ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "بعد الثورة الناجحة، يحاول زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم أبو محمد الجولاني، تحقيق الاستقرار في سوريا. فقد عيّن رئيس وزراء مؤقتًا مكلفًا بإنشاء حكومة انتقالية، ومنح العفو للجنود الذين خدموا في الجيش السوري، ويحاول على الرغم من كل الصعاب توحيد الفصائل العسكرية والسياسية المختلفة في هذا البلد الذي مزقته الحرب. إلا أن الشرع يواجه ظروفاً صعبة، وهذا ليس فقط بسبب العقبات الداخلية الهائلة، ولكن أيضًا لأن العديد من الدول القوية، بما في ذلك تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، كانت لسنوات عديدة تنفذ مصالحها الخاصة في سوريا".
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "في الأيام الأخيرة، قصفت القوات التركية أهدافًا كردية في شمال سوريا، واشتبك الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تدعمها الولايات المتحدة. ومع ذلك، في هذه اللحظة بالذات، فإن أبرز الدول التي تتدخل في سوريا هي إسرائيل. لقد استخدمت الأخيرة، هي التي تحد سوريا واحتلت بشكل غير قانوني مرتفعات الجولان السورية منذ ما يقرب من 60 عامًا، فراغ السلطة في سوريا لتنفيذ مئات الضربات الجوية في كل أنحاء البلاد. فقد قصفت القواعد العسكرية والمستودعات والأسلحة الكيميائية، ودمرت المطارات والسفن البحرية ومراكز الأبحاث. كما انتهكت إسرائيل اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1974 وأرسلت قوات لاحتلال المنطقة العازلة شرق جبل الشيخ، بينما يقوم جيشها بإنشاء "منطقة دفاعية معقمة" في جنوب سوريا".
وتابعت الصحيفة، "لقد برر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذه الخروقات الكبرى لميثاق الأمم المتحدة بزعمه أن تصرفات إسرائيل تهدف إلى "منع أي تهديد إرهابي لإسرائيل".وفي الوقت نفسه، استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفرصة للتأكيد على أن مرتفعات الجولان المحتلة بشكل غير قانوني ستظل جزءًا من إسرائيل "إلى الأبد"، مدعيًا أن ضربات إسرائيل واحتلالها لجبل الشيخ الشرقي يهدفان إلى ضمان "أمن وسيادة" إسرائيل. بعبارة أخرى، تم تأطير الهجوم الإسرائيلي الضخم على السيادة السورية في وقت الأزمة على أنه عمل يهدف إلى ضمان الأمن، وهو عمل دفاع عن النفس. في الواقع، كان المرء ليتصور أن جهود إسرائيل لتصوير نفسها على أنها الضحية الدائمة من شأنها ألا تعود مقنعة بحلول الآن، ولكن في بريطانيا هناك العديد من الساسة الذين لا يصدقون هذه الأسطورة فحسب، بل يساعدون أيضًا في تداولها".
وختمت الصحيفة، "إن الدعم الشامل الذي تتلقاه إسرائيل من الدول الغربية في انتهاكها للقوانين التي كانت تهدف إلى ضمان "السلام والأمن" قصير النظر، وخاصة إذا كان المرء مهتماً باستقرار الوضع الهش في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام.ولكن حتى من منظور إسرائيل نفسها، فإنها تتخذ بعض الإجراءات التي تهدف إلى منع الصراع في المستقبل لكن الأمور قد تنقلب عليها. إن اعتقادها بأن القوة تصنع الحق، وأن الأمور في الشرق الأوسط لا يمكن حلها إلا بالسيف، سوف يمنحها بعض المزايا التكتيكية في الوقت الحاضر، ولكن في الأمد البعيد، فإن العنف الذي أطلقته في سوريا سوف يعود ويطاردها، مما ينتج عنه المزيد من الغضب والكراهية والمزيد من الموت".