدركت مع الوقت أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وهى تشعر بالاشمئزاز بدأت صحتها النفسية تتدهور، وشعرت بأنها تفقد هويتها وكرامتها شيئًا فشيئًا، تحدثت مع عائلتها عن معاناتها، لكنها لم تجد منهم دعمًا حقيقيًا.
لكن فاطمة لم تكن ترى في التحمل حلاً، كانت ترى أن الحياة الكريمة تستحق أن تُعاش بسلام واحترام متبادل، وهو ما لم تجده في علاقتها مع زوجها اليومية.
تختتم الزوجة حديثها: " ذات يوم، قررت أن تضع حدًا لمعاناتها، جمعت شجاعتها وذهبت إلى المحكمة، تطلب خلع زوجها، حين وقف القاضي أمامها يسألها عن سبب طلبها، نظرت إليه بعينين مليئتين بالألم وقالت: "بيجمعنا أنا وزوجته الثانية بغرفة نوم واحدة بوقت العلاقة الزوجية، لا اريد تلك المعيشة التى يجبرنى على فعلها".
كانت كلماتها بسيطة لكنها حملت معاناة كبيرة، أدركت المحكمة أن وراء هذا الطلب قصة امرأة قررت أن تستعيد حريتها وكرامتها، فتم قبول الدعوى حملت رقم 138 لسنة 2024، بعدها خرجت الزوجة من المحكمة وهي تشعر بأن الحمل الثقيل الذي كان على كتفيها قد زال، وهى بانتظار الفصل بالدعوى.