مخاوف من توسّع الحرب.. إيران قد تصمد في حالة واحدة فقط

لم تتوسّع رقعة الحرب حتّى الآن بين إيران وإسرائيل، ولا تزال الدولتان تتبادلان الضربات والقصف، بينما تدرس إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب التدخّل جديّاً في الصراع، عبر تدمير منشأة "فوردو" التي عجزت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة عن إلحقاق الضرر بها.

Advertisement

 
وعلى الرغم من الخسائر العسكريّة والإقتصاديّة في إيران، جراء الغارات الإسرائيليّة العنيفة، لا تزال طهران صامدة وتستطيع توجيه ضربات قويّة داخل العمق الإسرائيليّ، عبر إطلاق صواريخ بالستيّة متطوّرة، تُصيب أهدافها بدقّة ونجاح. وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه حاليّاً، أيّ حصر الصراع بين الحرس الثوريّ وإسرائيل، وعدم دخول الولايات المتّحدة كطرفٍ أساسيّ في الحرب، وعدم إعطائها "القنابل الخارقة" لمنشأة "فوردو" لتل أبيب، فإنّ النظام الإيرانيّ قادر على تحمّل المُواجهة مع الجيش الإسرائيليّ حتّى وإنّ طالت المعارك، كذلك، الإستمرار في إطلاق المقذوفات باتّجاه الأراضي المحتلّة، إلى حين العودة إلى طاولة المُفاوضات النوويّة ووقف الإعتداءات.
 
أمّا إذا قرّرت واشنطن مُساندة إسرائيل، فإنّ هذا الأمر سيُؤدّي حكماً إلى توسيع رقعة الحرب لتطال دولاً في الجوار، وهنا الحديث طبعاً عن "حزب الله" الذي يبقى أقوى فصيل مُوالٍ لإيرانٍ، ولا يزال يترقّب المُحادثات الديبلوماسيّة لتوقّف الصراع بين طهران وتل أبيب، كيّ لا يُجرّ إليه. فإذا طُوّقَ النظام الإيرانيّ من أميركا وغيرها من البلدان التي قد تُساند حكومة بنيامين نتنياهو، فإنّ الحرس الثوريّ أعدّ خطّة لاستهداف القواعد الأميركيّة في دول الجوار، وقد يعمد إلى إغلاق مضيق هرمز، وقد يُصعدّ الحوثيّون من هجماتهم من جديد في البحر الأحمر. أمّا "الحزب" الذي لديه قوّة صاروخيّة مباشرة على الحدود مع فلسطين المحتلّة، فقد يجرّ لبنان إلى "حرب إسناد" أخرى، رغم كافة الضغوط الداخليّة والخارجيّة لنزع سلاحه.
 
وتُعوّل بلدان عربيّة وأوروبيّة على استئناف المُحادثات النوويّة في القريب العاجل، كيّ لا تشتعل منطقة الشرق الأوسط بحربٍ عسكريّة وإقتصاديّة كبيرة. وفي هذا السياق، تمّ التداول بمعلومات صحافيّة عن توجّه وفدٍ إيرانيّ إلى سلطنة عمان للتفاوض. وبحسب أوساط ديبلوماسيّة، فإنّ "الحرب الإسرائيليّة أثّرت كثيراً على طهران، والأخيرة لا تُريد أنّ تطول كيّ لا تنجرّ الولايات المتّحدة إليها". وتُضيف لـ"لبنان 24"، أنّ "النظام الإيرانيّ أصبح جاهزاً لتقديم التنازلات لإدارة دونالد ترامب من جهّة، في ما يخصّ البرنامج النوويّ، لكنّه من جهّة ثانيّة يُريد إظهار أنّه خرج منتصراً من المعارك ضدّ إسرائيل".
 
في المقابل، تُشير الأوساط عينها إلى أنّ "ترامب ونتنياهو لا يثقان بإيران من حيث تخلّيها عن برنامجها النوويّ، ولديهما خشية من إستئنافه في السرّ، لهذا السبب، ينويان تدمير منشأة "فوردو" لإنهاء الحلم الإيرانيّ بامتلاك سلاح ذريّ، عندها، يفرضان شروطهما القاسيّة لإنهاء الحرب، بعد التأكّد من عودة إيران سنوات إلى الوراء في مجال الطاقة النوويّة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو "تيك توك" والارباح تتضاعف
التالى أشهر قليلة قبل الاستحقاق الكبير.. نحو عام دراسي بلا معلمين؟