في وقت حساس للغاية بالنسبة لأوكرانيا، يواجه الحلم الأوكراني في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عقبات صعبة، حيث تشير التوقعات إلى أن الحلف لن يستجيب بشكل إيجابي لدعوة كييف للانضمام في الاجتماع المزمع عقده هذا الأسبوع، يأتي هذا في وقت تشهد فيه أوكرانيا صعوبات متزايدة على جبهة القتال، وسط تقدم القوات الروسية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية حصولها على دعم سياسي حاسم.
إحباط أوكراني بعد التأجيل المتوقع
أكد دبلوماسيون مطلعون أن من غير المرجح أن يوافق الناتو على تحديد إطار زمني لانضمام أوكرانيا في اجتماع وزراء الخارجية هذا الأسبوع، مما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية حاسمة.
حيث كانت أوكرانيا تأمل أن يشكل الاجتماع فرصة لتوجيه رسالة قوية ضد التهديدات الروسية ولتسريع انضمامها إلى الحلف.
وفي رسالة إلى نظرائه في حلف الناتو، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف ستعزز الموقف الأوكراني وتلغي إحدى الحجج الرئيسية التي تستخدمها روسيا لتبرير عدوانها العسكري على أوكرانيا.
ومع ذلك، لا يزال التوافق بين دول الناتو البالغ عددها 32 دولة حول قبول العضوية الأوكرانية بعيد المنال، وفقًا للدبلوماسيين الذين تحدثوا عن تحفظات واضحة.
أسباب التأجيل والرهانات السياسية
يعزو الدبلوماسيون التأجيل المتوقع إلى عدم وجود توافق كامل بين الدول الأعضاء في الناتو، بالإضافة إلى أن القرار النهائي سيتأثر بشكل كبير بالسياسة الأميركية، حيث تُعد الولايات المتحدة القوة المهيمنة داخل الحلف.
وفي هذا السياق، أشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن الاجتماع سيركز في المقام الأول على كيفية تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا استعدادًا للعام المقبل، وهو ما قد يكون أكثر أولوية في الوقت الراهن.
التحديات الاقتصادية والعسكرية الأوكرانية
يأتي هذا التوجه في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، حيث يواجه الجيش الأوكراني تحديات متزايدة على الأرض، بما في ذلك تقدم القوات الروسية في شرق البلاد والضربات الجوية الروسية المكثفة على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكة الكهرباء.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تأمل كييف أن تعزز عضوية الناتو من قدرتها على مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية.
آمال ضائعة
الجدير بالذكر أن تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر أن "وضع الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا تحت مظلة حلف الناتو" يمكن أن يوقف المرحلة الساخنة من الحرب، يعكس إصرار كييف على الحصول على ضمانات أمنية قوية من خلال الانضمام إلى الحلف.
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في العام المقبل، تظل المسألة الأوكرانية محط اهتمام عالمي، حيث يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا.