أطلق شريف فتحي وزير السياحة والآثار بحضور الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، مشروع Project Revival لإحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر تقنية الواقع المعزز على تطبيق انستجرام، والذي يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وشركة ميتا العالمية في كل من المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية.
يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال السياحة والآثار وتحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، كما يتزامن إطلاق المشروع مع ذكرى مرور 122 عاما على تأسيس المتحف المصري بالتحرير.
وقد حرص الوزير على تفقد القطع الأثرية التي تم اختيارها بالمتحف المصري بالتحرير ليشملها المشروع، كما قام بتجربة الفيلتر الخاص بأحد القطع المختارة ومشاهدتها بعد إعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما نحتها المصري القديم عبر فلاتر تفاعلية على تطبيق إنستجرام.
خلال الاحتفالية، ألقى شريف فتحي وزير السياحة والآثار كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، مثمناً على التعاون لتنفيذ هذا المشروع، مؤكداً أهمية الربط ما بين الحداثة والتاريخ، ومشيراً إلى أهمية إطلاق هذا المشروع من المتحف المصري بالتحرير الذي يعد أقدم متاحف العالم، ونحتفل هذا الشهر بالذكرى الـ 122 على تأسيسه، وله رونقه وطابعه الخاص وسيظل كذلك، لافتاً إلى أن استخدام التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالمتحف المصري بالتحرير وكذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية، يعد انجازاً كبيراً وذكياً، مثمناً على الاختيار الموفق لتنفيذ المشروع في هذين المتحفين حيث إنهما من الصروح والمتاحف المهمة في مصر.
كما تحدث عن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح واقعاً وحقيقة وتطبيقاته تتضح في كل المجالات، موضحاً أن الآلة تتعلم وتتطور من تلقاء نفسها أولاً بأول وتخلق واقعاً جديداً أولاً بأول، مشيراً إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي يكون في بعض الأحيان من الصعب مواكبته خاصة من قِبل المُشرعين.
وأشار في حديثه إلى مشاركته خلال الأسبوع الماضي في القمة الوزارية لبورصة لندن الدولية للسياحة WTM2024 والتي عُقدت تحت عنوان: "دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل السياحة"، والتي تحدث خلالها عن كيف يمكن للتشريعات أن تواكب التطور السريع والمستمر للذكاء الاصطناعي، وعما إذا كان يجب أن يكون التشريع ديناميكياً بالقدر الكافي لمواكبة هذا التطور أم سيتم وضع محددات معينة للتحكم في الذكاء الاصطناعي وضمان عدم خروج التعلم والتطور الآلي عن السيطرة.
خلال كلمته تحدث فتحي عن استعانة الوزارة بالذكاء الاصطناعي في تنفيذ إحدى الحملات الترويجية والذي أثمر عن نتائج رائعة، لا سيما قدرته على التركيز على الفئة المستهدفة وإلقاء الضوء على نقاط القوة بالمقصد السياحي المصري والانتقال من فكرة لفكرة، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ مواد ترويجية خلال الفترة القادمة مبنية على الذكاء الاصطناعي.
كما تطرق للحديث عن عراقة المتحف المصري بالتحرير وإنه سيظل صرحاً مهماً بالنسبة للآثار والثقافة المصرية ولن يتغير ولن يُنسى، مؤكداً أنه سيتم خلال الفترة القادمة، العمل على خلق نقاط تَمَيز للمتحف حيث سيشهد تنفيذ المزيد من أعمال التطوير، كما سيكون هناك تطوير لسيناريو العرض المتحفي الخاص بالقطع الأثرية المعروضة به.
وأضاف أنه يوجد لدينا ثلاثة متاحف كبرى وهم المتحف المصري بالتحرير، والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية ويتم العمل على خلق نقاط تَمَيز معينة لكل متحف بما يسهم في ثراء تجربة السائح خلال زيارته.
وأشار الوزير إلى أهمية الآثار والثقافة المصرية وكذلك التنوع السياحي غير المسبوق الذي تقدمه مصر، لافتاً إلى الاستراتيجية الحالية للوزارة، والتي تهدف إلى أن يكون لدينا أكبر تنوع من المنتجات السياحية في العالم لاسيما في ظل المقومات السياحية المتنوعة العديدة التي حبى بها الله مصر، مؤكداً أنه سيتم التركيز على الأنماط والمنتجات السياحية وجعلها جزءا من رحلة السائحين، حيث سيتم العمل على تطوير كل نمط على حدة بما يسهم في تقديم المنتج السياحي بشكل أكثر تنوعاً وثراءً واستخداماً أفضل لمقومات مصر السياحية والطبيعية.
واختتم الوزير كلمته بتوجيه الشكر لكافة القائمين على هذا المشروع من الوزارة وشركة الميتا العالمية، مؤكداً أن هذا المشروع سيكون أول خطوة وسيكون هناك خطوات أخرى في هذا المجال.
خلال الاحتفالية، أشاد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمشروع منوهاً إلى أن الهدف منه هو توظيف الثقافة والعلم والتكنولوجيا لخدمة وتعميق أثر التاريخ والتراث التليد الذي تنفرد به مصر، فهو يمزج بين كل من التاريخ المتفرد الذي يمثل مبعث فخر واعتزاز ليس فقط للمصريين، ولكن للحضارة الإنسانية أجمعها، والتكنولوجيا، والحداثة والمعاصرة.
وأضاف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن المشروع يأتي ضمن سلسلة طويلة من المشروعات التي تهدف إلى تعميق تجربة الاطلاع على التراث وإثراء تجربة السائحين في التعرف على جوانب تاريخ مصر العريق، موضحاً أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تُنفذ العديد من المشروعات ومنها مشروعات بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بهدف حفظ هذا التراث والاطلاع عليه وتداوله على نحو بالغ الحداثة يأخذ بمستحدثات التكنولوجيا المعاصرة؛ منها مشروع يستهدف التعرف على محتوى المخطوطات المكتوبة بخط اليد من خلال منظومات الذكاء الاصطناعي وتقديمها للباحثين، وكذلك مشروع منصة تراث مصر الرقمية الذي يجمع مستودعات التراث الرقمي المختلفة من أجل إتاحتها للباحثين والدارسين في مصر ومختلف انحاء العالم تأكيداً على أن تاريخ مصر هو مِلك للحضارة الإنسانية ومسيرة المعرفة البشرية، بالإضافة إلى مجموعة من المشروعات قوامها الفنون الرقمية حيث يرتبط هذا المجال ارتباطاً وثيقاً بالتراث والآثار والحفاظ على تاريخ مصر.