أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيكون محل اختبار مع بداية حكمه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحرب غزة بشكل خاص فقد تعهد بوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
تمارا حداد: ترامب سيقدم رؤى حول ضم الضفة الغربية
وقالت الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وصل إلى سدة الرئاسة وكرسي البيت الأبيض بعد أن تعهد بوقف الحروب وإنهاء الأزمات في الشرق الأوسط تحديدا أثناء وعوده الانتخابية في الولايات الأمريكية تحديدا المتأرجحة السبع حيث تعهد بوقف إطلاق النار سواء في غزة أو جنوب لبنان ما أدى إلى اقبال الناخبين لتلك التصريحات حول وقف إطلاق النار وفعليا فاز في الانتخابات الأمريكية.
وأضافت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأمر الذي بقي اليوم وهو وصوله سدة حكم البيت الأبيض في عشرين يناير 2025 وهنا سيكون وجوده في البيت الأبيض محل اختبار هل سيصدق أم لا ولكن مؤشرات عديدة تشير إن ترامب 2016عن ترامب 2025 تحديدا في وضع أولى أولوياته تطبيق شعار “أمريكا أولا” لذا سيهتم في الشؤون الداخلية الأمريكية وإيجاد فرص عمل وتخفيف البطالة وخفض التضخم وهذا بحاجة لإنهاء أزمات سياسية وبؤر الصراع في العالم حتى يتم التفرغ للشؤون الداخلية.
وتابعت حداد: "ترامب أمام رؤية اليمين المتطرف في الحكومة الائتلافية الذي سيقدم رؤى من أجل ترسيخ ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية من خلال أخذ اعتراف امريكي على الضم وليس هذا فحسب وانما استمرار الحروب حيثما يستدعي الأمر تحديدا فيما يتعلق إنهاء الأهداف التي تم وضعها في غزة وجنوب لبنان".
وأشارت حداد إلى أنه تم إعطاء من قبل ترامب مهلة شهرين قبيل تسلمه لإنهاء المهمة وإذا لم ينهي مهمته سيتم إعطاؤه اربع اشهر قادمة بعد تسلمه الحكم لإنهاء حماس وحزب الله بشكل كلي تحديدا البعد العسكري وانشاء مناطق آمنة عازلة في الشمال والجنوب لإزالة التهديدات الأمنية حول اسرائيل وهذا يتقاطع ضمنيا مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت حداد أنه عقب ذلك سيقدم ترامب خطط بديلة لا ترهق البعد الاقتصادي لأمريكا من خلال الصفقات والمقايضات تحديدا ترامب رجل اقتصادي سيطوع الأمور لصالح أمريكا وحماية إسرائيل بطريقة الحسابات المنضبطة بمعنى ترسيخ معادلة بناء لبنان مقابل نزع سلاح حزب الله.
وحول غزة، قالت حداد إعادة بناء غزة اماكن تواجد المواطنين بشرط إنهاء حماس وتسليم المحتجزين إضافة لحل معضلة الاتفاق النووي من خلال اتفاقيات تنهي البعد النووي ووضع شروط إنهاء أذرع ايران في المنطقة ووقف توسع ايران في منطقة الشرق الأوسط.
جهاد أبو لحية: الشعب الفلسطيني سيحبط مؤامرات تصفيته
فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، تشكيلة إدارة ترامب يوحي إننا مقبلين على ما هو أسوء مع الأسف، حيث يختار طاقم شبه كامل صهيوني وينحاز بشكل كامل لإسرائيل ولمخططاتها المخالفة للقانون الدولي، إضافة إلى تصريحه خلال الدعاية الانتخابية والذي اعلن بشكل واضح أن مساحة إسرائيل صغيرة وبالتالي هو سوف يعمل خلال هذه الفترة الرئاسية مع طاقمه إلى تحقيق معظم ما يرغب نتنياهو وحكومته المتطرفة من تحقيقه، كما يقال أن الكتاب معروف من عنوانه.
وتابع أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “نراهن على شعبنا الفلسطيني في إحباط كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية، حيث يدفع شعبنا ثمن باهظ من أجل رفضه لمخطط التهجير من غزة”.
وأضاف: "بالتالي شعبنا سوف يفشل مخطط أي مخطط آخر للقضاء على الوجود الفلسطيني وذلك بإسناد ودعم من الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية اللذان عليهما دور كبير في المرحلة القادمة لإيقاف مخططات التصفية لقضيتنا العادلة وتقديم وجهة النظر العربية للحل السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة لإدارة ترامب ومحاولة اقناعها بالبحث عن السلام الذي يستند إلى القانون الدولي والقرارات الأممية لا الحرب الذي يستند على البلطجة والإجرام والانتهاكات".
أيمن الرقب: ترامب سيواصل دعم نتنياهو
فيما قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه من المتوقع أن يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دعم الحليف الاستراتيجي لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا واضح من خلال أسماء التعيينات التي بدأ بتعيينها ترامب في الطاقم المساعد له، وحتي مبعوثه للشرق الأوسط هو يهودي صهيوني متطرف زار القدس أكثر من مرة ومع مقترح ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال ويتعامل معها على أنها جزء من يهودا والسامرة، أي نتحدث مع طاقم مساعده متطرف داعم لدولة الاحتلال.
وتابع الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن ترامب سيدعم أولا ضم الضفة الغربية وإكمال مشروع صفقة القرن وضم مدن الضفة الغربية المحتلة وخاصة المستوطنات الكبرى لدولة الاحتلال، وفصل 7 مدن كبري رئيسية مكتظة بالسكان عن هذا المشروع كما كان يخطط له.
وأكد الرقب أن ترامب سيدعم نتنياهو في استمرار حربه وإنهاء الملفات التي بالنسبة له لازالت تحتاج إلى حسم إذا كانت في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان أو مع إيران.
وتابع الرقب "حتي الآن لم نسمع عن سياسة ترامب، ولكن ترامب مع فكرة أن كيانية فلسطينية في قطاع غزة مع توسيع غزة باتجاه سيناء، مع تبادل الأراضي وهذا أمر رفضته مصر مرارا وتكرارا في السابق وترفضه حاليا وسترفضه في المستقبل، وحتي الفلسطينيين رفضوا تلك الفكرة، الفلسطينيون يقولون نحن لن نتمدد الا باتجاه فلسطين، وإن كان هناك تمدد باتجاه النقب نحن معه ولكن التمدد نحو سيناء هذا مرفوض".
وأشار الرقب إلى أن الخطير هو أن يعيق ترامب مشروع هذه الفكرة وكأنها صفقة بإنشاء كيانية فلسطينية في قطاع غزة مع تمددها مقابل ابتلاع جزء كبير من المستوطنات في الضفة وهذه وارد.