وبحسب المجلة، "أثار مسؤولون إسرائيليون مخاوف إدارة ترامب بشأن مناورة صاروخية إيرانية جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، معربين عن قلقهم من أنها قد تكون غطاءً لهجوم صاروخي على إسرائيل. وذكر موقع أكسيوس أن هناك خطراً كبيراً من اندلاع حرب أخرى بين الخصمين نتيجة لسوء فهم أو اعتقاد خاطئ بأن الطرف الآخر يُعدّ لهجوم وشيك يجب استباقه. ومنذ حرب الأيام الـ 12، التي شهدت قصف سلاح الجو الإسرائيلي لأهداف في كل أنحاء إيران وانضمام الولايات المتحدة لضرب المواقع النووية الرئيسية لإيران بقاذفات الشبح الاستراتيجية من طراز B-2 Spirit، سارعت طهران إلى إعادة بناء وتوسيع برنامجها الصاروخي. ونتيجةً لذلك، تنظر إسرائيل اليوم إلى برنامج الصواريخ الإيراني باعتباره تهديدًا أكبر وأكثر إلحاحًا على المدى القريب والمتوسط من البرنامج النووي. وقد صرّح مسؤولون إيرانيون علنًا بأنهم سيتمكنون، في حال نشوب حرب أخرى، من ضرب إسرائيل بما يصل إلى 2000 صاروخ في هجوم واحد، وهذا يُعادل أربعة أضعاف تقريبًا عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل طوال حرب الأيام الاثني عشر".
وتابعت المجلة، "قد يلجأ نتنياهو إلى دعم ترامب لشنّ حملة استباقية إسرائيلية أخرى ضد برنامج الصواريخ الإيراني قبل أن تتمكن طهران من تحقيق أهدافها المعلنة. مع ذلك، إذا تصاعدت التوترات حول فنزويلا إلى حرب شاملة في غضون ذلك، فقد لا تتمكن الولايات المتحدة من دعم إسرائيل أو الدفاع عنها بنفس القدر الذي فعلته في حزيران. أي حرب أميركية في فنزويلا تهدف إلى الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد تتحول سريعًا إلى مستنقع لا يختلف كثيرًا عن حرب العراق المكلفة والمثيرة للجدل التي دارت رحاها بين عامي 2003 و2011. وبينما يتوقع المحللون انتصار الولايات المتحدة في المعارك التقليدية على فنزويلا، فقد ينتهي بها المطاف إلى خوض حملات مطولة لمكافحة التمرد ضد الميليشيات الفنزويلية المتفرقة لسنوات مقبلة. ومن الجدير بالذكر أن مساحة فنزويلا تبلغ ضعف مساحة العراق".
وأضافت المجلة، "حتى المرحلة التقليدية الافتتاحية لأي حرب في فنزويلا قد تشهد قيام البحرية الأميركية بإنفاق أعداد كبيرة من صواريخ توماهوك كروز وبعض صواريخ الاعتراض الدفاعية الجوية من سلسلة ستاندرد، SM-2 و SM-3 و SM-6 التي يتم إطلاقها من المدمرات الأميركية، لشل الجيش الفنزويلي في محاولة لإخضاع مادورو. لقد أنفقت الولايات المتحدة بالفعل كميات هائلة من هذه الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في العديد من الصراعات التي أعقبت أحداث تشرين الأول 2023 في الشرق الأوسط. وفي كانون الثاني 2024 وحده، أطلقت الولايات المتحدة 80 صاروخ توماهوك على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ردًا على استهداف الجماعة لإسرائيل والسفن التجارية في البحر الأحمر. علاوة على ذلك، واعتبارًا من كانون الثاني 2025، أطلقت البحرية الأميركية ما لا يقل عن 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، و20 صاروخًا من طراز SM-3 وEvolved Sea Sparrow لصد طائرات الحوثيين من دون طيار وصواريخهم، سواء الباليستية أو صواريخ كروز، على مدار الـ 15 شهرًا السابقة".
وبحسب المجلة، "أطلقت مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور وحدها 155 صاروخ ستاندرد و135 صاروخ توماهوك ضد الحوثيين خلال انتشار استمر تسعة أشهر وانتهى في منتصف عام 2025. وخلال عملية مطرقة منتصف الليل، أطلقت الولايات المتحدة 30 صاروخ توماهوك على منشأة نووية إيرانية في أصفهان. وخلال تلك الحرب، أطلقت الولايات المتحدة ما يُقدّر بنحو 80 صاروخاً اعتراضياً من طراز SM-3 ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية، بالإضافة إلى 150 صاروخاً اعتراضياً أرضياً من طراز الدفاع الصاروخي الطرفي العالي الارتفاع (THAAR). وتبلغ تكلفة كل صاروخ من هذه الصواريخ حوالي 10 ملايين دولار، وتُعدّ من بين أكثر الصواريخ الاعتراضية تطوراً في الترسانة الأميركية بأكملها. كما شهدت تلك الحرب أيضاً إنفاق إسرائيل لعدد كبير من صواريخها الاعتراضية المتطورة من طراز Arrow 3، والتي تعد أيضاً الأكثر تطوراً وتكلفة في نظام دفاعها الجوي المتعدد الطبقات".
وتابعت المجلة، "إن قرار ترامب بإصدار أوامر بنقل حاملة الطائرات الأميركية جيرالد آر فورد، وهي أحدث حاملة طائرات في البحرية الأميركية، من البحر الأبيض المتوسط إلى أميركا الجنوبية في تشرين الأول يعني الآن أنه لا توجد أي حاملات طائرات أميركية بالقرب من الشرق الأوسط. وحتى وقت قريب، كانت توجد في المنطقة أحياناً مجموعتان من حاملات الطائرات الضاربة في آن واحد، وغالباً ما كانت عمليات الانتشار تُمدد. وقد أظهرت خطوة ترامب مدى خطورة التوترات مع فنزويلا في الأشهر الأخيرة".
وبحسب المجلة، "إذا اندلعت الحرب هناك في نهاية المطاف، فقد يُضعف ذلك قدرة الجيش الأميركي على نشر قوات جوية وبحرية بسرعة في الشرق الأوسط في حال نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وإيران، وقد يكون ذلك مفيداً لطهران إذا كان يعني وجود عدد أقل من الدفاعات الجوية الأميركية، وخاصة صواريخ ستاندرد التابعة للبحرية، في المنطقة لتزويد الدفاعات الجوية الإسرائيلية بطبقة دفاعية خارجية إضافية. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى سوء تقدير قاتل إذا اعتقد أي منهما أو كلاهما أنه يجب عليهما التصرف بشكل استباقي لتجنب صراع أكثر تكلفة في المستقبل. مهما حدث، لا يمكن تجاهل خطر اندلاع حروب متداخلة في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية في عام 2026، وقد تكون لعواقب كليهما تداعيات عالمية".













0 تعليق