تفرض التطورات الميدانية نفسها على الواقع السياسي اللبناني، ففي الوقت الذي شعر فيه خصوم "حزب الله" بوجود فرصة مناسبة للانقضاض عليه والحصول على مُكتسبات سياسية إضافية في لبنان، بدأ الواقع الميداني يُعاكس تصوّر بعض الأطراف وإن كانت هذه التصورات لم تظهر الى العلن.
لكنّ المشكلة التي بدأت تشكّل عقبة أمام خصوم "حزب الله" هي أن انتهاء دوره العسكري، وفق توقّعاتهم، تجعل منه قوة سياسية حقيقية وتفرض عليه أن يصبح جزءاً من التركيبة بشكل فعلي، أي أنّه سيضع كل ثقله الشعبي والسياسي في الدولة والمؤسسات والتوازنات السياسية وهذا ما لا يريده أحد من القوى المحلية الا حلفاء "حزب الله" الثابتين.
من هُنا باتت سردية هزيمة "حزب الله" تزيد من هواجس الخصوم، خصوصاً أن هزيمته لن تعني أبداً نهايته وانتهاء دوره السياسي بل قد تشكّل مرحلة جديدة لبدء مسيرته السياسية بشكل فعلي في لبنان الامر الذي من شأنه أن يرتدّ على الخصوم.
أمام هذا المشهد بات الميدان اليوم هو المتحكّم بالتفاصيل السياسية ومع كل تصعيد يواجه به "الحزب" العدو الاسرائيلي، تجد أن التطورات السياسية تزداد ركوداً لأنّ "حزب الله" يصبح قادراً اكثر على التعطيل واعادة التوازنات تدريجياً الى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب.