من تفجير محيبيب التي تحتضن مقام بنيامين إلى مئذنة بليدا.. إسرائيل تتعمد استهداف المقامات الدينية (صور)

يتواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 تشرين الأول 2023، ما أدى إلى نزوح أكثر من مليون ونصف مليون لبناني وإلى دمار هائل لحق بالمنازل والقرى وأيضا بالمقامات الدينية والمعالم الأثرية الموجودة في المناطق المُستهدفة، وبالتالي فإن اسرائيل تنتهك على نطاق واسع قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما اتفاقيات جنيف، ومعاهدة "لاهاي" الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي.

Advertisement

 
علما ان لبنان تقدم قبل أيام بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تطرقت أيضا إلى الغارات التي استهدفت محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي".
 
ولا بد من الحديث عن الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم حيث وثّق قيام القوات الإسرائيلية بتفجير حيّ بكامله في بلدة محيبيب والتي تقع في قضاء مرجعيون بجنوب لبنان.
 
مشهد بدا وكأنه من فيلم سينمائي خيالي لا يمكن تصديقه، وقد أدى هذا التفجير إلى تدمير مقام تاريخي يعود لبنيامين ابن النبي يعقوب.
 
في هذا الإطار، يقول المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز عبر "لبنان 24" ان العدو الإسرائيلي يقوم عمدا باستهداف المقامات الدينية وقد تضرر عدد كبير منها جراء الاعتداءات السافرة.
 
 
إليكم عينة من المقامات الدينة التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير:
 
مقام محيبيب
تقع قرية محيبيب على بعد 115 كيلومتراً من العاصمة بيروت، و30 كيلومتراً من مركز قضاء مرجعيون التابعة لمحافظة النبطية، وتشتهر بموقعها الذي يطل على مناطق واسعة من جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي.
وسميت البلدة باسم صاحب المقام فيها "محيبيب" ويُقال إنه قبر بنيامين أخ النبي يوسف بن يعقوب". ويقع مقام النبي محيبيب في أعلى نقطة من البلدة ويشرف على مناطق واسعة من لبنان وشمال فلسطين.
هو مقام قديم جدا من الحجر الصخري قائم على العقود الحجرية وكان يتألف من غرفتين: غرفة الضريح عليها قبة وبداخلها الضريح وعليه صندوق خشبي وغرفة ثانية للصلاة.
عام 2000 أي بعد انسحاب الجيش الاسرائيل من لبنان تم ترميمه وإعادة تأهيله حتى أصبح معلما تاريخيا وأثريا مهما في جبل عامل. وبعد عدوان تموز 2006 أعيد ترميمه أيضا ورصفت باحاته الخارجية بعد تسوية الأضرحة فيها وتم توسعة المكان حوله وشقت إليه طريق من ناحية الشرق وأزيلت بعض البيوت حوله.

 

 

 

 

مقام شمعون الصفا
أدت الاعتداءات الإسرائيلية أيضا إلى تضرر مقام شمعون الصفا الواقع في بلدة شمع قضاء صور.
يقع المقام على الحافة الغربية لتلة شمع بجوار القلعة  وهو أقدم منها وعندما بنيت القلعة وأقيمت أسوارها سنة 1116 طُمرت الطبقة السفلى نهائيا من الناحية الغربية ولم يبق ظاهرا للعيان إلا المقام الحالي وهو من المعالم الأثرية والتراثية. وهو مشيد بالحجر الصخري يتألف من طبقتين سفلى وهي قديمة جدا لم يُحدد تاريخ بنائها إلى جانبها قاعة مستطيلة فيها معصرة زيتون تعود إلى مئات السنين، والطبقة العليا بنيت في زمن الدولة الفاطمية 1097 ، وهي قائمة على العقود الحجرية تعلوها 4 قبب وتتألف من 4 حجرات متواصلة بأبواب مقنطرة. وفي الخارج رواق من القناطر الحجرية، وفي فناء المقام صهريج مياه تحت الأرض يعود إلى الحقبة الصليبية.
تعرّض للهدم في حرب تموز 2006 ثم أعيد ترميمه وفق المواصفات الأثرية التي كان عليها قبل الهدم.

 

 

 

 

مقام سجد
سجد بلدة عاملية قديمة تحمل اسم صاحب المقام وتقع في قضاء جزين وتبعد عن العاصمة بيروت 70 كلم.
يقع المقام على قمة ترتفع أكثر من 1200 متر وتشرف على قرى جبل عامل.
المقام عبارة عن غرفة أثرية تعلوها قبة وبداخلها ضريح وإلى جانبها مجموعة من الغرف القديمة يتوسطه "صحن دار"، وعلى مدى قرون اهتم أهالي المنطقة بالمقام وكان مقصدا لهم خلال المناسبات والمواسم.
حوّل الاحتلال الإسرائيلي المقام إلى موقع عسكري وقبل انسحابه عام 2000 نسف أجزاء من بناء المقام. وخلال عدوان تموز 2006 نال المقام تدميرا إضافيا نتيجة القصف ولم يبق منه سوى غرفة المقام. وبعد انتهاء عدوان تموز 2006 أعدت دراسة هندسية لإعادة إعماره بحجارته القديمة وبمواصفاته التاريخية.

 

 

 

 

 

مسجد بئر الشجرة
مسجد بئر الشجرة الأثري في دير انطار ـ السلطانية في قضاء بنت جبيل ويبعد عن بيروت 108 كلم.
كان البناء قديما يسمى بـ "مصلى النبي" أو مسجد الإمام علي وإلى جانبه بئر قديمة طمرت وشجرة تسمى "شجرة الـ 12 نبياً" وصار يُدعى مسجد "الشجرة".
عام 2003 شيّد مكان المسجد القديم مسجد تراثي رائع الجمال بحجارة تم احضارها من العراق وأصبح يتألف من طبقتين: السفلى هي عبارة عن مصلى للنساء وضعت بداخله الصخرة وفيها المساجد السبعة، أما الطبقة العليا فمصلى للرجال وتتألف من مساحة واسعة تزينها الأعمدة الحجرية والشرفات المزخرفة وقبة كبيرة ومئذنتان.

 

 

 

 


مسجد النبي شعيب
يقع المسجد في وسط بلدة بليدا قضاء مرجعيون، وهو بناء أثري يعود تاريخه لأكثر من 2000 عام. بعد الفتح الإسلامي صار مسجدا وهو أقدم وأول مسجد في جبل عامل.
خضع للترميم والإضافات العمرانية أكثر من مرة.
وبعد التحرير في عام 2003 أعيد ترميمه وفقا لمعايير البناء التراثي حيث برزت معالمه الأثرية القديمة في مراحلها المختلفة مع الإضافات الحديثة المتناسبة مع العمران الأثري بحيث أصبح تحفة أثرية غاية في الجمال.

 

 

 

 

 

 

مقام هارون
يقع المقام في بلدة خرطوم في قضاء صيدا وهي تبعد عن العاصمة بيروت نحو 60 كلم قرب مقبرة البلدة.
يرجع تاريخه إلى أكثر من 600 عام حسب الدراسات الأثرية والعمرانية وهو عبارة عن بناء حجري عتيق يقوم على العقود والقناطر تعلوه قبة دائرية وفيه محراب صلاة. كانت أرضه قديمة مرصوفة بالحجارة والضريح يمكن النزول إليه بدرج من الصخر إلى مغارة تحت المقام فيها قبور قديمة منحوتة ولكنها فارغة تعود على الأرجح إلى أكثر من ألفي عام.
رمم المقام وفق المواصفات التراثية وتم المحافظة على طابعه الأثري وأضيف إليه باحة خارجية.

 

 

 

 

 

مقام النبي عمران
يقع المقام في بلدة القليلة في قضاء صور التي تبعد عن بيروت 98 كلم.
المقام قائم على ربوة تشرف على ساحل البحر وهو عبارة عن غرفتين من الحجر الصخري القديم الأولى غرفة الضريح أمام مدخلها تاجان رخاميان وفوقه حجران رخاميان، كانت أمامه لوحة تبين تاريخ المقام وقد فقدت أيام الانتداب الفرنسي، فيها محراب يعلوه قبة. أما الغرفة الثانية وفيها أيضا محراب فتسمى غرفة أم النبي يحيد بها باحة وبناء حديث للصلاة ومئذنة.
تضرر المقام خلال العدوان الإسرائيلي عام 1996 وتم ترميمه. وبعد العام 2016 رمم المقام من الداخل والخارج وأبرزت معالمه الأثرية والتراثية.

 

 

 

 
ويؤكد فواز ان "كل هذه المقامات الأساسية الواقعة على الحدود تضررت بالإضافة إلى تضرر مئذنة بليدا وعيترون ".
 
وأشار أيضا إلى حصول أضرار جزئية في قلعة تبنين حيث تعرّض برجها للقصف الإسرائيلي وهي تُعتبر قلعة سياحية ضخمة.

 

 

 

 
ولفت فواز إلى عدم وجود معلومات بشأن قلعة شقيف الأثرية في النبطية التي تُشرف على المنطقة الحدودية ويمكن رؤية المستوطنات الإسرائيلية منها، وقال: "بسبب الأوضاع والقصف المتواصل لا معلومات دقيقة بهذا الشأن".

 

 

 

 

وأكد فواز ان الجنوب لا يحتوي فقط على مقامات إسلامية مهمة بل أيضا هناك مقامات مسيحية بارزة إضافة إلى الكنائس والأديرة.
 
ولا بد من الإشارة أخيرا إلى ان "الجنوب يملك مخزوناً تاريخياً ودينياً وأثرياً وطبيعياً مهماً، فهو يحتوي على سبيل المثال على 10 قلاع أثرية تعود الى حقبات تاريخية مختلفة منها قلعة دير كيفا، قلعة شمع، قلعة الشقيف، قلعة تبنين، وقلعة دوبيه، وبقايا قلاع تتوزع في أرجائه".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الهلال يعلن عودة ياسين بونو قبل مواجهة النصر المرتقبة في الكلاسيكو
التالى سرب من المسيرات يستهدف شمال إسرائيل وصافرات الإنذار تدوي دون توقف في نهاريا وعكا وحيفا