هذا السؤال لا يُطرح في الأوساط السياسية والمعنية بالوضع العسكري في لبنان وحسب، بل يطرحه أيضاً عدد كبير من الناس الذين طالتهُم الحرب بشكل مباشر وغير مباشر، سيّما وأن الانتخابات الاميركية التي كان يعوّل عليها البعض لإنهاء المعركة حصلت ونتيجتها باتت معروفة بوصول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض.
Advertisement
تقول مصادر عسكرية مطّلعة إنه قبل الحديث عن أي تسوية يجب التأكّد من أنّ عملية التوازن رست فعلياً، فإمّا أن يحصل توازن رعب يؤدي الى تسوية متوازنة أم أنّ أحد طرفي المعركة سيُهزم هزيمة كاملة وبالتالي سيضطر إلى تقديم تنازلات تُرضي الطرف المنتصر في الحرب، وهذان الاحتمالان لم يحدُثا حتى اللحظة.
وترى المصادر أن كلا من "حزب الله" والعدو الاسرائيلي لم يستطعا الحاق الهزيمة بالآخر بشكل حاسم، وبالتالي فإنّ أياً منهما لن يُقدم على تقديم أي تنازلات وتحديداً "حزب الله" الذي تعرّض لضربات كبرى، وعليه فإن إسرائيل لن ترضى بالقليل خصوصاً مع شعورها بأنها تمكّنت من تحقيق إنجازات جدية في الأسابيع الأخيرة.
لذلك لا يزال الحديث بأن لا تسوية ممكنة على المدى المنظور، خصوصاً وأن "حزب الله" بات يشعر أنه أصبح قادراً وتحديداً في المرحلة المقبلة على إعادة التوازن وإن بشكل محدود الى الساحة العسكرية. وعليه سنكون أمام مرحلة جديدة من المعارك تسعى اسرائيل من خلالها الى تحقيق انتصار حاسم، ويسعى "الحزب" بدوره الى اعادة التوازن الى المعادلة بينه وبين العدوّ.
امام هذا الواقع الميداني ستتدخل الولايات المتحدة الاميركية بطبيعة الحال لإنهاء المعركة، لأنّ اولويات الرئيس الجديد دونالد ترامب ليست الشرق الاوسط بل الصين والأوضاع الداخلية الاميركية، لذلك فإنّ الاميركيين سيصبحون خلال فترة قصيرة مستعجلين لإنهاء هذه الحرب والوصول إلى تسوية، وهذا ما قد يعجّل تنازل هذا الطرف أو ذاك عن بعض المكاسب التي كان يأمل بتحقيقها.