تقرير لـ"Middle East Eye" يتحدث عن الإبادة الحضرية للبنان.. هذا ما كشفه

ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "مع استمرار الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار محتمل، تتزايد المخاوف بشأن كافة جوانب الحياة في لبنان ومستقبله الاجتماعي والاقتصادي. وحذرت مجموعة العمل المستقلة من أجل لبنان، وهي مجموعة من خبراء الاقتصاد والباحثين اللبنانيين، من أن الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها لبنان نتيجة للقصف الإسرائيلي قد تتجاوز عشرين مليار دولار أميركي، في حين قد تصل نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى ثمانين في المائة في المناطق التي تتعرض لقصف مكثف".

Advertisement

وبحسب الموقع، "في الوقت نفسه، قالت منظمة ميرسي كوربس الإنسانية الدولية إن الناتج المحلي الإجمالي للبنان قد ينكمش بنسبة 12.81% إذا استمرت الحرب على هذا النحو، أو بنسبة 21.9% إذا فرضت إسرائيل حصاراً ووسعت نطاق القصف والقتال البري. وفي حين لم يتم فرض أي حصار رسمياً، فإن قصف إسرائيل للمعابر البرية إلى سوريا وهجماتها بالقرب من مطار بيروت زاد من المخاوف بشأن حركة البضائع والسفر داخل وخارج لبنان. إن كل هذه القضايا تدق ناقوس الخطر بشأن الطرق الخطيرة التي أدت بها الحرب إلى تعطيل حياة سكان لبنان بشكل خطير وتأثيرها الطويل الأمد على البلاد".
الواقع الاقتصادي الكئيب
وبحسب الموقع، "كان الصراع بين حزب الله وإسرائيل محصوراً إلى حد كبير في جنوب لبنان حتى منتصف أيلول، عندما شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف واسعة النطاق في كل أنحاء البلاد، وفي النهاية شن غزواً برياً. قبل الحرب، كان لبنان يعاني من أسوأ انهيار مالي في تاريخه، حيث وصفه البنك الدولي بأنه أحد أسوأ ثلاث أزمات اقتصادية في 150 عامًا. وقالت ليلى الأمين، مديرة مكتب ميرسي كوربس في لبنان، أن البلاد "غير مستعدة حقًا" للحرب بسبب الركود والبطالة ونقص التشغيل وفقدان العملة وما إلى ذلك. وقالت: "لقد انهار كل ما يتعلق بالبنية الأساسية الوطنية بهدوء لسنوات. سواء كنا نتحدث عن المياه أو الكهرباء أو الصحة العامة أو التعليم العام". كما وأدت الحرب إلى تدمير قطاع السياحة في لبنان، والذي يشكل جزءاً كبيراً من الاقتصاد الهش في البلاد.وعلاوة على ذلك، أدى النزوح الجماعي إلى ترك العديد من الناس بلا مأوى أو مصادر دخل، نظراً لأن وظائفهم مقيدة جغرافياً".
السفر والتجارة والأسعار
وبحسب الموقع، "تدق منظمة ميرسي كوربس ناقوس الخطر بشكل خاص بشأن احتمالات فرض حصار إسرائيلي على لبنان. ويقول سامي زغيب، الخبير الاقتصادي ومدير الأبحاث في مؤسسة "مبادرة السياسة" البحثية ومقرها بيروت، للموقع إن لبنان لا يزال قادرًا إلى حد كبير على استيراد السلع والمشاركة في التجارة الدولية، وبالتالي فإن أسعار السلع لم ترتفع بشكل كبير. وفي حين قال خبراء في وقت سابق للموقع إن سيناريو الحصار غير مرجح، أثيرت مخاوف إضافية بعد أن قصفت إسرائيل محيط ثلاثة معابر حدودية بين لبنان وسوريا، ما أدى إلى إغلاق اثنين منها".
وتابع الموقع، "كان الجيش الإسرائيلي قد هدد في وقت سابق بأنه لن يسمح باستخدام مطار رفيق الحريري الدولي لأي غرض غير الأغراض المدنية. وقد ألغت كل شركات الطيران الدولية رحلاتها من بيروت وإليها منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في أيلول، تاركة شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية (MEA) الشركة الوحيدة التي تشغل رحلات جوية في البلاد. وقال مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط للموقع إنه في حين قلصت الشركة عدد الطائرات العاملة في تشرين الأول بسبب انخفاض الطلب، إلا أنها لم تلغ رحلة واحدة على الإطلاق. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن الشركة تتلقى تطمينات منتظمة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكذلك سفراء الدول الغربية الذين يخبرونهم بأن المطار والطريق المؤدي إليه آمنان. وبينما حظيت الشركة بإشادة واسعة النطاق لاستمرارها في العمل على الرغم من الضربات الإسرائيلية المتكررة على بيروت، أثيرت تساؤلات بشأن أسعارها. وقال المصدر في الشركة إنهم لم يتمكنوا من خفض أسعارهم بعد موسم الذروة الصيفي، الذي ينتهي عادة في أيلول. وأضاف: "الطائرات تغادر لبنان بحمولة كاملة لكنها تعود فارغة، ولا تحقق التعادل"."
أوامر الإخلاء
وبحسب الموقع، "كانت بعض أبرز جوانب حرب إسرائيل على لبنان ما يسمى بأوامر "الإخلاء"، أو الرسائل التي يرسلها الجيش الإسرائيلي لسكان المناطق في مختلف أنحاء البلاد لمغادرتها قبل قصفها. كان هذا التكتيك غير منسق على نطاق واسع وانتقدته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمراقبون بشدة. فلم تضرب إسرائيل العديد من الأماكن دون سابق إنذار فحسب، بل في كثير من الأحيان لا يُمنح السكان سوى دقائق قليلة لحزم أمتعتهم والمغادرة قبل بدء القصف. وقالت منى حرب، أستاذة الدراسات الحضرية في الجامعة الأميركية في بيروت وقائدة الأبحاث في مختبر بيروت الحضري: "هذا أمر مرعب، وليس مجرد تعطيل للحياة. إنه عمل إرهابي يشكل جزءًا من الحرب النفسية التي تُشن على لبنان".
تدمير مدينة
وبحسب الموقع، "تزعم إسرائيل إنها تستهدف أنشطة حزب الله في المواقع التي تقصفها، دون تقديم أدلة، في حين تشن حملة قصف عشوائية أدت إلى فقدان عدد كبير من المدنيين لمنازلهم وسبل عيشهم وأحياء بأكملها. ووصف باحثون حضريون لبنانيون تصرفات إسرائيل بأنها إبادة حضرية، أو تدمير متعمد لمدينة. فقد أصبحت أجزاء كبيرة من الضاحية الجنوبية لبيروت وصور وبعلبك وغيرها من المدن والبلدات في لبنان الآن خاوية، بعد أن فقدت الحياة الديناميكية التي أعطت هذه الأماكن قيمتها بين السكان.وبينما استؤنفت الحياة الطبيعية إلى حد كبير في بعض أجزاء بيروت وغيرها من المدن اللبنانية التي نجت من القصف الإسرائيلي، زادت حركة المرور بشكل كبير، في حين تم الإبلاغ عن بعض التوترات المحلية بين السكان المحليين والنازحين في مناطق معينة.وعلاوة على ذلك، فإن حجم الدمار في جنوب وشرق لبنان، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت، واسع النطاق لدرجة أن احتمال عودة الناس إلى ديارهم وحياتهم الطبيعية يبدو مستبعداً في المستقبل المنظور".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الاتحاد السكندري ينظم رحلة لجماهيره لمشاهدة مباراة الأهلي
التالى عاجل - نتيجة قرعة الحج من «الداخلية» رسميا.. ومفاجأة في أسعار السياحي 2025