"أصل التفاصيل أجمل بكتير بوجودك فيها"، ربما تكون تلك العبارة البسيطة أكثر الجمل تعبيرًا عن رقة ودفء التفاصيل بفيلم الهوى سلطان، فاستطاعت المٌخرجة هبة يسري تحويل الورق إلى سيمفونية شاعرية يرأها الجَمهور ويسمعها أمامه على شاشات السينما، فـ "الهوى سلطان" ليس مجرد فيلم رومانسي شعر الجَمهور بالافتتان نحوه، بل مشاعر ناضجة يعايشها جيل الثمانيات والتسعينات عن الشعور بالوحدة والبحث عن الذات في عاصفة الحداثة التي وجدنا أنفسنا أمامها فجأة؛ لذا فلنخوض معًا عزيزي القارئ رحلة رومانسية هادئة لنعرف كيف صنعت المٌخرجة "هبة يسري" سيمفونية شاعرية من فيلم الهوى سلطان؟ .
هبة يسري ورحلتها مع فيلم الهوى سلطان
بدأت المٌخرجة "هبة يسري" رحلتها مع فيلم الهوى سلطان وفقا لما رصده موقع تحيا مصر منذ ما يقرب من 12 عامًا، حينها كانت "هبة" تدرس في معهد السينما، وبدأت بالعمل على مشروعها الخاص بفيلم من كتاباتها وإخراجها، وفي البداية كان الفيلم تحت مسمى "سارة وعلي"، إلا أنها لم يتم البدء في إنتاج الفيلم على الفور، وبدأت "هبة يسري" مع زميلاتها "نادين خان وآيتن آمين" بالعمل على مسلسل "سابع جار"، ليحقق نجاحًا كبيرًا في الدراما التلفزيونية ويصبح أيقونة درامية معبرة عن العديد من البيوت المصرية البسيطة وما يدور فيها من مشكلات.
وربما النجاح الكبير الذي حقق مسلسل "سابع جار"، كان الدافع الأكبر لـ "هبة يسري" في استرجاع مشروعها القديم وتحويل النص السينمائي "سارة وعلي" لـ فيلم سينمائي، وتطورت الفكرة لدى "هبة يسري" على مدار سنوات حتى أصبح فيلم الهوى سلطان، كـ إهداء منها لجيلها ولـ كل عشاق المطرب بهاء سلطان وجورج وسوف معًا، ويبدأ الفيلم في الظهور للنور، بعد تحمس المنتجين "أحمد فهمي وهاني نجيب" للتعاون مع "هبة" وتحقيق رؤيتها في السينما من خلال فيلم من كتابتها وإخراجها.
قصة فيلم الهوى سلطان
ويسرد فيلم الهوى سلطان قصة "سارة وعلي" التي بدأت صداقتهم منذ الطفولة لتطور صداقتهم على مر السنوات، فـ "سارة" تٌعاني من الوحدة بعد وفاة والدتها وزواج والداها، أما "علي" فيجد في سارة عزائه الوحيد عن الحياة الروتينية التي يعايشها يوميًا، وبالرغم من المشاعر العميقة التي يحملها كلًا منهما للآخر لكنهم عجزوا عن فهم ماهية مشاعر الحب بينهما؛ ليحاول كلًا منهما البحث عن شريك الحياة في شخص آخر وتبدأ المسافة بينهما في تزايد ليدرك كلًا منهما قيمة الشخص الآخر في حياته.
ربما تبدو لك قصة الفيلم في الوهلة الأولى "كليشيه" تم تكراره في العديد من الأفلام العربية والأجنبية، لكن ما يميز الفيلم هنا هو بساطته الشديدة التي تشعرك بالدفء والهدوء، فتجد نفسك أثناء المشاهدة جزءًا من حكاية "سارة وعلي" ومتفاعل مع حياتهم اليومية الروتينية التي يحياها الكثير منا كالبدء يوميًا بالعمل وإنهاؤه من أجل مشاهدة مسلسلك المفضل والسير ليلًا مع الاستماع للأغاني، إلى جانب إضفاء "هبة يسري" نكهة شاعرية ودرامية لـ الفيلم من خلال استعادة الأغاني التي عاصرها جيل الثمانينيات والتسعينيات مع بهاء سلطان وجورج وسوف.
رومانسية مبهجة في فيلم الهوى سلطان
تلك المشاعر الرومانسية والدرامية جسدتها "هبة يسري" بـ رؤيتها الخاصة؛ لتصنع جوًا رومانسيًا على النهج الخاص بها يلمسها المشاهد ويشعر بها، فتمكن الفيلم من تصدر شباك التذاكر وتحقيق أعلى الإيرادات في السينما في الأسبوع الأول لعرضه، هذا إلى جانب تحمس الجَمهور لـ المزيد من الأعمال الرومانسية على شاشة السينما، ليصبح فيلم "الهوى سلطان" قبلة الحياة لـ مسار الأفلام الرومانسية في السينما المصرية بعد غيابها عن العرض لـ سنوات طويلة.