العطش الرقمى: تعرف على كمية المياه التى يستهلكها الذكاء الاصطناعى؟

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعاني الذكاء الاصطناعي من مشكلة استهلاك المياه، لكنها ليست كما تظن، فقد زعمت دراسة أجريت عام 2025 أن استهلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي للمياه عبر مراكز البيانات قد يتجاوز إجمالي الاستهلاك العالمي للمياه المعبأة، كما يُقال إن بصمته الكربونية تعادل بصمة مدينة نيويورك هذا العام، هذه ادعاءات جريئة، ورغم عدم دقة البيانات بسبب إفصاحات الشركات، إلا أنها، إن صحت، تُسلط الضوء على الأثر البيئي الهائل الناجم عن الطلب العالمي على الذكاء الاصطناعي.

 

دراسة: أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يكون لها تأثير بيئي بالغ الأهمية

ونُشرت مؤخرًا دراسة بعنوان "البصمة الكربونية والمائية لمراكز البيانات وتأثيرها المحتمل على الذكاء الاصطناعي"، وقد قاد البحث الأكاديمي الهولندي أليكس دي فريس-غاو، وهدف إلى تحديد الأثر البيئي لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة مراكز البيانات التي تُشغّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، رغم إقرار الورقة البحثية بصعوبة الحصول على أرقام دقيقة نظرًا لعدم تمييز الشركات بين أحمال العمل التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتلك التي لا تستخدمه في تقاريرها البيئية، إلا أن هناك طرقًا لتقدير الطلب العالمي على الطاقة اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي.


واعتمد الباحث على بيانات عامة حول الانبعاثات واستهلاك المياه، بالإضافة إلى التقارير البيئية لمراكز البيانات الصادرة عن شركات مثل جوجل، وميتا، وأمازون، وغيرها، لتقدير كمية الطاقة المُولّدة لتشغيل الذكاء الاصطناعي.

واستنادًا إلى نماذج مختلفة، وجد الباحثون أن البصمة الكربونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي وحدها قد تتراوح بين 32.6 و79.7 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2025، وهو ما يعادل انبعاثات مدينة نيويورك في العام نفسه، يُعد هذا الرقم بالغ الأهمية نظرًا لأن نيويورك تُصنف ضمن المدن الأمريكية الأعلى انبعاثًا للكربون، ففي عام 2018، صنّف المنتدى الاقتصادي العالمي المدينة الأمريكية في المرتبة الثالثة من حيث الانبعاثات، بعد سيول وغوانغتشو.

وبالمثل، يُقال إن البصمة المائية لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي التي تُشغّلها مراكز البيانات تتراوح بين 312.5 و764.6 مليار لتر، وهو رقم يتجاوز إجمالي المياه المعبأة المستهلكة على مستوى العالم في عام واحد، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مشكلة طاقة، بل هو أيضًا مشكلة أمن مائي.

ووفقًا للدراسة، فإن المحرك الرئيسي للأثر البيئي ليس تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بل تشغيل الاستدلال، فالاستدلال، أو العمليات الحسابية اللازمة لإيجاد إجابات لطلبات المستخدمين، يتسبب في زيادة الانبعاثات ويتطلب استهلاكًا كبيرًا للمياه، ويبدو هذا منطقيًا بالنظر إلى ملايين الاستعلامات اليومية، وإنشاء الصور والفيديوهات، وتشغيل المساعدين على مدار الساعة.

ومن المثير للدهشة أن تزايد الأثر البيئي يُبرز أيضًا أنه على الرغم من الجهود المبذولة لجعل مراكز البيانات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فإن ارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي يتجاوز هذه الجهود بكثير ويقلل من فعاليتها الإجمالية، ببساطة، التكنولوجيا الأفضل تؤدي إلى مزيد من الاستخدام، وليس إلى تقليل الأثر.

وتُشير الدراسة إلى نقطتين حاسمتين، أولاً، نظراً للحاجة الهائلة للبنية التحتية المتعطشة للطاقة، يجب ألا يُعامل الذكاء الاصطناعي كبرنامج، ويجب أن يستحق مستوى مماثلاً من الرقابة البيئية التنظيمية مثل صناعات الاتصالات والطيران والصناعات الثقيلة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق