قمة العشرين.. الفقر والحرب

قمة العشرين.. الفقر والحرب
قمة
      العشرين..
      الفقر
      والحرب

بإطلاق تحالف عالمى لمكافحة الفقر والجوع، يدعمه أكثر من ٨٠ دولة، وبنوك متعددة الأطراف ومؤسسات خيرية كبرى، افتتح الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الإثنين، القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين، التى استضافتها مدينة ريو دى جانيرو، وأكد خلالها قادة دول المجموعة، فى بيان مشترك، أنهم «متحدون فى دعم وقف إطلاق النار الشامل فى غزة ولبنان»، ورحبوا بكل المبادرات البناءة التى تدعم السلام «العادل والشامل والدائم» فى أوكرانيا.

التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة، التى يواجهها العالم، وضعت على كاهل قمة رؤساء دول وحكومات أكبر الاقتصادات العالمية، عبء التصدى لهذه التحديات، وتقديم حلول لأزمات الأمن الغذائى والطاقة والتغيرات المناخية، وصياغة حلول عملية للقضاء على الجوع والفقر، انطلاقًا من المسئولية المشتركة، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ورسم ملامح الاقتصاد الدولى فى ظل التصاعد المستمر للأزمة الأوكرانية وتزايد التوترات فى الشرق الأوسط، بسبب الممارسات الوحشية الإسرائيلية.

الجلسة الأولى للقمة كان عنوانها «الشمول الاجتماعى ومكافحة الجوع والفقر»، وفيها ثمّن الرئيس عبدالفتاح السيسى جهود الرئاسة البرازيلية للمجموعة، وإطلاقها «التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع»، الذى أعلن عن انضمام مصر له، إيمانًا منها بأهمية التصدى لتلك التحديات، باعتبارها تجسيدًا لعدم المساواة فى العالم، مشددًا على أن الحديث عن عدم المساواة غير ممكن، دون التطرق للأوضاع المأساوية فى فلسطين ولبنان، جراء الحرب الإسرائيلية، التى يفتقد العالم للفعل المؤثر لوقفها.

فى هذا السياق، شدّدت الدولة المصرية، بلسان رئيسها، على ضرورة الوقف الفورى لتلك المأساة اللا إنسانية، وإنقاذ المدنيين من الأوضاع المعيشية الكارثية، ووقف التصعيد وتوسع رقعة الصراع، وحشد الإرادة السياسية، لإعادة النظر فى النهج الدولى الحالى، وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة، حتى نتمكن من مواجهة تفاقم الصراعات، وتزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية، ونقص التمويل، ومعضلة الديون فى الدول النامية، إضافة إلى عدم الوفاء بمساعدات التنمية الرسمية وتمويل المناخ. 

مقترحات وتصورات ورؤى عديدة ناقشها قادة مجموعة العشرين للحد من الفقر ودعم الدول النامية وإصلاح المؤسسات الدولية، لإعطاء اهتمام أكبر لـ«الجنوب العالمى». وسلطوا الضوء، على ما يشهده النظام العالمى من تغيرات فى محاولة لدعم الإجماع على ضرورة إقامة نظام متعدد الأقطاب، قبل عودة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فى يناير المقبل. كما ركزت مناقشاتهم لقواعد التجارة العالمية والعمل المناخى ومستقبل عملية التحول الطاقى، والأمن والسلم الدوليين، على الصدامات الحادة المرتقبة، حال تنفيذ تعهدات ترامب، بشأن هذه الملفات، خلال حملته الانتخابية، وبعد فوزه.

تؤمن الدولة المصرية بأنه لا سبيل إلى مكافحة الجوع والفقر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية، تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية، ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الأمن الغذائى. ومن هذا المنطلق، جدّد الرئيس السيسى دعوة مصر إلى تدشين مركز عالمى، لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها، لضمان أمن الغذاء، وتعزيز سلاسل الإمداد. كما أشار إلى جهودنا الوطنية الحثيثة فى مجال التنمية البشرية، مركزًا على مشروع «حياة كريمة» العملاق، الذى يهدف إلى تحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر، فى المناطق الريفية، ويمثلون نحو ٦٠ مليون مصرى، ويتم تطوير جميع مناحى حياتهم، بداية بالبنية التحتية، ووصولًا لرفع مستوى الخدمات العامة وزيادة فرص العمل.

.. أخيرًا، وبينما ينتظر العالم قرارات غير متوقعة من إدارة ترامب المقبلة، أعلن الرئيس الصينى شى جين بينح عن مجموعة من التدابير لدعم الاقتصادات النامية، وتعزيز التعاون العلمى مع الدول الإفريقية، وخفض الحواجز التجارية، مشيرًا إلى صعود الصين الاقتصادى، ومبادرة الحزام والطريق. ولعلك تعرف أن الرئيس الأمريكى المنتخب كان قد تعهد بالتصدى لما وصفه بـ«التجاوزات الصينية»، عبر فرض مزيد من الجمارك، ما قد يدفع العالم كله إلى الدخول فى حرب تجارية بين أقوى اقتصادين فى العالم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الصندوق يتفاوض.. الحكومة تتعهد.. والمواطن ينتظر
التالى صوم الميلاد.. رحلة روحية نحو النقاء والتوبة