تسوية ما بعد الحرب.. بإنتظار "حزب الله" الجديد

مما لا شك فيه ان نظرية انهاء وجود "حزب الله" بشكل كامل تسحب تدريجيا من التداول، حتى ان سقف المطالب الاسرائيلية في الجنوب تراجع مع دخول الاسبوع الرابع من استعصاء قرى الحافة الامامية المدمرة والتي كانت من المفترض ان تكون المناطق الاسهل لتقدم الجنود الاسرائيليين وآلياتهم. وعليه، وبالرغم من اصرار اسرائيل على العمل البري لتحقيق بعض الاهداف بالتزامن مع ارتفاع فاتورة الخسائر البشرية، فإن بقاء "حزب الله" عسكريا كما سياسيا بعد الحرب اصبح امر واقع لا مفر منه.

Advertisement


من هنا يصبح الحديث عن التسوية السياسية في لبنان هو الخيار المرجح، وليس تغيير الواقع السياسي فيه كما يتحدث رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، اذ ان وجود الحزب في مرحلة ما بعد الحرب يفرض تسوية شاملة معه في الداخل فضلا عن التسوية المرتبطة بالحدود والحرب ووقف اطلاق النار، خصوصا ان التوازنات الداخلية، وان كانت تتجه نحو التغيير، لكن ليس بالسرعة التي يتوقعها البعض.

يحتاج البحث في التسوية الداخلية الى الكثير من المعطيات، اولها تأثيرات غياب الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن المشهد، وهو الشخص الذي كان يفرمل اندفاعة الحزب الداخلية ويحد من طموحه ورغبته بترجمة قوته العددية والعسكرية نفوذا في الساحة السياسية، هكذا يبرز السؤال الاول، هل يستمر نهج نصرالله ام ان سلوكا جديدا سيطبع "حزب الله"؟

السؤال الثاني هو على ماذا سيتفاوض الحزب مع الاميركيين قبل او بعد وقف اطلاق النار، وهذا سيتم تحديده طبعا وفق نتائج المعركة التي يكاد يستعيد "حزب الله" فيها توازنه مع ما يستتبع ذلك من امكانية انقلاب الموازين خلال الاسابيع المقبلة، فهل يقايض الحزب الاستقرار جنوباً بمكتسبات سياسية في الداخل؟ ام انه سيوافق على تسوية لا غالب ولا مغلوب مشابهة لاتفاق الدوحة في مقابل ترتيبات سياسية في الجنوب؟

الاهم هو هل يجنح "حزب الله" للحوار او انه سيكون حزباً صداميا كما لم يكن من قبل؟ وهل سيتعامل مع خصومه كما تعامل في السابق ام سيكون هناك مستوى جديد من التصعيد السياسي يشبه مرحلة ما بعد حرب 2006، لا بل قد يكون اكثر قسوة وجدية وفق القيادة الجديدة التي ستتسلم مهام قيادة الحزب؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد عرض أول مسلسل وثائقي عن كواليس وأسرار الدوري السعودي
التالى خالد البلشي: استهدافات الاحتلال للصحفيين هو الجريمة الأكبر في التاريخ الإنساني