تصاعدت حدة النزاع العسكري في السودان خلال الساعات القليلة الماضية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مسجلًا موجة جديدة من العنف المسلح في مناطق كردفان ودارفور.
وقد أدت العمليات العسكرية الأخيرة إلى تغييرات ميدانية مهمة، مع تزايد المخاوف الإنسانية في ظل الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين وتهديد استقرار مناطق واسعة من البلاد. ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من الاشتباكات السابقة التي لم تتمكن الجهود الدبلوماسية المحلية والإقليمية من احتواء آثارها.
التطورات العسكرية
شهدت الساعات الماضية تكثيفًا للعمليات العسكرية من قبل القوات المسلحة:
• شنت الطائرات الحربية للقوات المسلحة غارات دقيقة على مواقع قوات الدعم السريع في جنوب كردفان وسوق المالحة شمال دارفور، ما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المليشيات وتدمير عدد من التجمعات والأسلحة الثقيلة.
• دارت اشتباكات عنيفة في منطقة برنو جنوب كردفان، أجبرت المليشيات على الانسحاب من مواقعها، فيما استمر القصف المدفعي على مدينة كادقلي، مركز ولاية النيل الأبيض، في محاولة لشل قدرة المليشيات على التحرك.
• تمكن الجيش من السيطرة على بلدة علوبة الاستراتيجية شمال دارفور، وهو ما يعزز موقع القوات المسلحة في المنطقة ويقطع خطوط إمداد الدعم السريع بين دارفور وشمال كردفان.
الخسائر والتحركات العسكرية
أعلن تجمع تحرير السودان عن سقوط عدد من قادة الدعم السريع في معارك الفاشر، وأشار إلى مشاركة مرتزقة أجانب من كولومبيا ونوير لدعم المليشيات، ما يسلط الضوء على اتساع دائرة النزاع وتورطه في أبعاد دولية وإقليمية.
رصدت مصادر ميدانية تحركات حدودية مع جنوب السودان حول حقول النفط، وهو ما يثير المخاوف من توسع النزاع إلى المناطق الاقتصادية الحساسة، وربما تهديد صادرات النفط وموارد الدولة.
تشير التقارير إلى أن الدعم السريع يعيد تنظيم صفوفه ويستعد للرد العسكري في مناطق أخرى، ما قد يطيل أمد النزاع ويزيد من تعقيدات الوضع الميداني.
الوضع الإنساني
تواصلت الانتهاكات ضد المدنيين، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والاختطاف، في مناطق النزاع، وسط تحذيرات منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
أعلن الدعم السريع عن إمكانية هدنة إنسانية، لكن دون وجود تأكيد من القوات المسلحة على التزام الطرف الآخر بها، ما يضع المدنيين في دائرة الخطر المستمرة.
تتزايد أعداد النازحين داخليًا وخارجيًا نتيجة العمليات العسكرية، مع نقص في الإمدادات الطبية والغذائية والمأوى، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين والنازحين في المنطقة.
السودان إلى أين؟
السيطرة على بلدة علوبة تمثل مكسبًا استراتيجيًا للقوات المسلحة، لكنها قد تثير ردة فعل عنيفة من الدعم السريع في مناطق أخرى، خصوصًا مع مشاركتهم المرتزقة الأجانب.
التوتر على الحدود مع جنوب السودان حول حقول النفط يزيد من احتمالية نشوء صدامات إقليمية، وربما تدخل أطراف دولية للمراقبة أو الوساطة.
استمرار الانتهاكات الإنسانية يضع ضغطًا على المجتمع الدولي للتدخل عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتخفيف معاناة المدنيين وحماية المدنيين.

















0 تعليق