الخميس 14/نوفمبر/2024 - 01:11 م 11/14/2024 1:11:43 PM
في فترة رئاسته الأولى، انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موقف إثيوبيا المتشدد من مفاوضات سد النهضة، قائلًا إن مصر قد تعمد إلى (تفجيره) لأنها (لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة)، وأوضح (أنه وضع خطِر جدًا، لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة.. وسينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد.. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجرون هذا السد.. وعليهم أن يفعلوا شيئًا.. كان ينبغي عليهم ـ أي مصر ـ إيقافه قبل وقت طويل من بدايته)، مُبديًا أسفه، لأن مصر كانت تشهد اضطرابًا داخليًا، عندما بدأ مشروع السد الإثيوبي عام 2011.. ساعتها، وافق ترامب على أن تؤدي واشنطن دور الوسيط في ملف السد.. وأعلنت الولايات المتحدة في أوائل سبتمبر 2020، تعليق جزء من مساعدتها المالية لإثيوبيا، بعد قرار أديس أبابا الأحادي ملء سد النهضة، على الرغم من (عدم إحراز تقدم) في المفاوضات مع مصر والسودان، وقال ترامب (لقد وجدتُ لهم اتفاقًا، لكن إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك.. كان هذا خطأ كبيرًا.. ولن يَروا هذه الأموال أبدًا ما لم يلتزموا بهذا الاتفاق).
في ذلك الوقت، رأى فريق من الكتاب أن ترامب قد أعطى مصر الضوء الأخضر للحل العسكري، أو أن لديه معلومات بنية مصر المسبقة لتفجير السد.. فيما رأى فريق ثانٍ، أن ترامب يريد توريط مصر، في حرب قد تضعف جيشها إقليميًا، أو أن مصر لا تملك من الأساس القدرات الكافية عسكريَا لتدمير السد!!.. ورأى البعض الآخر، أن ترامب (الحليف الأقوى والأقرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي، يهدف من وراء هذه التصريحات التحريضية، توريط مصر في حرب مع إثيوبيا، وبما يؤدي إلى تدمير جيشها الوحيد الباقي عربيًا، بعد تدمير الجيشين العراقي والليبي، وانشغال السوري، واستنزافه في حرب داخلية ودولية مستمرة منذ عشر سنوات).. مع أن الخيار العسكري المصري جاهز، ومحفوظ في أدراج غرفة عمليات الطوارئ لقيادة الجيش.. ومهما كانت النتائج، والشعب المصري، ومعه كل العرب، سيقف خلف دولته، مثلما فعل في كل الحروب الأخرى، لأنه يدرك جيدًا إنه لا يحارب إثيوبيا فقط، وإنما إسرائيل أيضًا.. إلا أن هؤلاء جميعًا لم يدركوا أن مصر تلتزم الصبر الاستراتيجي، وأن سيادة السلام في القارة الإفريقية، رهان مصري لا خلاف حوله، مع رغبتها في الوصول إلى حلول دبلوماسية وسياسية للمشاكل بين دول حوض النيل، حتى مع إثيوبيا، إلى أن يتحقق النفع للجميع.
ودارت الأيام دورتها، وبعد نحو ثلاثة عشر عامًا، بدأت تحذيرات القاهرة من عيوب في السد، ومخاطر محتمله من انهياره، في الظهور.. ومع أنه من بين أهم الأهداف المعلنة لسد النهضة، الإسهام بشكل كبير في توليد الطاقة الكهرومائية لدعم التنمية في إثيوبيا ودول الجوار، لكن دراسة دولية كشفت عن تسرب كمية كبيرة من مياهه، مما قد يمثل تحديًا أمام تحقيق هذا الهدف.. إذ قدرت الدراسة ـ التي أجراها فريق دولي من علماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا ـ حجم تسربات ضخمة للمياه من خزان السد، تقدر بنحو 19.8 مليار متر مكعب، خلال السنوات الثلاث الأولى من ملء السد، أي نحو سبعة مليارات متر مكعب سنويًا، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم عاجلة لإستراتيجيات إدارة المياه في حوض النيل، على ألا تغفل هذه الإستراتيجيات الدور الذي تلعبه تلك المياه المُتسربة، في تحفيز النشاط الزلزالي الذي قد يؤثر على سلامة السد نفسه.. وقد اعتمدت الدراسة ـ التي نشرتها دورية BNAS التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية ـ على منهجيات علمية مُثبَتة في دراسات سابقة، وقادت جميعها إلى تقدير كمية المياه المفقودة.
●●●
يشرح الباحث في جامعتي مشيتجان وأريزونا الأمريكيتين، والباحث المشارك في الدراسة، الدكتور كارم عبد المحسن، الأدوات العلمية التي تم استخدامها لتقدير هذا الحجم الكبير من المياه الضائعة بلا طائل.. واعتمد الباحثون بشكل أساسي، على بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، إذ وفر القمر الصناعي (جريس) والقمر الصناعي (جريس فولو ـ أون) معلومات بشأن التغيرات في الجاذبية الأرضية، وبالتالي مخزون المياه على سطح الأرض، مما ساعد في تتبع ملء المياه وتخزينها في السد.. ويقول عبد المحسن، إنه (عندما يتغير تخزين المياه في منطقة معينة ـ نتيجة امتلاء خزان سد أو جفافه ـ يؤدي ذلك إلى تغيرات طفيفة في قوة الجاذبية بهذه المنطقة، وتقوم الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بقياس التغيرات الدقيقة في قوة الجاذبية، فإذا مرت الأقمار فوق منطقة حدث فيها تغيير كبير في تخزين المياه، فإنها ترصد تلك التغيرات، وباستخدام هذه البيانات يستطيع العلماء حساب كمية المياه التي أضيفت أو فُقدت في المنطقة).
ويضيف أن (البيانات التي توفرت، ساعدتنا على إجراء حسابات دقيقة لموازنة المياه في المنطقة، فمن خلال قياس كمية المياه المخزنة في الخزان والكمية المستهلكة عن طريق التبخر، تمكنا من تقدير فقدان 19.8 مليار متر مكعب من بين 43 مليار متر مكعب تراكمت في الخزان خلال السنوات الثلاث الأولى).. وحددت الدراسة أن التسرب يتماشى مع اتجاهات الفوالق في المنطقة، مما يشير إلى أن هذه التراكيب الجيولوجية تعمل كقنوات لحركة المياه الجوفية بعيدًا عن الخزان، وهذا يشير إلى وجود علاقة محتملة بين عمليات السد والديناميات الجوفية في المناطق المحيطة.. كما أكدت تحليلات الصور الفضائية، ظهور مستنقعات جديدة في السهول شرق وادي النيل، والتي زادت من مائة وتسعة كيلو مترات مربعة عام 2020 إلى ثلاثمائة وثمانية وعشرين كيلو متًرا مربعًا عام 2022.. ويتزامن هذا التوسع في الأراضي الرطبة مع أنماط هطول الأمطار المتناقصة، مما يشير إلى أن المياه الجوفية من خزان السد تساهم في هذه التغيرات البيئية.
ويدعو عبد المحسن، إلى أهمية إدراج هذه الحقائق في إدارة المياه بمنطقة حوض النيل، قائلًا إن (نتائجنا تشير بوضوح إلى أن مشكلة التسريب قد تجعل وجود السد مؤثرًا بشكل كبير على توفر المياه، بسبب الحاجة الإثيوبية إلى تعويض التسريب بشكل دائم، مما قد يزيد التوترات بين دول حوض النيل)، لذلك، يجب إعادة عمل تقييم شامل لإستراتيجيات إدارة مياه الني،ل يتم خلالها دمج بيانات التسريب، لأن هذا أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة للمياه ومنع النزاعات في حوض النيل، وقد يؤدي إغفال هذه البيانات إلى سياسات غير فعالة وزيادة التوترات بين الدول التي تعتمد على النيل مصدرا لمياهها.
يؤيد هذه الدعوة، أستاذ الجيولوجيا والمواد المائية في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، الذي وصف حجم المياه المتسربة الذي قدرته الدراسة بـ (الضخم)، لكنه ليس مستبعدًا بسبب الطبيعة الجيولوجية لمنطقة بناء السد، الذي يقع في منطقة جبلية تتكون بشكل رئيسي من صخور الأساس البركانية، والتي تشمل بشكل أساسي البازلت الذي يتميز بنفاذية عالية نسبيًا تساهم في تسرب المياه.. كما أن المنطقة تحتوي على نظام مُعقد من الشقوق والفوالق الجيولوجية، التي يمكن أن تؤثر على حركة المياه الجوفية، وهذه الشقوق يمكن أن تعمل كقنوات تُسهٍّل تسرب المياه من خزان السد إلى التكوينات الجيولوجية المحيطة.. ويزيد من هذا التأثير الجيولوجي ما يعرف بـ(الضغط الهيدروستاتيكي)، الناتج عن الحجم الكبير للماء المخزن في خزان السد، والذي يدفع المياه نحو التكوينات الجيولوجية المحيطة، والتي تحتوي بدورها على مسارات سهلة للتسرب، مما يمكن أن يزيد كمية المياه المفقودة.. ويرى شراقي، أن إثيوبيا لن تتأثر على المدى القصير بمشكلة التسرب، لأن الكمية المخزنة حاليا والمقدرة ستين مليار متر مكعب، كافية لتحقيق غرض إنتاج الكهرباء، وفي حال تسربت كميات منها، تستطيع تعويضها لاحقًا، وسيكون المتضرر الحقيقي هو مصر والسودان، لأن ذلك سيكون خصمًا من حصتهما من المياه.. لكن أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، لم يستطع أن يخفي قلقه من أن تكون هذه الكميات الكبيرة المتسربة من المياه، عاملًا مساعدًا في تحفيز النشاط الزلزالي بالمنطقة.
●●●
كان متوسط حدوث الزلازل التي تزيد قوتها على أربعة درجات، بمقياس ريخنر، في إثيوبيا نحو خمس أو ست زلازل سنويًا، لكنه مع بدء عملية التخزين الضخمة للمياه وما صاحبها من تسربات، شهدت إثيوبيا عام 2023 نحو ثمانية وثلاثين زلزالًا، ووصل العدد في عام 2024 وحتى الآن إلى إثنين وثلاثين زلزالًا، منها ست زلازل خلال الأسبوعين الماضيين، كما يوضح شراقي، الذي يرى أن (هناك أسبابًا علمية عدة تربط بين تسرب المياه إلى الفوالق في إثيوبيا والنشاط الزلزالي غير المسبوق.. فعندما يتسرب الماء من الخزان إلى الصدوع والكسور تحت الأرض، فإنه يزيد ضغط المسام في الصخور المحيطة، وعندما يرتفع هذا الضغط، فإنه يقلل الاحتكاك الذي يربط خطوط الصدع معًا، مما يجعلها أكثر عرضة للانزلاق).. كما أن المياه المُتسربة تعمل على إضعاف الصدع.. فعادة يتم تثبيت الصدوع في مكانها بواسطة وزن الصخور التي تعلوها والاحتكاك بين مستويات الصدع، لكن تسرب المياه يعمل على تزييت هذه الصدوع، مما يؤدي إلى إضعافها بشكل فعال، وهذا يقلل مقدار الضغط اللازم لإحداث انزلاق أو تمزق على طول خط الصدع، مما قد يؤدي إلى زلزال.. وإذا كانت الزلازل حاليًا في نطاق أربعة أو خمسة درجات مقياس ريختر، بما لا يوثر على سلامة جسم السد.. لكن ما يخشاه شراقي، هو أن تكون المنطقة على موعد مع زلزال كبير، ولا سيما أنها منطقة نشطة زلزاليًا بطبيعتها، وتملك حاليًا أسبابًا محفزة للزلازل، منها الحجم الكبير للمياه المخزنة في السد ـ الذي يمارس ضغطًا إضافيًا على قشرة الأرضـ وتسرب المياه إلى خطوط الصدع.
ويتساءل البعض عن مدى تأثير الصدع الزلزالي الإثيوبي على سد النهضة.. وهل يُمثِّل خطورة حقيقية على جسم السد؟.
في السادس من أكتوبر الماضي، شعر سكان العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بهزة أرضية، نتيجة زلزال ضرب جبل فنتالي الواقع في منطقة أواش، كان بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر، وعلى بعد مائة وخمسة وستين كيلو مترًا شمال شرق العاصمة، أثار مخاوف من احتمال تأثر سد النهضة بهزات مماثلة، وما يمكن أن يلحقه ذلك من أضرار على السودان ومصرإذ تقع إثيوبيا عند نقطة انفصال ثلاث صفائح تكتونية عن بعضها البعض، والصفائح التكتونية هي المكون الأساسي للغلاف الصخري للأرض.. ولفهم الفكرة، تخيل أن كوكب الأرض يشبه التفاحة.. إذا كان الأمر كذلك، فإن قشرة التفاحة الرقيقة تمثل بالنسبة للأرض غلافها الصخري.. إلا إن هذا الغلاف في حالة الأرض منقسم إلى عدة شرائح متداخلة، مثل الأحجيات الورقية، هذه الشرائح التي تسمى الصفائح التكتونية، تتحرك ببطء شديد بالنسبة لبعضها البعض، فقط عدة سنتيمترات كل عام.. ويقول بيير جوين مؤلف كتاب (تاريخ الزلازل في إثيوبيا والقرن الإفريقي)، إن الزلازل والنشاط البركاني يشكلان حقيقة من حقائق الحياة في شمال شرق إفريقيا، وهي حقيقة تنبع من الموقع الجغرافي لتلك المنطقة، إذ تحد إثيوبيا والقطاع الشمالي من القرن الإفريقي، الحدود المحيطة الرئيسية بين صفيحتين تكتونيتين رئيسيتين، وهما الصفيحة الإفريقية والصفيحة العربية، كما تقع على جانبي ما أطلق عليه مؤخرًا (الصدع الفاشل)، وهو الوادي المتصدع الإثيوبي الممتد جنوبًا، بواسطة خطوط الصدع في شرق إفريقيا.
إلى جانب ذلك، تفيد السجلات التاريخية للمنطقة، أن إثيوبيا والقطاع الشمالي من القرن الإفريقي، قد تعرضت لهزات أرضية مستمرة، بسبب انفجارات النشاط البركاني، الذي يعود إلى تشقق (الانتفاخ النوبي)، الذي أنشأ ثلاثة صدوع زلزالية، وهي الصدع الإثيوبي وصدع البحر الأحمر وصدع خليج عدن.. والصدوع هي كسور أو شقوق في القشرة الأرضية، تتكون نتيجة الضغط أو التمدد أو الإجهاد في الصخور، ويحدث أن تنزلق الصخور على طول الصدع، مما يؤدي إلى إزاحة الكتل الصخرية على جانبيه، وهو ما يحدث في حالات الزلازل.. وفي كتابه، يوضح بيير جوين، مساحة وخطوط الخرائط الزلزالية في المنطقة، بعد المسح التاريخي الذي تم إجراؤه لمواقع الزلازل ودراسة تكرارها وحجم مخاطرها.. والحدود الطبيعية لهذه المنطقة هي: الحوض المركزي لجنوب البحر الأحمر، من ناحية الشمال الشرقي.. حافة الهضبة الإثيوبية التي تتطابق تقريبًا مع الحدود الدولية بين إثيوبيا والسودان، وهذه الحدود الآن تقع في دولة جنوب السودان، من اتجاه الغرب.. الحدود الجنوبية لبحيرة توركانا، من الجنوب.. والصدع المحوري لخليج عدن، من الشمال الشرقي، ويتميز هذا القطاع من القارة بارتفاع شديد لقشرة الأرض، التي يصل ارتفاع هضابها إلى ثلاثة آلاف ومائتي متر، مما يخلق تناقضًا كبيرًا مع السهول المنخفضة، كما يمتد هذا الصدع العظيم نحو ثلاثة آلاف كيلو متر.
●●●
وقد وضع بيير جوين ـ وهو قس كندي، عمل أستاذًا للفيزياء في جامعة أديس أبابا، ومؤسس أول مرصد جيولوجي في العاصمة الإثيوبية، وظل مديرًا له طيلة ثلاثين عامًا، ويعتبر (أبو الجيوفيزياء) في إثيوبيا ـ خريطة زلزالية بعد دراسة استمرت سبعة عشر عامًا تحتوي على حجم واحتمالات الزلازل في ستمائة وخمسين موقعًا في جميع أنحاء إثيوبيا، انطلقت الخريطة من حقيقة، أن إثيوبيا تقع في أكبر خطوط الصدع العالمية، وملتقى عدد من الصفائح التكتونية كما أسلفنا.. ولأن كثيرًا من المجتمعات تقع على حافة أو في المنحدرات الشديدة، التي يمكن أن تتأثر إذا حدثت الانهيارات الأرضية بفعل الزلازل، إذ يمر خط الصدع الإثيوبي، الذي يعد جزءًا من نظام خطوط الصدع في شرق إفريقيا، عبر منتصف البلاد، مما يجعله أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في العالم، ويقسم الوادي المتصدع الإثيوبي البلاد إلى نصفين ويمتد حوالي ألف كيلو متر.. وشهد الصدع الزلزالي الإثيوبي عددًا كبيرًا من الهزات التي ضربت إثيوبيا، على طول خط الصدع، الذي يمتد من الشمال والشمال الشرقي إلى أقصى جنوبها على الحدود الكينية.
ووفقًا لخرائط الزلازل في إثيوبيا، فإن موقع سد النهضة يبعد عن خطوط الصدع الرئيسية ومنطقة الانهيارات الأرضية في (جوفا) في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا حوالي ستمائة وإثنى عشر كيلو مترًا، ولذلك، تظل المخاوف قائمة لجهة وقوع إثيوبيا عند تقاطع عدد من خطوط الصدع الزلزالية، كما أن هناك مخاطر حدوث الانزلاقات الأرضية التي يتكرر حدوثها في إثيوبيا، والتي كان آخرها في يوليو من العام الحالي في منطقة (جوفا) في الجنوب الإثيوبي.. كما أكدوا حدوث انهيارات مماثلة لعدد من السدود والأنفاق في أوقات سابقة، وأن تكرار حدوث الزلازل في إثيوبيا والانهيارات الأرضية، ربما يؤثر بطريقة أو بأخرى على بنية السد، مما يشكل مخاطر حقيقية على السودان ومصر، ومثال ذلك، الهزة الزلزالية التي ضربت منطقة تبعد عن السد حوالي خمسمائة وسبعين كيلو مترًا شرق سد النهضة، وحوالي مائة وأربعين كيلو مترًا جنوب العاصمة بقوة بلغت خمس درجات على مقياس ريختر في سبتمبر الماضي.. وكان أقوى زلزال ضرب أقرب منطقة لسد النهضة في السنوات العشر الماضية، بالقرب من بيني شنقول جوموز، التي يقع فيها السد الكبير في الثامن من مايو 2023، والذي بلغت قوته 4.4 درجات، حيث ضرب منطقة على بعد مائتين وواحد وأربعين كيلو مترًا، شمال شرق (أصوصا) عاصمة إقليم بين شنقول، وعلى عمق عشرة كيلومترات، مما يدفع المراقبين إلى إثارة المخاوف، من تعرض السد لهزات مماثلة، تلحق خسائر كبيرة لدولتي المصب مصر والسودان.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.