Advertisement
التقرير يقولُ إنَّ "الكثير من اللبنانيين يدركون الآن أنّ الحروب والدمار لم تؤد إلى بناء اقتصادات فيما لم تُوفر الكهرباء والأمن"، ويضيف: "مع هذا، يُدرك البعض أن بقاء البلاد يعتمد على الشجاعة السياسية أكثر منه على الشجاعة العسكرية. فإذا برز قائدٌ جريء، بدعمٍ من دول الخليج والولايات المتحدة وفرنسا، فقد تنبثق من بين الأنقاض فرصةٌ سانحة".
وتابع: "في الوقت الحالي، من غير المرجح الانضمام رسمياً إلى اتفاقيات إبراهام. لا يزال حزب الله قوياً، والدولة ضعيفة، والمجتمع خائف ومُشرذم. ومن المرجح أن يمر طريق التطبيع، إن تحقق، بمرحلة وسيطة من عدم الاقتتال، إلى جانب آلية تنسيق أمني على طول الحدود الشمالية".
وأضاف: "يكمن اختبار شجاعة لبنان الحقيقي في سؤال حاسم: هل يمتلك الوحدة والقوة اللازمتين لنزع سلاح حزب الله؟ لم يعد الحزب مجرد حركة مقاومة، بل أصبح فاعلاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً يحكم فعلياً أجزاءً من جنوب لبنان، ويمتلك ترساناتٍ ضخمة، ويرسم سياسة الدفاع الوطني. ومع ذلك، فقد أصبح عبئاً، يُخيف المستثمرين، ويُعيق الإصلاحات، ويُبقي البلاد على شفا الصراع"، على حد تعبير التقرير.
واعتبر التقرير أنَّ "نزع السلاح ليس خطوةً تقنيةً، بل هو تحوّلٌ وطني، ويتطلب وحدةً داخليةً ودعماً سياسياً وانخراطاً دولياً عميقاً، ولا يمكن للبنان تحقيق ذلك بمفرده"، وأضاف: "من دون هذه الخطوة، ستبقى الدولة مُقيّدةً بسلاح حزب الله، الأدوات التي تحافظ على نفوذ التنظيم وتُعيق مستقبل البلاد".
وتابع: "قد تكون الخطوة الأولى العملية هي دمج حزب الله تدريجياً في المؤسسات الرسمية، تحت إشراف الجيش ومن دون استقلالية عملياتية. إنه مسار طويل، ولكنه ربما يكون الوحيد الذي يجنّب حرباً أهلية أخرى".
وأكمل: "لم تُدمّر الحرب الأخيرة حزب الله، لكنها ألحقت به جرحاً عميقاً. يسعى الحزب الآن إلى إعادة صياغة هويته، ليس كقوة مقاتلة، بل كفاعل سياسي واجتماعي، ويهدف إلى إعادة صياغة صورته كحامٍ للطائفة الشيعية ومعيدٍ لبناء الجنوب، لا كعدوٍّ عسكريٍّ لإسرائيل فحسب. لكن خلف هذه الواجهة، يعمل حزب الله على الحفاظ على قدرته العسكرية وإعادة ترسيخ وجوده على طول الحدود الشمالية".
وقال: "لقد أصبح لبنان ساحة صراع بين محاور متنافسة: إيراني ضد غربي، مقاومة ضد تطبيع، إيمان ضد بقاء. وفي خضم هذه الصراعات، يجد الشعب اللبناني نفسه محاصراً، منهكاً من الحرب، متلهفاً للاستقرار".
وختم: "لا يمكن للبنان أن يعيش في عالمين، حكومة رسمية ضعيفة وجيش خاص قوي. إذا أراد البقاء كدولة ذات سيادة، فعليه أن يختار أن يكون أمة مواطنين لا أمة منظمة. في المُقابل، سيفتح العالم، وخاصةً العالم العربي، أبوابه للبنان الذي يختار الحياة. إذا استمرّ هذا البلد في الاعتماد على الخوف والسلاح والأيديولوجيات البالية، فسيبقى على حاله اليوم، أسيراً لنفسه".
0 تعليق