روسيا تؤكد حماية الاسد... وتعزز التعاون الاقتصادي مع الحكومة السورية الجديدة

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جاءت زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى روسيا، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، لتؤكد استمرار الدور الروسي المحوري في سوريا، حتى في ظل التحولات السياسية الداخلية. وقد طمأن الشرع موسكو بأن القيادة الجديدة ستلتزم بكافة الاتفاقيات السابقة، محاولةً بناء الثقة وضمان استقرار التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

Advertisement


في الوقت نفسه، يوضح موقف روسيا تجاه الرئيس السابق بشار الأسد ثباتها الاستراتيجي، فقد وصف ديمتري نوفيكوف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، أي مطالبة بتسليمه للسلطات الجديدة بأنها “أمر غريب”، مشيرًا إلى أن موسكو تستبعد تمامًا أي خطوة في هذا الاتجاه. كما يوضح عدم قبول روسيا تعيين سفير جديد لسوريا، حيث لا يزال بشار الجعفري يشغل هذا المنصب، حرصًا على المحافظة على نفوذها ورؤيتها تجاه الوضع السوري.

من الناحية العسكرية، أبدى الشرع أمله في أن تساعد روسيا في إعادة بناء الجيش السوري، مما يعكس استمرار الاعتماد على الخبرة الروسية في تعزيز القدرات الدفاعية لسوريا.

وفي السياق نفسه، أكد السفير الروسي السابق في لبنان، ألكسندر زاسيبكين، ل "لبنان 24"، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي بالرئيس السوري شكل تتويجًا طبيعيًا للتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين موسكو ودمشق خلال الأشهر الأخيرة، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وأوضح زاسيبكين أن لهذا اللقاء أهمية جيوسياسية بالغة، إذ يأتي في إطار التفاهم الروسي–السوري حول ضرورة إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز دور البلدين في رسم ملامح المرحلة المقبلة من التغييرات الإقليمية. وأضاف أن القيادة السورية تسعى إلى انتهاج سياسة متوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، مع الحرص على بناء علاقات طويلة الأمد مع روسيا تقوم على الثقة المتبادلة والاستقرار، وهو ما تشاركها موسكو رؤيته بشكل كامل.

وفي ما يتعلق بمستقبل الأسد وإمكانية تسليمه إلى السلطات الجديدة، شدد زاسيبكين على أن الموقف الروسي ثابت لجهة حمايته ولن يتغير في كل الأحوال، لا سيما أنه منح وعائلته اللجوء الانساني ، مؤكدًا أن موسكو تدعم القرارات والسياسات التي تتخذها السلطات السورية الحالية من أجل استكمال مسار الحوار الوطني، بهدف استعادة التلاحم الداخلي وتحقيق التوافق الاجتماعي وضمان المساواة بين كل مكونات المجتمع السوري.

وأشار السفير الروسي السابق إلى أن العلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الروسي والسوري تلعب دورًا إيجابيًا في تعزيز هذا المسار، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين لم يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل امتد ليشمل المجالات الاقتصادية والعسكرية.

وفي هذا السياق، كشف زاسيبكين عن مناقشة مشاريع اقتصادية مشتركة بين الجانبين، لا سيما في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن اللجنة الحكومية المشتركة الروسية–السورية ستعقد اجتماعًا قريبًا لدفع التعاون الاقتصادي إلى الأمام.

أما على الصعيد العسكري، فأكد زاسيبكين أن التعاون بين البلدين مستمر، وأن روسيا ستواصل دعمها في عملية إعادة بناء الجيش السوري. واعتبر أن وجود القاعدتين الروسيتين في سوريا يعزز من قدرات روسيا الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه يساعد دمشق على اتباع نهج مستقل ومتوازن يتماشى مع مصالحها الوطنية وأمنها القومي.

وختم زاسيبكين بالتأكيد على أن الرؤية الروسية–السورية المشتركة تقوم على مبدأ الاستقرار الإقليمي، والتعاون المتكافئ بين الدول، معتبرًا أن هذا النهج يشكل أساسًا لمستقبل أكثر توازنًا وعدلاً في المنطقة.

في المحصلة، تحمل زيارة الشرع تأكيدًا على استمرار العلاقة الوثيقة بين موسكو ودمشق؛ ومن جهة أخرى، فإن روسيا توازن بين دعم الاستقرار في سوريا وحماية نفوذها التاريخي، بعيدًا عن أي تغييرات جذرية غير مرغوبة في مواقفها تجاه الأسد.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق