من الواضح أن الاتصالات على خطّ ملف رئاسة الجمهورية بدأت تتكثف في الساعات الماضية وتأخذ منحى أكثر جدية من السابق، وباتت القوى السياسية تتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي على على أنه حاصل لا محالة وأن تأجيله يبدو أمراً صعباً في هذه المرحلة الحساسة بالذات التي تمرّ على البلد لذلك أصبح من الضروي الاستعداد له.
Advertisement
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن حظوظ رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية تراجعت بشكل كبير، وهذا التراجع غير مرتبط بالحرب الاسرائيلية على لبنان وحسب إنما أيضاً بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان حليفاً وثيقاً لفرنجية وصديقاً مقرّباً للعائلة.
مقابل تراجع أسهم فرنجية، لا يبدو أن أسهم مرشح آخر قد ارتفعت. وإذا كان المرشح الأبرز اليوم لتسلّم الرئاسة هو قائد الجيش العماد جوزاف عون فإنّ المعارضة وتحديداً "القوات اللبنانية" لم تُبدِ أي حماسة لانتخابه وخوض معركة إيصاله الى قصر بعبدا. وهذا الأمر يترافق أيضاً مع رفض عوني له متمثل برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل علني وواضح.
وما بين انعدام الحماسة والتردّد يصبح عون بحاجة للغطاء المسيحي اللازم لا سيما في ظل الرفض الشيعي المُعلن وغير المُعلن لوصوله الى سدة الرئاسة . وعليه يصبح الحديث اليوم عن أن المرشح الأوفر حظاً لن يكون من قيادات الصف الأول بل سيكون من الشخصيات الأساسية المعروفة لا أكثر ولا أقل.
وترى المصادر أن فكرة إيصال رئيس قوي، بمعنى أنه يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، ليس أمراً منطقياً في ظلّ التوازنات الراهنة التي تضاف اليها كل التجارب السابقة، ما دفع بالقوى السياسية الى عدم تكرار أخطائها من جديد. لذلك فإنّ المسار السياسي والنيابي لانتخاب رئيس للجمهورية قد بدأ، لكنّه وفق المصادر، قد لا يؤدي بالضرورة الى نتائج إيجابية.