Advertisement
على مدى أيام الحرب وحتى ما قبل الحرب، كان اصحاب الارادة الصلبة في لبنان يحاربون لأجل حياة لائقة كريمة لهم في لبنان، والأمر لا يتوقف عندهم، لا بل عند المراكز الخاصة التي أصلا كانت تحارب من أجل تأمين برامج المعالجة والمستلزمات الخاصة التي تعتبر مكلفة بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي الذي ضرب البلاد منذ 5 سنوات. فهذه المراكز التي تعتبر شريان حياة بالنسبة إليهم اضطرت إلى تقليص خدماتها بشكلٍ واسعٍ جدًا بسبب النقص الكبير في الامدادات. وهذا ما تؤكّد عليه مرام الحاج، والدة نايا، التي فقدت سمعها منذ أن كانت طفلة بسبب مرض السحايا التي سلبها نعمة السمع.
تقول مرام لـ"لبنان24"، التي كانت تعيش بالقرب من المناطق التي تتعرض للقصف أنّ ابنتها كانت همّها الاول والاخير خلال الحرب.. كيف لا، وهي التي كانت تحمل ابنتها وتهرب بها إلى خارج المبنى مع كل إنذار، ومع كل صاروخ.. تقول مرام أن نايا لم تكن تسمع الاصوات لكنّها كانت ترانا نركض من غرفة إلى أخرى وتتيقن أنّ هناك تحذير أو غارة.. هكذا على مدى أكثر من 60 يومًا، كانت نايا تراقب من دون أن تعي ما يحصل، وترافق ذلك مع تدهور حالتها الصحية، إذ لم تستطع الأم أن تؤمّن الدواء اللازم خلال فترة الحرب، كما انقطع الاتصال تماما مع الجمعية التي كانت ترعاها.
في هذا السياق، تقول نوال، وهي إحدى المتطوعات في جمعية تهتم بأصحاب الإرادة الصلبة لـ"لبنان24" أنّ هذه الحرب فاقمت من أوضاع المعوقين في لبنان، وأشارت إلى أنّ الأمر لم يقتصر فقط على تراجع خدمات الجمعيات، إنّما تعدّاه لخسارة هؤلاء مقدمي الرعاية، الذين إما استشهدوا أو نزحوا.
وأكّدت نوال أن عددًا كبيرا من مراكز الرعاية توقفت عن تقديم خدماتها، والخوف الاكبر على الاطفال الذين كانوا يتابعون علاجهم، إذ توقفوا فجأة لأكثر من 55 يومًا.
وحسب آخر الأرقام، يمثل الاشخاص أصحاب الارداة الصلبة ما بين 10 إلى 15% من إجمالي عدد السكان، أي ما يقارب 910 آلاف نسمة حسب الامم المتحدة، معتبرة أن أصحاب الارادة الصلبة في لبنان يعانون من تهميش واسع وإقصاء وعنف على نطاق واسع في المنزل وخارجه.
وعلى الرغم من هذه التحديات، ومن قلب هذا الظلام، يبرز نور الإرادة. أولئك الأبطال الذين لا يعرفون الاستسلام، يعيدون تعريف الصمود، لا فقط في أجسادهم، بل في أرواحهم التي لا تقبل الانحناء. في يومهم العالمي، هم ليسوا بحاجة إلى شفقة أو مجاملات، بل إلى شراكة حقيقية، إلى فرص تمكين تنقلهم من الهامش إلى صلب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.