وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" إن هذه الرحلة مهمة لأسباب عديدة، أبرزها أن الزائر الإيراني شعر بالراحة في الطيران إلى بيروت على الرغم من الحرب ومقتل العديد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني خلال الفترات القليلة الماضية، وأضافت: "كذلك، فإن قاليباف قادر الطائرة بنفسه في جزء من الرحلة أظهر نوعاً من الشجاعة والمحاولة الإيرانية لجذب عناوين الأخبار في المنطقة".
Advertisement
ووصل قاليباف إلى بيروت صباح السبت والتقى برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يتحدث نيابة عن "حزب الله" مع الغرب، بحسب ما تقول الصحيفة.
"جيروزاليم بوست" قالت أيضاً إن "بري وحينما يتحدث مع إيران، يفعل ذلك باعتباره عنصراً رئيسياً في البرلمان اللبناني".
وأشارت وسائل إعلام رسمية إيرانية إلى أن "قاليباف هو ثاني مسؤول إيراني يزور لبنان منذ بدأت إسرائيل غاراتها الجوية المكثفة على الدولة العربية أواخر الشهر الماضي".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي زار لبنان في الرابع من تشرين الأول لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين هناك".
كذلك، تشير التقارير إلى أن بري يتجه إلى جنيف "حيث من المقرر أن يحضر الجمعية العامة الـ 149 للاتحاد البرلماني الدولي التي ستعقد في الفترة من 13 إلى 17 تشرين الأول".
وقال قاليباف إن إيران مستعدة لمساعدة لبنان، فيما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن المسؤول الإيراني قال إنه نقل رسالة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي إلى الشعب اللبناني، كما قام بجولة في المناطق التي تعرضت للقصف في بيروت .
هنا، يقولُ تقرير "جيروزاليم بوست" إن هذا الأمر مُهم للغاية من الناحية الرمزية، فالأمر كله يدور حول إظهار نفوذ إيران في لبنان وتمكين مسؤوليها من زيارة بيروت علناً في خضم الحرب، في حين تحاول طهران أن تظهر أنها تمتلك اليد الرابحة في المواجهة مع إسرائيل.
مع هذا، يقول التقرير إن "وكلاء إيران في المنطقة هاجموا إسرائيل خلال يوم الغفران، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن 320 قذيفة عبرت من لبنان إلى إسرائيل خلال اليوم المذكور"، وأضاف: "هذا يدلّ على أن إيران وحلفاءها مثل حزب الله وحماس والجماعات في العراق واليمن كانوا جميعاً على استعداد لتهديد إسرائيل عمداً خلال اليوم المقدس".
وبحسب التقرير، "تعتقد إيران أنها قادرة على الصمود في وجه الضربات الإسرائيلية لحزب الله، فيما تدور رحلة قاليباف حول إظهار هذا النوع من الشجاعة وسط الغارات الجوية".
وتابع: "كذلك، تُظهِر هذه الرحلة قدرة حزب الله على الاستمرار في إطلاق مئات الصواريخ يومياً".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت زيارة المسؤول الإيراني تضمنت أي مناقشات بشأن وقف إطلاق النار، فيما يبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أنها قد تتمكن من تحقيق وقف إطلاق النار، بل وحتى الحد من نفوذ حزب الله في السياسة اللبنانية، كما يقول تقرير "جيروزاليم بوست".
وختم التقرير: "لكن الزيارة الإيرانية والاجتماعات مع بري تشير إلى أن هذا غير مرجح، فقد يلتقي مبعوثون أميركيون مع بري وآخرين في لبنان، ولكن من الواضح أن الإيرانيين ما زالوا يتمتعون باليد العليا سياسياً في جارة إسرائيل الشمالية، لكنه ليس واضحاً ما إذا كانوا يتمتعون باليد العليا عسكرياً أيضاً. إيران لديها خطة طويلة الأجل تتضمن محاولة إضعاف إسرائيل من خلال حروب طويلة وبطيئة في غزة ولبنان".