وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على معاهدة تقدم ضمانات أمنية لبيلاروسيا، الحليف الأقرب لموسكو، بما في ذلك الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية الروسية للمساعدة في صد أي عدوان. كما تعهد بنشر الصواريخ الباليستية في مينسك بحلول منتصف العام المقبل.
وجاء توقيع الوثيقة خلال زيارة بوتين أمس إلى مينسك، في أعقاب نشر نسخة منقحة من العقيدة النووية الروسية والتي وضعت لأول مرة بيلاروسيا تحت المظلة النووية الروسية وسط التوترات بين موسكو والغرب بشأن الحرب في أوكرانيا.
وفي حديثه إلى جانب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أكد بوتين أن الوثيقة الجديدة تتضمن استخدامًا محتملًا للأسلحة النووية التكتيكية الروسية المنتشرة في بيلاروسيا ردًا على العدوان.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة: "أنا متأكد من أن المعاهدة ستضمن أمن روسيا وبيلاروسيا"، حسب وكالة أسوشيتد برس.
في خطابه، حث لوكاشينكو بوتين على نشر صواريخ أوريشنيك الباليستية في بيلاروسيا، واقترح أن يكون للقيادة العسكرية والسياسية البيلاروسية السيطرة على تحديد أهداف الصواريخ إذا تم إطلاقها من الأراضي البيلاروسية.
ورد بوتين بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أن روسيا يمكن أن تنشر أنظمة أوريشنيك في بيلاروسيا بحلول منتصف عام 2025.
كما أكد أن اتفاقية الأمن الجديدة تسمح لكلا البلدين باستخدام "كل القوات والوسائل المتاحة" في الوفاء بالتزاماتهما الدفاعية المتبادلة.
صاروخ "أوريشنيك" يمكنه الوصول إلى أوروبا بأكملها
وصف الرئيس الروسي ضربة 21 نوفمبرعلى أوكرانيا بصاروخ "أوريشنيك" بأنها رد على الضربات الأوكرانية على المنشآت العسكرية الروسية في منطقتي بريانسك وكورسك بأسلحة زودتها بها دول غربية.
وحذر من أن روسيا قد تستخدم الصاروخ الجديد لضرب المنشآت العسكرية لحلفاء كييف الغربيين الذين يسمحون لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم لشن هجمات على الأراضي الروسية.
وأشاد بوتين بقدرات صاروخ "أوريشنيك". وقال: "إن رؤوسه الحربية المتعددة التي تنطلق نحو الهدف بسرعة تفوق سرعة الصوت بعشر مرات محصنة ضد اعتراض أي أنظمة دفاع جوي موجودة".
وقال رئيس القوات الصاروخية الروسية، إن الصاروخ الذي يمكنه حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية، له مدى يسمح له بالوصول إلى أوروبا بأكملها.
صواريخ أوريشنيك في بيلاروسيا رسالة نووية من بوتين
في السياق، قال معهد دراسة الحرب ISW، في تقرير له السبت، إن نشر صواريخ أوريشنيك في بيلاروسيا لا يزيد من خطر شن ضربات صاروخية باليستية متوسطة المدى على أوكرانيا أو دول حلف شمال الأطلسي، معتبرًا موافقة بوتين على طلب لوكاشينكو "مجرد مثال آخر على تكثيف الكرملين لتهديداته النووية".
وقال معهد دراسة الحرب: إن "بوتين حاول مرة أخرى التباهي بصاروخ أوريشنيك وقدرات روسيا الصاروخية".
كما ذكر المعهد أنه في الخامس من ديسمبر، حاول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على نحو مماثل تأطير ضربة صاروخ أوريشنيك في الحادي والعشرين من نوفمبرعلى دنيبرو كدليل على استعداد موسكو لاستخدام أي وسيلة ضرورية لمنع تحقيق الغرب انتصارًا استراتيجيًا على روسيا.
ووفقًا لتقديرات معهد دراسة الحرب، من غير المرجح أن يشير استمرار الكرملين في التباهي بصاروخ أوريشنيك إلى تطوير أسلحة جديدة للضربات العميقة.
وقال: "إن نشر روسيا لصواريخ أوريشنيك في بيلاروسيا لا يغير بشكل كبير التهديد الذي تواجهه أوكرانيا أو الناتو نظرًا لأن الجيش الروسي يمتلك منذ فترة طويلة أسلحة نووية في البر الرئيسي الروسي وجيب كالينينجراد القادر على ضرب أهداف في أوكرانيا وحلف الناتو".
وقال أيضًا: "إن القوات الروسية تطلق صواريخ إسكندر الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، وصواريخ كينجال الباليستية الأسرع من الصوت، وصواريخ كروز كيه-101 القادرة على حمل رؤوس نووية ضد أوكرانيا بشكل منتظم".