سواء نشأت على أشرطة التسجيل ذات الثمانية مسارات أو أشرطة الكاسيت، أو اعتدت على قوائم التشغيل الرقمية والبودكاست، فإن الصوت المسجل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فاليوم، يمكننا تسجيل الصوت وإعادة تشغيله على الفور، بل وإرساله إلى أي مكان في العالم خلال ثوانٍ.
لكن قبل منتصف القرن التاسع عشر، كان حفظ الكلمات بعد نطقها يبدو فكرة مستحيلة، إذ لم تكن الوسائل التكنولوجية اللازمة لذلك قد اخترعت بعد، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
للتعرف على أقدم تسجيل صوتي بشري معروف
علينا العودة إلى ما يقارب 170 عامًا، إذ ظل لسنوات عديدة، كان ينسب الفضل إلى توماس إديسون في تسجيل أول صوت بشري، وذلك لسبب وجيه، رغم أن هذا الأمر ليس دقيقًا تمامًا، ففي عام 1877، طور إديسون جهازه الشهير "الفونوغراف"، الذي كان قادرًا على تسجيل الصوت وإعادة تشغيله باستخدام رقائق القصدير على أسطوانة دوارة.
كان هدف إديسون من اختراعه تحسين جهاز الهاتف الذي اخترعه ألكسندر جراهام بيل، وكان قد استلهم من خبرته في مجالي التلغراف والهاتف.
تعتمد عملية التسجيل التي ابتكرها إديسون على إدخال الموجات الصوتية إلى بوق معدني، ما يؤدي إلى اهتزاز غشاء رقيق، كانت إبرة متصلة بالغشاء تنقش الاهتزازات على الأسطوانة المغطاة بالقصدير.
لسماع الصوت مجددًا، كان يتم عكس العملية: تتتبع الإبرة الأخاديد على الأسطوانة، مما يسبب اهتزاز الغشاء، ليعاد الصوت الأصلي، ورغم أن جهاز إديسون قد أنتج نتائج فورية ومسموعة، مما جعله يعتبر رائدًا في تاريخ تسجيل الصوت لفترة طويلة، إلا أن هذا "الأول" الشهير لم يكن في الواقع البداية الحقيقية، فقد سبق إديسون مخترع آخر، وضع الأساس لتسجيل الصوت قبل نحو عشرين عامًا.













0 تعليق