رأت صحيفة "Newsweek" الأميركية أن "أي مبدأ لا يؤثر على العقيدة السياسية الروسية، وخاصة على الساحة الدولية. وعلى الرغم من التحالف الذي دام ثلاثين عاماً، لم تتدخل روسيا بعد أن استعادت أذربيجان إقليم ناغورنو كاراباخ، وهي المنطقة التي استولت عليها أرمينيا في وقت سابق بمساعدة روسية. وبعد 32 عاماً من العلاقات الودية إلى حد ما، أصبحت روسيا أيضاً معادية لإسرائيل بشكل مفاجئ. وبعد أكثر من عشرين عاماً من العلاقات الفاترة، عززت روسيا علاقاتها مع المملكة العربية السعودية".
وبحسب الصحيفة، "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الأيام يتحرك بسهولة وفقاً لمصالحه. فقد أعادت أرمينيا توجيه نفسها نحو الغرب. كما وساعد تبني موسكو موقفا معاديا لإسرائيل بشأن غزة في إرضاء إيران، ومقاومة الولايات المتحدة، وتعزيز جاذبية روسيا في العالم النامي. واكتشفت المملكة العربية السعودية وروسيا مصالح متبادلة في سوريا وتركيا كما وفي مجال إنتاج النفط. ولكن الآن ربما تستعد روسيا لتحول آخر، هذه المرة بعيداً عن إيران.وهناك سببان واضحان لتغيير السياسة، إضعاف إيران في سوريا وأرمينيا، واستخدام موقفها كلاعب في الشرق الأوسط للحصول على تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا".
وتابعت الصحيفة، "لا شك أن روسيا وإيران تتعاونان على مستوى غير مسبوق في الآونة الأخيرة. ففي أيلول، زودت إيران روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى، وكلا البلدين على وشك التوقيع على معاهدة استراتيجية طال انتظارها والتي من شأنها أن تشمل تعاوناً دفاعياً أوثق. ومؤخراً، ربطت الدولتان أنظمتهما المصرفية للمساعدة في التهرب من العقوبات الغربية. ولكن على الرغم من هذا التعاون، فإن البلدين لا يتفقان بشأن ما يجب القيام به في المناطق التي يتمتع فيها كل منهما بنفوذ هائل، وخير مثال على ذلك سوريا".
وأضافت الصحيفة، "لكي يظل في السلطة أثناء الحرب الأهلية السورية التي كادت أن تطيح به، دعا الرئيس بشار الأسد روسيا وإيران، وضحى باستقلال سوريا. ورغم أن موسكو وطهران وجدتا نقاط تعاون، فإن أهدافهما متعارضة. فروسيا تريد أن تظل سوريا تابعة إقليمية مستقرة لها، في حين تريد إيران الاستمرار في استخدام دمشق في حربها مع إسرائيل. وقبل غزو أوكرانيا في عام 2022، كان لروسيا القول الفصل تقريبا في سوريا، وخاصة بعد تركيب نظام صواريخ إس-400، القادر على اعتراض طائرات إف-16 المقاتلة. وكما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي في ذلك الوقت، "لا يمكن لذبابة أن تطير فوق سوريا دون موافقة روسية"."
وبحسب الصحيفة، "لقد فرضت روسيا سيطرتها على إسرائيل وإيران، مما دفع الطرفين إلى تلبية رغبات بوتين. ففي بعض الأحيان كانت موسكو تسمح لإيران بتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، وفي أحيان أخرى كانت تسمح لإسرائيل بقصف أهداف إيرانية. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها موسكو في صراع من أجل اكتساب القوة على الجانبين، فقد استخدمت تكتيكات مماثلة مع أرمينيا وأذربيجان، فباعت الأسلحة لكلا الجانبين. وفي أعقاب غزو أوكرانيا، سارعت روسيا إلى تحويل الموارد لتمويل المجهود الحربي، بما في ذلك من سوريا، وسارعت إيران إلى ملء الفراغ".
ورأت الصحيفة أنه "على مدار العام الماضي، انعكس الوضع. فقد نجحت إسرائيل في تقليص نفوذ الوكيل الرئيسي لإيران، حزب الله، الأمر الذي أضعف الموقف الإيراني في سوريا. وفي المقابل، أصبح موقف روسيا هناك أقوى الآن. وقد تحاول إيران اليائسة الآن الاستفادة من سوريا ضد إسرائيل، ولكن من المرجح أن يكون هذا بمثابة خط أحمر بالنسبة لموسكو. وقال ألكسندر لافرينتييف، الممثل الخاص لبوتين في سوريا، مؤخرا إن روسيا ستفعل "كل ما هو ممكن" لمنع انتشار الصراع إلى سوريا. وعلى مدار العام الماضي، منعت روسيا وكلاء إيران من العمل في جنوب سوريا وأقامت مراكز مراقبة على طول الحدود السورية الإسرائيلية في أعقاب اغتيالات إسرائيلية لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى. ولم تقم روسيا قط بتنشيط أنظمة دفاعها الصاروخي لمواجهة الهجمات الإسرائيلية".
وتابعت الصحيفة، "لقد سعت إسرائيل إلى استغلال هذا الصراع كما فعلت قبل الحرب. وعلى الرغم من تدهور العلاقات الروسية الإسرائيلية عندما انحازت روسيا سياسيا ضد إسرائيل مباشرة بعد هجوم السابع من نشرين الأول 2023، فقد حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم اتخاذ خطوات من شأنها قطع العلاقات مع موسكو، مثل تسليح أوكرانيا. في الواقع، لقد أبقت هذه الاستراتيجية الباب مفتوحا للتعاون في سوريا. ففي وقت سابق من هذا العام، اتهم المتشددون الإيرانيون كلا من بوتين والأسد بخيانة إيران بالسماح لإسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سوريا. وخلال الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على إيران الشهر الماضي ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران، اتهم مستشار رفيع المستوى للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الأسد بالخيانة لعدم منع إسرائيل من استخدام المجال الجوي السوري أو تحذير إيران من الضربة. ولكن بالنظر إلى أن سوريا لا تسيطر على سمائها، فإذا كان هناك لوم، فإنه يقع بشكل صارم على روسيا".
وبحسب الصحيفة، "إن قرار إسرائيل بتجنب استفزاز روسيا ربما أدى جزئياً إلى تباطؤ روسيا في تسليم طائرات سو-35 المقاتلة إلى إيران، فضلاً عن المفاوضات بشأن نظام الصواريخ إس-400 لإيران. ومن شأن مثل هذه الأنظمة المتقدمة من الأسلحة أن تعمل على تمكين طهران من خلال تعزيز دفاعاتها وقواتها الجوية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. ولكن روسيا تفضل أن يكون حلفاؤها تابعين لها، وإلا فقد يتصرفون ضد المصالح الروسية، وإذا أصبحت إيران قوية للغاية، فسوف يكون لها رأي أكبر في المناطق ذات المصلحة المشتركة. وأيضاً، إذا نشرت إيران مثل هذه الأنظمة من الأسلحة في القتال مع إسرائيل، فقد يكتشف الطيارون الإسرائيليون نقاط الضعف ويمررونها إلى الولايات المتحدة. وفي غضون ذلك، ذهب رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى روسيا في الأسبوع الماضي للمساعدة في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ويتلخص أحد المطالب الإسرائيلية الرئيسية في عدم شحن الأسلحة عبر سوريا".
وتابعت الصحيفة، "إذا ساعدت روسيا في وقف تدفق الأسلحة الإيرانية، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التوتر في العلاقات الروسية الإيرانية. إن إيران لا تخدع نفسها بشأن علاقتها بروسيا، وكما قال مهدي سبحاني، السفير الإيراني في أرمينيا والمبعوث السابق إلى سوريا وضابط الاستخبارات الرفيع المستوى مؤخراً: "نحن لسنا حلفاء. لدينا بعض الاختلافات، ولدينا بعض المصالح المشتركة". في الواقع، نظراً لرغبة الإدارة الأميركية الجديدة في التوصل إلى اتفاق سلام سريع في أوكرانيا، فقد يستخدم بوتين قدرة روسيا على منع نقل الأسلحة الإيرانية في سوريا كبطاقة رابحة في المفاوضات".
وختمت الصحيفة، "إذا رأى بوتين أن بيع إيران سوف يخدم المصالح الروسية، فلن يتردد في ذلك".
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "لا شك أن روسيا وإيران تتعاونان على مستوى غير مسبوق في الآونة الأخيرة. ففي أيلول، زودت إيران روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى، وكلا البلدين على وشك التوقيع على معاهدة استراتيجية طال انتظارها والتي من شأنها أن تشمل تعاوناً دفاعياً أوثق. ومؤخراً، ربطت الدولتان أنظمتهما المصرفية للمساعدة في التهرب من العقوبات الغربية. ولكن على الرغم من هذا التعاون، فإن البلدين لا يتفقان بشأن ما يجب القيام به في المناطق التي يتمتع فيها كل منهما بنفوذ هائل، وخير مثال على ذلك سوريا".
وأضافت الصحيفة، "لكي يظل في السلطة أثناء الحرب الأهلية السورية التي كادت أن تطيح به، دعا الرئيس بشار الأسد روسيا وإيران، وضحى باستقلال سوريا. ورغم أن موسكو وطهران وجدتا نقاط تعاون، فإن أهدافهما متعارضة. فروسيا تريد أن تظل سوريا تابعة إقليمية مستقرة لها، في حين تريد إيران الاستمرار في استخدام دمشق في حربها مع إسرائيل. وقبل غزو أوكرانيا في عام 2022، كان لروسيا القول الفصل تقريبا في سوريا، وخاصة بعد تركيب نظام صواريخ إس-400، القادر على اعتراض طائرات إف-16 المقاتلة. وكما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي في ذلك الوقت، "لا يمكن لذبابة أن تطير فوق سوريا دون موافقة روسية"."
وبحسب الصحيفة، "لقد فرضت روسيا سيطرتها على إسرائيل وإيران، مما دفع الطرفين إلى تلبية رغبات بوتين. ففي بعض الأحيان كانت موسكو تسمح لإيران بتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، وفي أحيان أخرى كانت تسمح لإسرائيل بقصف أهداف إيرانية. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها موسكو في صراع من أجل اكتساب القوة على الجانبين، فقد استخدمت تكتيكات مماثلة مع أرمينيا وأذربيجان، فباعت الأسلحة لكلا الجانبين. وفي أعقاب غزو أوكرانيا، سارعت روسيا إلى تحويل الموارد لتمويل المجهود الحربي، بما في ذلك من سوريا، وسارعت إيران إلى ملء الفراغ".
ورأت الصحيفة أنه "على مدار العام الماضي، انعكس الوضع. فقد نجحت إسرائيل في تقليص نفوذ الوكيل الرئيسي لإيران، حزب الله، الأمر الذي أضعف الموقف الإيراني في سوريا. وفي المقابل، أصبح موقف روسيا هناك أقوى الآن. وقد تحاول إيران اليائسة الآن الاستفادة من سوريا ضد إسرائيل، ولكن من المرجح أن يكون هذا بمثابة خط أحمر بالنسبة لموسكو. وقال ألكسندر لافرينتييف، الممثل الخاص لبوتين في سوريا، مؤخرا إن روسيا ستفعل "كل ما هو ممكن" لمنع انتشار الصراع إلى سوريا. وعلى مدار العام الماضي، منعت روسيا وكلاء إيران من العمل في جنوب سوريا وأقامت مراكز مراقبة على طول الحدود السورية الإسرائيلية في أعقاب اغتيالات إسرائيلية لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى. ولم تقم روسيا قط بتنشيط أنظمة دفاعها الصاروخي لمواجهة الهجمات الإسرائيلية".
وتابعت الصحيفة، "لقد سعت إسرائيل إلى استغلال هذا الصراع كما فعلت قبل الحرب. وعلى الرغم من تدهور العلاقات الروسية الإسرائيلية عندما انحازت روسيا سياسيا ضد إسرائيل مباشرة بعد هجوم السابع من نشرين الأول 2023، فقد حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم اتخاذ خطوات من شأنها قطع العلاقات مع موسكو، مثل تسليح أوكرانيا. في الواقع، لقد أبقت هذه الاستراتيجية الباب مفتوحا للتعاون في سوريا. ففي وقت سابق من هذا العام، اتهم المتشددون الإيرانيون كلا من بوتين والأسد بخيانة إيران بالسماح لإسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سوريا. وخلال الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على إيران الشهر الماضي ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران، اتهم مستشار رفيع المستوى للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الأسد بالخيانة لعدم منع إسرائيل من استخدام المجال الجوي السوري أو تحذير إيران من الضربة. ولكن بالنظر إلى أن سوريا لا تسيطر على سمائها، فإذا كان هناك لوم، فإنه يقع بشكل صارم على روسيا".
وبحسب الصحيفة، "إن قرار إسرائيل بتجنب استفزاز روسيا ربما أدى جزئياً إلى تباطؤ روسيا في تسليم طائرات سو-35 المقاتلة إلى إيران، فضلاً عن المفاوضات بشأن نظام الصواريخ إس-400 لإيران. ومن شأن مثل هذه الأنظمة المتقدمة من الأسلحة أن تعمل على تمكين طهران من خلال تعزيز دفاعاتها وقواتها الجوية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. ولكن روسيا تفضل أن يكون حلفاؤها تابعين لها، وإلا فقد يتصرفون ضد المصالح الروسية، وإذا أصبحت إيران قوية للغاية، فسوف يكون لها رأي أكبر في المناطق ذات المصلحة المشتركة. وأيضاً، إذا نشرت إيران مثل هذه الأنظمة من الأسلحة في القتال مع إسرائيل، فقد يكتشف الطيارون الإسرائيليون نقاط الضعف ويمررونها إلى الولايات المتحدة. وفي غضون ذلك، ذهب رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى روسيا في الأسبوع الماضي للمساعدة في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ويتلخص أحد المطالب الإسرائيلية الرئيسية في عدم شحن الأسلحة عبر سوريا".
وتابعت الصحيفة، "إذا ساعدت روسيا في وقف تدفق الأسلحة الإيرانية، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التوتر في العلاقات الروسية الإيرانية. إن إيران لا تخدع نفسها بشأن علاقتها بروسيا، وكما قال مهدي سبحاني، السفير الإيراني في أرمينيا والمبعوث السابق إلى سوريا وضابط الاستخبارات الرفيع المستوى مؤخراً: "نحن لسنا حلفاء. لدينا بعض الاختلافات، ولدينا بعض المصالح المشتركة". في الواقع، نظراً لرغبة الإدارة الأميركية الجديدة في التوصل إلى اتفاق سلام سريع في أوكرانيا، فقد يستخدم بوتين قدرة روسيا على منع نقل الأسلحة الإيرانية في سوريا كبطاقة رابحة في المفاوضات".
وختمت الصحيفة، "إذا رأى بوتين أن بيع إيران سوف يخدم المصالح الروسية، فلن يتردد في ذلك".