يواصل علماء مركز بحوث الصحراء عملهم الميداني للأسبوع الثاني على التوالي داخل التجمعات الزراعية في سيناء، حيث يبدأون نشاطهم منذ الساعات الأولى من الصباح لتقديم الدعم الفني والتدريب العملي للمزارعين.
تأتي هذه الجهود استجابة لتوجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، الذي يسعى من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز التنمية الزراعية في المناطق الصحراوية، وتهدف التدريبات إلى تعريف المزارعين بالممارسات الزراعية الحديثة التي تساهم في تحسين جودة المحاصيل ورفع إنتاجية الأراضي الزراعية.
وفي تصريح له، أوضح الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن هذه المبادرة تأتي في إطار المسؤولية المجتمعية التي يتبناها المركز لدعم المجتمعات الزراعية في المناطق الصحراوية.
يركز الدعم المقدم للمزارعين على نقل المعرفة العملية إليهم مباشرةً في حقولهم، مما يسهم في تزويدهم بمهارات وتقنيات جديدة من شأنها أن تحسن كفاءتهم الزراعية، وقد أشار الدكتور شوقي إلى أن هذا التدريب العملي شمل توجيه المزارعين حول كيفية تقليم أشجار الزيتون بالشكل الصحيح وتقديم خدمات ما بعد التقليم، فضلًا عن تزويدهم بإرشادات حول الخدمة الشتوية للأشجار لضمان إنتاجية أعلى.
ويبرز هذا النشاط أهمية موسم التقليم، حيث يشدد المختصون على أهمية الالتزام بممارسات التقليم الصحيحة لتحقيق إنتاجية أفضل من المحاصيل، ويعتبر تدريب المزارعين على مثل هذه التقنيات خطوة هامة في إطار تعزيز التنمية المستدامة في سيناء، خاصةً في مدينتي الحسنة ونخل، اللتين شملتهما زيارات الفريق الميداني من مركز بحوث الصحراء. وقد حظيت هذه الزيارات بإشادة واسعة من قبل المزارعين الذين عبّروا عن تقديرهم لهذه الجهود التي تهدف إلى تمكينهم من تحقيق إنتاجية عالية بأقل تكلفة ممكنة.
كما تأتي هذه المبادرات ضمن مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير"، التي أطلقها مركز بحوث الصحراء بهدف توفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين على مدار الساعة، حيث يتيح لهم هذا البرنامج التواصل المباشر مع خبراء المركز للحصول على نصائح علمية حول مختلف العمليات الزراعية، هذه الجهود المشتركة بين وزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء تؤكد التزام الحكومة بتطوير القطاع الزراعي في المناطق الصحراوية، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، وخلق فرص مستدامة للمزارعين في سيناء.
في المجمل، تبرز هذه المبادرات الدور الإيجابي لمركز بحوث الصحراء في تحسين مستوى الزراعة في المناطق الصحراوية وتوسيع أفق المعرفة لدى المزارعين في سيناء، مما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الدولة في تطوير القطاع الزراعي في هذه المناطق الهامة.