ليس صحيحًا ما يحاول بعض المتضررين من إمكانية تفاهم لبناني – لبناني، ولو على أمور لها علاقة بما يحّل بلبنان من كوارث، تصويره عن سابق تصوّر وتصميم واضحين بالنسبة إلى احتمال وقوع فتنة بين النازحين من المناطق المنكوبة، التي تتعرّض للقصف الإسرائيلي البربري، وبين الذين يستضيفونهم من أهل المناطق، التي لا تزال في منأى عن الحقد الإسرائيلي الأعمى. وهؤلاء المتضررون كثيرون ويسعون بشتى الطرق والوسائل المتاحة إلى الاستثمار بما يمكن أن يكون مادة يعتقدون أنها "دسمة" لزرع بذور الفتنة الداخلية، التي تتلاقى مع ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وحشية موصوفة، وكان آخرها استهداف عدد من الصحافيين، لكي تكتمل مشهدية تشبيك لبنان بسياج من القلق الدائم والخوف على المصير.
قد ينجح هؤلاء المتضررون في ما هم إليه ساعون، خصوصًا إذا توافرت لهم السبل الكفيلة بتحقيق أغراضهم الخبيثة والهادفة إلى زعزعة ما تبقّى من ثقة بين اللبنانيين على رغم ما يباعد بينهم في السياسة وفي نظرتهم المختلفة إلى أمور شائكة ومعقدّة وقد ازدادت حدّتها مع تفاقم الأزمات المعيشية، خصوصًا أن "القلة بتعلم النقار"، تُضاف إليها ما تسبّبه الحرب التدميرية للبنان من انقسامات حول أسبابها المباشرة وغير المباشرة، ولكن ما هو أكيد أن محاولة "التخيّط" بهذه المسّلة لن يلقى جسمًا لبنانيًا "لبّيسًا".
ولكي لا يختبئ المرء خلف أصبعه ويتعامى كالنعامة عن رؤية ما في أزمة النزوح من أسباب غير مباشرة لنشوب بعض الإشكاليات غير المقصودة لا من قِبل النازحين ولا من قِبل المستضيفين فإن ما يحصل بين الحين والآخر من مشاكل ظرفية وآنية هو أمر طبيعي لأن الجميع لا يعيشون وضعًا غير طبيعي، ولأن لا أحد كان يتوقع أن يحل باللبنانيين ما حلّ ويحّل بهم من مصائب وكوارث لم يسبق أن مرّ بها أي شعب آخر في التاريخ، ولأن الجميع يتملكهم القلق والخوف فإن كل ما يمكن أن يصدر من هنا ومن هناك من كلام أو تصرّف غير مقصودين، وهو مجرد تعبير عمّا يجيش في الصدور من رفض طبيعي لهذا الواقع، قد يفجّر مشكلة في غير محلها. فالجميع "يعيشون على اعصابهم"، وهم لا يعرفون ما حلّ بأهلهم وبيوتهم وأرزاقهم، وينتظرون الفرج الذي يعتقد كثيرون أنه لن يأتي "على البارد"، وأن الحديث الديبلوماسي عن وقف لإطلاق النار تلاقيه حكومة الحرب في إسرائيل بارتكابها المزيد من المجازر اعتقادًا منها أن من يكسب في الميدان هو الذي يكسب في فرض شروطه على الآخرين في المفاوضات أيًّا يكن شكلها وإطارها وغاياتها.
فالنازحون لا يعرفون إذا كانت هذه الحرب الضروس ستطول، وهم لا يعرفون أيضًا إذا كانت إقامتهم في مراكز الإيواء ستكون مؤقتة أم دائمة، خصوصًا أن تجارب النزوح الماضية قد أثبتت أن لا شيء يدوم في لبنان سوى المؤقت. فكل هذه الأجواء التي يعيشها النازحون ومعهم المضيفون، ولو بنسب متفاوتة ، تؤثّر من دون أي شك في خلق بعض الإشكاليات الظرفية الطارئة، من دون أن يعني ذلك الوصول إلى حيث لا يريد أحد الوصول إليه، وهم واعون، نازحين ومضيفين، أن ليس من مصلحة أحد على الاطلاق أن تتزعزع ما تبقّى من ثقة بين اللبنانيين إلى درجة وصول الوضع إلى حافة فتنة يسعى إليها المتضررون من مشاهد التضامن الإنساني والأخوي في مختلف مناطق الاحتضان.
ولأن لا أحد من اللبنانيين لا يريد الفتنة ولا يسعى إليها ولا يخطّط لها في الأساس، فإن الإشكاليات الطارئة تتمّ معالجتها بسرعة وحكمة وتروّي. وفي حال تفاقم أي اشكال أو تخطّت معالجته الإمكانات المحلية المتوافرة فإن الاستعانة بالجيش والقوى الأمنية تصبح مسؤولية مشتركة. وبفضل التدّخل الحاسم والسريع للجيش لم يُسجّل حتى تاريخه أي حادث قد يُشتّم منه بأنه قد يؤدي إلى ما يعكّر جو السلم الأهلي والاستقرار العام.
وما دام الوعي هو المسيطر، وما دام الجيش على أهبة دائمة لفضّ أي اشكال أو خلاف ظرفي، فإنه لا خوف على أي فتنة يُخطَّط لها في الغرف المظلمة وفي كواليس أعداء لبنان الظاهرين والمتخفّين.
Advertisement
ولكي لا يختبئ المرء خلف أصبعه ويتعامى كالنعامة عن رؤية ما في أزمة النزوح من أسباب غير مباشرة لنشوب بعض الإشكاليات غير المقصودة لا من قِبل النازحين ولا من قِبل المستضيفين فإن ما يحصل بين الحين والآخر من مشاكل ظرفية وآنية هو أمر طبيعي لأن الجميع لا يعيشون وضعًا غير طبيعي، ولأن لا أحد كان يتوقع أن يحل باللبنانيين ما حلّ ويحّل بهم من مصائب وكوارث لم يسبق أن مرّ بها أي شعب آخر في التاريخ، ولأن الجميع يتملكهم القلق والخوف فإن كل ما يمكن أن يصدر من هنا ومن هناك من كلام أو تصرّف غير مقصودين، وهو مجرد تعبير عمّا يجيش في الصدور من رفض طبيعي لهذا الواقع، قد يفجّر مشكلة في غير محلها. فالجميع "يعيشون على اعصابهم"، وهم لا يعرفون ما حلّ بأهلهم وبيوتهم وأرزاقهم، وينتظرون الفرج الذي يعتقد كثيرون أنه لن يأتي "على البارد"، وأن الحديث الديبلوماسي عن وقف لإطلاق النار تلاقيه حكومة الحرب في إسرائيل بارتكابها المزيد من المجازر اعتقادًا منها أن من يكسب في الميدان هو الذي يكسب في فرض شروطه على الآخرين في المفاوضات أيًّا يكن شكلها وإطارها وغاياتها.
فالنازحون لا يعرفون إذا كانت هذه الحرب الضروس ستطول، وهم لا يعرفون أيضًا إذا كانت إقامتهم في مراكز الإيواء ستكون مؤقتة أم دائمة، خصوصًا أن تجارب النزوح الماضية قد أثبتت أن لا شيء يدوم في لبنان سوى المؤقت. فكل هذه الأجواء التي يعيشها النازحون ومعهم المضيفون، ولو بنسب متفاوتة ، تؤثّر من دون أي شك في خلق بعض الإشكاليات الظرفية الطارئة، من دون أن يعني ذلك الوصول إلى حيث لا يريد أحد الوصول إليه، وهم واعون، نازحين ومضيفين، أن ليس من مصلحة أحد على الاطلاق أن تتزعزع ما تبقّى من ثقة بين اللبنانيين إلى درجة وصول الوضع إلى حافة فتنة يسعى إليها المتضررون من مشاهد التضامن الإنساني والأخوي في مختلف مناطق الاحتضان.
ولأن لا أحد من اللبنانيين لا يريد الفتنة ولا يسعى إليها ولا يخطّط لها في الأساس، فإن الإشكاليات الطارئة تتمّ معالجتها بسرعة وحكمة وتروّي. وفي حال تفاقم أي اشكال أو تخطّت معالجته الإمكانات المحلية المتوافرة فإن الاستعانة بالجيش والقوى الأمنية تصبح مسؤولية مشتركة. وبفضل التدّخل الحاسم والسريع للجيش لم يُسجّل حتى تاريخه أي حادث قد يُشتّم منه بأنه قد يؤدي إلى ما يعكّر جو السلم الأهلي والاستقرار العام.
وما دام الوعي هو المسيطر، وما دام الجيش على أهبة دائمة لفضّ أي اشكال أو خلاف ظرفي، فإنه لا خوف على أي فتنة يُخطَّط لها في الغرف المظلمة وفي كواليس أعداء لبنان الظاهرين والمتخفّين.