في واحدة من أجمل ليالي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 45 اجتمع عدد من محبي صناعة السينما والأفلام لمشاهدة عمل سينمائي لبناني فريد يحمل اسم «أرزة»، حيث تسمع الضحكات الصارخة من المشاهدين، وترى التأثر المبكي على وجوههم، وتشم رائحة لبنان الزكية مع كل مشهد.
«فيلم أرزة» الطائفية والهجرة صلب الموضوع
حقق «فيلم أرزة» معادلة صعبة يعجز عدد كبير من صناع السينما عن تحقيقها بالشكل المطلوب، فمعظم ما يقدم في السينما خلال الفترة الحالية إما أن يعتمد على الترفيه والتسليه من خلال قوالب الأكشن والكوميديا والرومانسية أحيانًا مع إغفال وجود موضوع حقيقي يُناقش، إما أن يتناول قضية صعبة دون وجود عوامل جذب للجمهور فينفر منها، ولكن «فيلم أرزة» نجح في الجمع بين القضية الصعبة، وعناصر الجذب التي يهواها الجمهور، واللعب على مشاعر المتلقي.
الطائفية في لبنان كانت الموضوع والقضية التي نجح «فيلم أرزة» في إيصالها وعرضها على الجمهور بشكل بسيط، وخفيف، لا ينفر منه المشاهد، ذلك بالإضافة إلى قضية الهجرة واللجوء، وهي واحدة من أكثر القضايا رواجًا في وطننا العربي خلال الفترة الأخيرة، وبذلك برز «فيلم أرزة» جانب من آلام لبنان وقضاياها.
ضحك ولعب وجد وحب في «أرزة» !
وكما وفق مؤلف «فيلم أرزة» في اختيار القضية والموضوع، كان موفقًا أيضًا في كيفية تناوله، حيث جمع بين الكوميديا التي هزت جدران المسرح ضحكًا من خلال مشاهد الفنانة شادن فقيه مع الفنانة دياموند بو عبود، وأيضًا مع وجود خط الرومانسية الذي كان كالكريزة فوق التورتة من خلال علاقة كنان مع حبيبته، المليئة بالحب والوجع أيضًا، ذلك بالإضافة إلى وجود بعض من عنصر الإثارة والتشويق الذي حافظ على تركيز المتلقي أثناء المشاهدة وعدم شعوره بالملل، وبالطبع كان لموسيقى هاني عادل أثر جميل في عدد من المشاهد، وساعدت في اكتمال هذه الوجبة السينمائية الغنية.
«دياموند بو عبود» حالة خاصة واسم على مسمى
ولا يصح أبدًا الحديث عن «فيلم أرزة» دون الإشارة إلى دياموند بو عبود، وأدائها السلس البسيط، وتعبيرات وجهها المؤثرة في النفوس، دون أي مبالغة، حيث قدمت دياموند أداء السهل الممتنع الممتع، ونجحت في تقديم شخصية الأم العزباء التي لا تستسلم بسهولة أبدًا رغم كل الصعوبات، المثابرة، العطوفة، ذات الحس الفكاهي الخفيف النابع من الوجع والحسرة، فكانت شخصية أرزة شخصية مليئة بالمشاعر والأحاسيس لم تكن لتصل إلى الجمهور بهذه البراعة والسلاسة إلا بوجود دياموند بو عبود، والتي كانت في الفيلم كالدياموند اسم على مسمى.