عاد اسم حمزة بن دلاج، المعروف عالميًا بلقب "الهاكر المبتسم"، إلى الأضواء بعد سنوات قضاها خلف القضبان في الولايات المتحدة. يُعد بن دلاج أحد أشهر المخترقين الإلكترونيين في العالم، حيث كان ضمن قائمة أخطر 10 مخترقين على مستوى العالم. وأُطلق عليه لقب "الهاكر المبتسم" لأنه حافظ على ابتسامته الشهيرة حتى بعد اعتقاله. قصته تجمع بين العبقرية والجرائم الإلكترونية، وتكشف عن حياة مليئة بالمغامرة والجرائم التي هزت البنوك والمؤسسات المالية العالمية.
من هو حمزة بن دلاج؟
حمزة بن دلاج هو مواطن جزائري وُلد في مدينة تيزي وزو عام 1988. تخرج من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا، حيث حصل على شهادة في هندسة الحاسوب والإعلام الآلي، وهذا ما ساعده في اقتحام عالم البرمجيات والقرصنة الإلكترونية. في فترة وجيزة، تمكن حمزة من بناء سمعة عالمية كأحد أمهر المخترقين، وتمكن من الوصول إلى أنظمة بنوك وشركات كبرى حول العالم.
البداية: تطوير برنامج SpyEye
بدأت شهرة حمزة بن دلاج الحقيقية عندما تورط في تطوير برنامج SpyEye، وهو برنامج خبيث يسمح باختراق الأنظمة المصرفية وسرقة المعلومات الشخصية والمالية. هذا البرنامج كان واحدًا من أكثر الأدوات الإلكترونية خطورة في عالم القرصنة، حيث تسبب في خسائر مالية ضخمة للكثير من الأفراد والمؤسسات المالية.
بين عامي 2009 و2011، استخدم بن دلاج برنامج SpyEye لاختراق أكثر من 217 مؤسسة مالية حول العالم، ما تسبب في خسائر تقدّر بمليارات الدولارات. وقد استطاع سرقة بيانات مصرفية شخصية من ملايين المستخدمين حول العالم، وتم تحويل هذه البيانات إلى أموال حقيقية عبر عمليات احتيال إلكترونية دقيقة.
اعتقال "الهاكر المبتسم"
في عام 2013، وبعد سنوات من الهروب والملاحقة الدولية، تم القبض على حمزة بن دلاج في مطار بانكوك في تايلاند. كان يحاول السفر بهوية مزورة، لكن تم تعقبه واعتقاله بناءً على ملاحقات من الإنتربول والشرطة الأمريكية. بعد ذلك تم ترحيله إلى الولايات المتحدة، حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهم تتعلق بالقرصنة الإلكترونية والاحتيال المالي.
الغريب في الأمر أن بن دلاج كان يحتفظ بابتسامته الشهيرة طوال فترة محاكمته، مما جعله يُعرف عالميًا باسم "الهاكر المبتسم". هذه الابتسامة أثارت استغراب الكثيرين، إذ بدا غير مكترث بالعقوبات التي قد يواجهها.
المحاكمة والحكم
في عام 2016، حكمت محكمة أمريكية على حمزة بن دلاج بالسجن لمدة 15 عامًا بعد اعترافه بتهم الاحتيال الإلكتروني. كان حمزة قد أقر بأنه اخترق أنظمة بنوك وشركات كبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، مما تسبب في خسائر مالية جسيمة. وفقًا لتحقيقات وزارة العدل الأمريكية، تسبب البرنامج الذي طوّره بن دلاج في سرقة ملايين الدولارات من حسابات مصرفية في مختلف أنحاء العالم.
وأفادت التقارير أن حجم الخسائر المالية التي تسبب فيها حمزة قد تجاوز 3.4 مليار دولار، حيث استُخدم برنامج SpyEye لاستهداف أكثر من 50 مليون جهاز كمبيوتر في مختلف دول العالم.
عودة الهاكر المبتسم إلى الجزائر
بعد سنوات قضاها حمزة بن دلاج في السجن الأمريكي، ترددت أنباء حول احتمال عودته إلى الجزائر، ما أثار اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام وبين متابعيه. بعضهم ينظر إليه كبطل قومي استطاع اختراق أنظمة مالية غربية، بينما يرى آخرون أنه مجرم يستحق العقوبة.