يعاني"ريال مدريد" من تخبّط واضح حاليًا بسبب سلسلة من الإصابات التي "ضربت" أبرز لاعبيه. تلك الإصابات التي تتوالى بلا "رحمة"، جعلت المدرّب واللاعبين والجماهير في حالةٍ من القلق والترقّب المستمرّ، وسط غموض حول كيفية تعويض الغيابات التي تضعّف الصفوف وتقلّل من قدرة الفريق على تقديم الأداء المنتظر.
من الإصابات العضلية إلى التواءات الكاحل والرباط الصليبي، لم تترك تلك الصدمات لـ "ريال مدريد" خياراً سوى التعامل مع كل مباراة على أنها معركة جديدة. هذا التحدي الكبير ينعكس في أداء الفريق داخل الملعب، حيث تكافح التشكيلة في إيجاد التوازن المطلوب. والأصعب من كل ذلك هو أن الفريق بات يواجه خصومًا في غاية القوة، حيث تتزايد المخاوف من مواجهة أندية كبرى مثل "ليفربول"، الذي قد يستغلّ أي ضعف في صفوف "الملكي" لتعميق جراحه.
Advertisement
"كابوس" في دفاع "الملكي"
مشكلة "الريال" الآن تكمن في صفوف الدفاع، فهو المتضرّر الأكبر من "كابوس" الإصابات، حيث انتهى موسم ميليتاو وكارفاخال للإصابة بالرباط الصليبي، فيما يعاني دافيد ألابا من نفس الإصابة منذ 11 شهرًا، وانضمّ إليهم الظهير الأيمن لوكاس فاسكيز، لتضرب الإصابات 60% من مدافعي الفريق، فيما المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لديه قلب دفاع واحد فقط متاح في الوقت الحالي، وهو الألماني أنطونيو روديغر.
وعليه يحتاج النادي الإسباني لإبرام مجموعة من الصفقات الجديدة، خلال سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، فالظروف الحالية الطارئة قد تدفعه لإجراء بعض التعديلات على تشكيلته لتعزيز فرصه في المنافسة على الألقاب.
"الريال" بدأ الموسم الكروي الحالي 2024-2025 بقائمة مؤلفة من 22 لاعبًا، علمًا أن قواعد الاتحاد الإسباني تتيح لكل نادٍ تسجيل 25 لاعبًا بالفريق الأول. ومع إصابة كارفاخال وميليتاو، واحتمال غيابهما عن الملاعب حتى نهاية الموسم، يصبح لدى النادي الملكي حق استبدال اللاعبَين بالقائمة، ويعني ذلك أن "الميرنغي" قد يصبح لديه مساحة للتعاقد مع 5 لاعبين جدد خلال سوق الانتقالات الشتوية، حسب ما أشارت إليه صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.
ورغم أن "ريال مدريد" عادة ما يتسم بالحذر في سوق "الميركاتو"، الا أن المحلل الرياضي سعيد خليل أكدّ لـ "لبنان24" أن النادي يحتاج إلى صفقات جديدة، بالنظر لإصابات خط الدفاع، وحجم معاناة الفريق الفنية في خط الوسط.
ولا يحبذ رئيس الفريق فلورنتينو بيريز إبرام صفقات شتوية في منتصف الموسم، حيث أن سياسته تتسم بالحذر من الناحية الإقتصادية والتكاليف المرتفعة، بالإضافة إلى أن بيريز يفضلّ التركيز على صفقات طويلة الأمد، لذلك يعطي الأولوية دائمًا للميركاتو الصيفي الذي يسبق الموسم، لإبرام صفقات نوعية تضمن استمرارية النجاح.
ووفق ما أورده العديد من الصحف، فإن "الأبيض" يدرس إمكانية التعاقد مع الإسباني الدولي إيمريك لابورت، مدافع "النصر" السعودي والذي ارتبط اسمه بالعودة إلى الملاعب الأوروبية، وتحديدًا من بوابة الفريق الأول لكرة القدم بنادي ريال مدريد الإسباني. وبحسب خليل، فإن لابورت حاليًا يعدّ خيارًا مناسبًا خصوصًا من الناحية الإقتصادية، كما أشار في الوقت نفسه إلى المدافع الفرنسي الشاب كاستيلو لوكيبا الذي يتردّد إسمه أيضًا بقوّة في الأوساط الرياضيّة.
لكن اللاعب الإسباني لابورت الذي يعجب المدرّب كارلو أنشيلوتي بشدّة ويصرّ عليه هذا الموسم، كشف عن حقيقة تفاوضه مع بطل أوروبا للانضمام إليه بشكل رسمي، وأكدّ تواصل "ريال مدريد" معه، لكنه لم يكن يرغب في اتخاذ خطوة الرحيل عن "النصر". كما أضاف اللاعب أنه يتطلع لحصد الكثير من البطولات هذا الموسم مع الفريق السعودي.
ووفقًا لخليل، فرودريغو من الإصابات الأكثر تأثيرًا على "ريال مدريد"، فهو أحد اللاعبين الذين أثبتوا مرونة كبيرة في الفريق من حيث التكيّف مع مختلف أساليب اللعب واللاعبين، نظرًا لتمتعه بقدرات فنيّة متميّزة، واستطاعته التأقلم بسهولة في مراكز هجومية متعددة سواء على الجناح الأيمن أو الأيسر أو حتى في مركز المهاجم الصريح في بعض الأحيان. هذه القدرة على التأقلم مع أسلوب اللعب المتغير ومختلف زملائه في الفريق تجعل غوس لاعبًا قيمًا للغاية. لكن مع ذلك، هناك جانب آخر قد يعاني منه "ريال مدريد" إذا غاب رودريغو لفترة طويلة، وهذا يشمل:
1- غياب اللاعب متعدد الاستخدامات: رودريغو ليس فقط جناحًا مميزًا، بل أيضًا لاعب يمكنه الاندماج في مختلف الهجمات واللعب مع أي من النجوم في الفريق. غيابه قد يؤثرّ على مرونة الفريق في التبديل بين الأساليب المختلفة.
2. الاعتماد على انسيابية الهجوم: مع رودريغو، يتمتع الهجوم بمرونة أكبر في التوزيع والتمريرات التي تخلق المساحات. إذا كانت هناك إصابة له، قد يجد الفريق صعوبة في الحفاظ على هذا الانسياب، مما يتطلب تعديل الخطط التكتيكية.
3. صعوبة في تعويضه: بسبب تميّز رودريغو في التكيّف مع أي أسلوب لعب ومع أي لاعب، سيكون من الصعب على ريال مدريد إيجاد بديل بنفس المستوى. الأسماء الأخرى التي قد تكون موجودة في الفريق قد تكون أقل قدرة على التكيّف بهذه السهولة. بالإضافة إلى أن غياب اللاعب هذا، قد يعرّض الفريق لبعض التحديات التكتيكيّة، حيث سيحتاج المدرّب لإعادة توزيع الأدوار الهجومية، وربما تعديل أسلوب اللعب لضمان استمرار الأداء القوي.