هذا سرّ إطلالة وفيق صفا.. رسالة ود من"حزب الله" للسعودية!

3 إطلالات في أقل من 24 ساعة لقادة "حزب الله"، الأولى كانت يوم أمس السبت للنائب محمد رعد من عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث أعلن انفتاح الحزب في الملف الرئاسي، فيما الإطلالة الثانية كانت لأمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال قال إن صبر حزب الله بدأ ينفد اتجاه الخروقات الإسرائيلية وأن الردّ عليها قد يحصل في أي وقت.

Advertisement

الإطلالة الثالثة كانت اليوم لمسؤول وحدة التنسيق والإرتباط في "حزب الله" وفيق صفا الذي قال من الضاحية الجنوبية لبيروت إن "حزب الله" سيبقى قوياً ومتماسكاً، موجهاً رسالة علنية باتجاه الداخل عبر القول "ما حدا يجرّبنا".
ماذا أراد "حزب الله" من هذه الإطلالات؟
ما يتبين، وفق المعلومات، هو أنّ هذه الإطلالات البارزة لقادة "حزب الله" تفيدُ بأن الأخير قرر تعزيز حضوره إعلامياً لإثبات وجوده عبر قادة أساسيين باتوا يديرون دفّة الحزب حالياً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بدءاً من قاسم مروراً برعد وصولاً إلى صفا.
فعلياً، فإنّ الحزب يسعى الآن لإثبات أنه تعافى من الحرب، وأن باستطاعة قادته الظهور علناً ومخاطبة الناس من أماكن عامة، ما يعني "تعزيزاً" لمقولة إن إسرائيل لم تتمكن من النيل من الحزب وبالتالي فإنه ما زال قوياً والدليل على ذلك إطلالتي رعد وصفا وبينهما قاسم.
في المقلب الآخر، ترى أطراف مناوئة للحزب في خطاب الأخير بمثابة "إعلان مواجهة"، لكن مقربين منه وجدوا في الأمر مساراً آخر، معتبرين أن "حزب الله" يريد أن يقول لأطراف تسعى للانقضاض عليه في الداخل أنه ما زال قوياً ولا يُمكن النيل منه في الوقت الذي لم تتمكن فيه إسرائيل من ذلك عسكرياً وحربياً.
التطوّر الأبرز والأكثر تأثيراً لم يكن في إطلالة رعد ولا حتى في كلام قاسم، أمس السبت، بل تمثل في إعلان صفا عدم وجود "فيتو" على قائد الجيش العماد جوزاف عون في الملف الرئاسيّ. عملياً، فإن هذا الكلام جاء قبيل انعقاد جلسة انتخاب الرئيس يوم 9 كانون الثاني الجاري، وتقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إنَّ حزب الله ناقش مع بري مسألة عون، وبالتالي فإن الانفتاح الذي أبداه على خط الرئاسة قد يؤدي بـ"الحزب" لتزكية خيار عون في اللحظة المناسبة بعدما قال إن الفيتو الأساسي لا ينطبق إلا على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
الأهم من هذا كله هو أنّ إطلالة صفا، اليوم، جاءت تزامناً مع زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى لبنان لإستطلاع أجواء الملف الرئاسيّ. هنا، تقول مصادر "لبنان24" إنّ كلام صفا عن عدم معارضته لاسم قائد الجيش يأتي تماهياً مع القبول السعودي بطرح الأخير للرئاسة، وبالتالي تبرز هنا رسالةُ ود بدأها الحزب باتجاه الرياض للتعبير عن "حسن نية" في ملف الرئاسة وبالتالي الالتقاء معها في وقتٍ ابتعد فيه من يُفترض أن يكونوا حلفاء السعودية عن الخيار الذي تطرحه الأخيرة.
إذاً، ما يتبين بالخلاصة هو أن "حزب الله" حاول تطويق ساحته وفرض نفسه إعلامياً وداخلياً مع "التودّد" لطرفٍ خارجي أساسي وهي السعودية، والسؤال الأساس هو التالي: هل سيُترجم الحزب وده للسعودية بإعلان تبني ترشيح قائد الجيش رسمياً وانتخابه في جلسة 9 كانون الثاني؟ السؤال مرهون بما ستكشف الساعات والأيام المُقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خالد الغندور: صراع بين السويحلي والاتحاد الليبيين لضم كهربا ونادي خليجي يدخل على خط المفاوضات
التالى رغم الأدلة القاطعة.. لماذا تتجاهل أوروبا جرائم الحرب في غزة؟