كما كان متوقّعًا، تكثّف الحراك السياسي والدبلوماسي في "ربع الساعة الأخير" قبل جلسة الانتخاب الرئاسية المقرّرة يوم الخميس المقبل، والتي لا تزال ظروفها غير ناضجة، ما يجعلها ربما مفتوحة على كلّ الاحتمالات، في ظلّ غياب أيّ مؤشرات توحي بتوافق أو تفاهم على أيّ من المرشحين، سواء من هو مُعلَن منهم أو مُضمَر، حتى إنّ هناك من يعتقد أنّ الجلسة قد تفضي إلى "تصفية" المرشحين، من دون إنجاز الانتخاب بالضرورة.
في هذا السياق، سُجّل تحرّكان لافتان متوازيان خلال عطلة نهاية الأسبوع لكلّ من الموفد السعودي يزيد بن محمد بن فرحان، الذي حطّ في بيروت بدلاً من وزير الخارجية فيصل بن فرحان، الذي أرجأ زيارته، حتى لا تُفسَّر ربما في غير موضعها، وكذلك للموفد القطري جاسم آل ثاني، حيث أفيد عن لقاءات جرت بعيدًا عن الأضواء مع مختلف الكتل النيابية، علمًا أنّ الرجلين يحملان، في مفارقة معبّرة ورمزيّة، اللقب نفسه: "أبو فهد".
وإلى الموفدين السعودي والقطري، يفترض أن ينضمّ الموفد الأميركي، الذي بات خبيرًا بالشؤون اللبنانية، آموس هوكستين، الذي يحطّ في بيروت خلال الساعات المقبلة، في زيارة لا تبدو "محصورة" بالملف الأمني، ربطًا بتطورات اتفاق وقف إطلاق النار، مع بدء العدّ العكسي لانتهاء مهلة الستين يومًا التي نصّ عليها، باعتبار أنّ ملف الرئاسة يحضر على خطّها أيضًا، وفق ما يؤكّد الكثير من المطّلعين والمتابعين..
قائد الجيش يتصدّر
في حصيلة اللقاءات التي عقدت بعيدًا عن الأضواء في الأيام القليلة الماضية، تصدّر اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون المداولات، وفق ما تقاطعت المصادر المتابعة على التأكيد، بوصفه المرشح "الأوفر حظًا"، رغم صعود أسهمه وهبوطها مرارًا وتكرارًا، وأحيانًا في اليوم الواحد، وباعتبار أنّه يحظى بدعم القوى الخارجية الأساسية، وقد سبق للجنة "الخماسية" أن أعلنت دعمها له، ولو بشكل غير مباشر، انسجامًا مع رفضها التدخل المباشر في الاستحقاق الرئاسي.
وعلى الرغم من أنّ تأجيل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارته إلى لبنان، عزاه الكثيرون إلى رفضه ترك انطباع بأنّ السعودية "تتبنّى" مرشحًا دون غيره للاستحقاق، فإنّ بعض المتابعين لحراك مساعده الذي جاء نيابة عنه، يجزمون أنّ اسم قائد الجيش حضر في مختلف اللقاءات التي عقدها، حتى إن هناك من يقول إنّ أيّ اسم آخر لم يُطرَح خلال هذه اللقاءات، بما في ذلك اسم جهاد أزعور، الذي يقال إنه "الثاني" في اللائحة.
وإذا كان القطريون "تمايزوا" منذ فترة عن غيره، بطرح أسماء أخرى، من بينها مثلاً المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، باعتبار أنّه قد يكون "توافقيًا" أكثر من عون، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ الموفد الأميركي آموس هوكستين، لن يتردّد بدوره في "دعم" عون أمام من سيلتقيهم، انطلاقًا ربما من العنوان "الأمني" الذي يتخصّص به، وذلك باعتبار أنّه ربما يكون "رجل المرحلة"، خصوصًا في ظلّ المهمّات المطلوبة منه لتكريس وقف الحرب.
عقبات في الطريق..
على الرغم من الحراك الدبلوماسي الخارجي، الذي يبدو "داعمًا" لقائد الجيش بصورة كبيرة، إلا أنّ الانطباع السائد يبقى أنّ طريق الرجل نحو قصر بعبدا، لا تزال مليئة بالعقبات والصعوبات، رغم بعض المؤشرات التي فهمها البعض على أنّها رسائل "مبطنة" باتجاه تعبيد طريق الرجل، ومن بينها إعلان "حزب الله" على لسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا، أنّ "فيتو" الحزب الوحيد هو على رئيس حزب "القوات" سمير جعجع.
لكن، في مقابل موقف "حزب الله"، الذي يوحي بإمكانية قبوله انتخاب قائد الجيش، ولو أنّ "مرشحه الرسمي" يبقى رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، طالما أنّ الأخير لم يخرج طوعًا من المعركة، يبرز موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعتبره كثيرون "رأس حربة" مواجهة ترشيح قائد الجيش، وهو الذي يؤكد في كلّ المناسبات أنّ انتخاب الأخير يحتاج إلى تعديل دستوري، قد لا تكون ظروفه متوافرة، ولا العدد المطلوب لإقراره أساسًا.
وإذا كان "الثنائي" لا يشهر "الفيتو" صراحةً في وجه ترشيح قائد الجيش، فإنّ فيتو "التيار الوطني الحر" لا يبدو قابلاً للكسر، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو ما تشير المصادر إلى أنّ رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل قد أبلغه لكلّ الموفدين الذين التقاهم، علمًا أنّ "القوات اللبنانية" تبدو "متريّثة" بدورها في السير به، ولو أنّها أبلغت المعنيّين، بحسب أوساطها، أنها لن تمانع انتخابها، إذا ما "ضمن" حصوله على أكثر من 86 صوتًا داعمًا.
حتى الآن، لا توحي الأجواء السياسية أنّ جلسة التاسع من كانون الثاني ستفضي فعلاً إلى انتخاب رئيس، ولو تعدّدت دوراتها، خلافًا للجلسات السابقة، فالتوافق المطلوب لا يزال بعيد المنال، وإن بقيت المفاجآت قبل موعدها واردة. ولذلك، ثمّة من يعتقد أنّ الجلسة قد تشكّل مناسبة لـ"إسقاط" ترشيح قائد الجيش بضربة البرلمان "القاضية"، ليبدأ بعدها البحث الجدّي باسم آخر، يشكّل فعلاً نقطة "التقاء" بين مختلف الكتل والقوى السياسية!
Advertisement
في هذا السياق، سُجّل تحرّكان لافتان متوازيان خلال عطلة نهاية الأسبوع لكلّ من الموفد السعودي يزيد بن محمد بن فرحان، الذي حطّ في بيروت بدلاً من وزير الخارجية فيصل بن فرحان، الذي أرجأ زيارته، حتى لا تُفسَّر ربما في غير موضعها، وكذلك للموفد القطري جاسم آل ثاني، حيث أفيد عن لقاءات جرت بعيدًا عن الأضواء مع مختلف الكتل النيابية، علمًا أنّ الرجلين يحملان، في مفارقة معبّرة ورمزيّة، اللقب نفسه: "أبو فهد".
وإلى الموفدين السعودي والقطري، يفترض أن ينضمّ الموفد الأميركي، الذي بات خبيرًا بالشؤون اللبنانية، آموس هوكستين، الذي يحطّ في بيروت خلال الساعات المقبلة، في زيارة لا تبدو "محصورة" بالملف الأمني، ربطًا بتطورات اتفاق وقف إطلاق النار، مع بدء العدّ العكسي لانتهاء مهلة الستين يومًا التي نصّ عليها، باعتبار أنّ ملف الرئاسة يحضر على خطّها أيضًا، وفق ما يؤكّد الكثير من المطّلعين والمتابعين..
قائد الجيش يتصدّر
في حصيلة اللقاءات التي عقدت بعيدًا عن الأضواء في الأيام القليلة الماضية، تصدّر اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون المداولات، وفق ما تقاطعت المصادر المتابعة على التأكيد، بوصفه المرشح "الأوفر حظًا"، رغم صعود أسهمه وهبوطها مرارًا وتكرارًا، وأحيانًا في اليوم الواحد، وباعتبار أنّه يحظى بدعم القوى الخارجية الأساسية، وقد سبق للجنة "الخماسية" أن أعلنت دعمها له، ولو بشكل غير مباشر، انسجامًا مع رفضها التدخل المباشر في الاستحقاق الرئاسي.
وعلى الرغم من أنّ تأجيل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارته إلى لبنان، عزاه الكثيرون إلى رفضه ترك انطباع بأنّ السعودية "تتبنّى" مرشحًا دون غيره للاستحقاق، فإنّ بعض المتابعين لحراك مساعده الذي جاء نيابة عنه، يجزمون أنّ اسم قائد الجيش حضر في مختلف اللقاءات التي عقدها، حتى إن هناك من يقول إنّ أيّ اسم آخر لم يُطرَح خلال هذه اللقاءات، بما في ذلك اسم جهاد أزعور، الذي يقال إنه "الثاني" في اللائحة.
وإذا كان القطريون "تمايزوا" منذ فترة عن غيره، بطرح أسماء أخرى، من بينها مثلاً المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، باعتبار أنّه قد يكون "توافقيًا" أكثر من عون، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ الموفد الأميركي آموس هوكستين، لن يتردّد بدوره في "دعم" عون أمام من سيلتقيهم، انطلاقًا ربما من العنوان "الأمني" الذي يتخصّص به، وذلك باعتبار أنّه ربما يكون "رجل المرحلة"، خصوصًا في ظلّ المهمّات المطلوبة منه لتكريس وقف الحرب.
عقبات في الطريق..
على الرغم من الحراك الدبلوماسي الخارجي، الذي يبدو "داعمًا" لقائد الجيش بصورة كبيرة، إلا أنّ الانطباع السائد يبقى أنّ طريق الرجل نحو قصر بعبدا، لا تزال مليئة بالعقبات والصعوبات، رغم بعض المؤشرات التي فهمها البعض على أنّها رسائل "مبطنة" باتجاه تعبيد طريق الرجل، ومن بينها إعلان "حزب الله" على لسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا، أنّ "فيتو" الحزب الوحيد هو على رئيس حزب "القوات" سمير جعجع.
لكن، في مقابل موقف "حزب الله"، الذي يوحي بإمكانية قبوله انتخاب قائد الجيش، ولو أنّ "مرشحه الرسمي" يبقى رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، طالما أنّ الأخير لم يخرج طوعًا من المعركة، يبرز موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعتبره كثيرون "رأس حربة" مواجهة ترشيح قائد الجيش، وهو الذي يؤكد في كلّ المناسبات أنّ انتخاب الأخير يحتاج إلى تعديل دستوري، قد لا تكون ظروفه متوافرة، ولا العدد المطلوب لإقراره أساسًا.
وإذا كان "الثنائي" لا يشهر "الفيتو" صراحةً في وجه ترشيح قائد الجيش، فإنّ فيتو "التيار الوطني الحر" لا يبدو قابلاً للكسر، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو ما تشير المصادر إلى أنّ رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل قد أبلغه لكلّ الموفدين الذين التقاهم، علمًا أنّ "القوات اللبنانية" تبدو "متريّثة" بدورها في السير به، ولو أنّها أبلغت المعنيّين، بحسب أوساطها، أنها لن تمانع انتخابها، إذا ما "ضمن" حصوله على أكثر من 86 صوتًا داعمًا.
حتى الآن، لا توحي الأجواء السياسية أنّ جلسة التاسع من كانون الثاني ستفضي فعلاً إلى انتخاب رئيس، ولو تعدّدت دوراتها، خلافًا للجلسات السابقة، فالتوافق المطلوب لا يزال بعيد المنال، وإن بقيت المفاجآت قبل موعدها واردة. ولذلك، ثمّة من يعتقد أنّ الجلسة قد تشكّل مناسبة لـ"إسقاط" ترشيح قائد الجيش بضربة البرلمان "القاضية"، ليبدأ بعدها البحث الجدّي باسم آخر، يشكّل فعلاً نقطة "التقاء" بين مختلف الكتل والقوى السياسية!