يونس القاضي أحد الأسماء الأبرز في تاريخ الأغنية المصرية، والذي يعد من جيل الرواد في هذا المجال فقد كتب العديد من الأغاني التي ما زال صداها يتردد إلى اللحظة الراهنة، ولكن في حياة يونس القاضي تحولات بدأت من كتابة الأغاني الخليعة وصولا إلى الرقيب.
في التقرير التالي تعرف عليها:
في بدايات القرن الفائت سادت العديد من الأغاني التي وصفت بالخلاعة والمجون، وشارك كبار فناني ذلك الوقت بتقديمها ومنهم أم كلثوم وعبد اللطيف، ومنيرة المهدية، نعيمة المصرية وغيرهم.
جاءت أغلب هذه الأغاني من تأليف رجل ترجع أصوله إلى الصعيد هو يونس القاضي والغريب أنه سيكون أول من تولى الرقابة في الإذاعة المصرية، والمثير للدهشة أن كلماتها لحنها كبار ملحني مصر في تلك الفترة على رأسهم سيد درويش، والشيخ زكريا أحمد وغيرهم.
الأغاني التي وصمت بالخليعة
نالت أغاني يونس القاضي انتقادات واسعة في الشارع المصري في ذلك الوقت، بالرغم من تلحين كبار ملحني عصره لها، وكذلك غناء كبار نجوم هذا العصر، رأت العديد من الطبقات المحافظة وكذلك العامة في أغانيه تجاوزًا للخطوط الأخلاقية. فوصمت بالأغاني "الخليعة" كونها تتنافى مع قيم المجتمع. ومع ذلك، وجد يونس القاضي في هذا الجدل دافعًا للاستمرار، معتقدًا أن الفن يجب أن يعبر عن كل أوجه الحياة، بما في ذلك الجوانب التي يعتبرها المجتمع "محرجة".
وقد غنا من كلمات عبد اللطيف البنا "ارخى الستارة اللى ف ريحنا" والتي لحنها الشيخ زكريا أحمد، على حسب ما ذهب إليه المؤرخ الثقافي والفني ما هر حسن أن تم رفضها من قبل الفنانة منيرة المهدية، والتي كان يأمل يونس القاضي أن يتقاضى منها 5 جنيهات، ومن بعد ذهب إلى المطربة نعيمة المصرية وانزل المبلغ إلى 3 جنيهات ولكن رفضتها الأخرى إلا أن الأغنية نالت إعجاب الفنان عبد اللطيف البنا ووافق على الفور على أن يغنيها مقابل الثلاثة جنيهات، ونجحت الأغنية.
"اشمعنى أنت؟": هذه الأغنية كانت تعد نقطة تحول في نظر الجمهور لجرأتها في التحدث عن العلاقات العاطفية بشكل صريح ومباشر. استخدم القاضي في كلماتها لغة تعكس لسان حال الناس بصدق، مما جعلها ذات صدى واسع في أوساط العامة، لكنها لم تخلُ من النقد اللاذع من قبل المحافظين.
من الأغاني الخليعة إلى الرقيب
يونس القاضي لم يكن مجرد شاعر عادي وبرغم ما قدمه من الأغاني الخليعة، إلا أنه كان من هؤلاء الممارسين لدورهم الوطني على أقدر يمكن تصوره حتى أن قبض عليه فيما يقرب من 16 مرة في العديد من المظاهرات التي يقودها أو يشارك فيها، لذا جاءت العديد من أغانيه خالدة ونرددها حتى اللحظة الراهنة والتي منها زوروني كل سنة مرة، أهو ده اللى صار، أنا هويته وانتهيت".
وبطلب من حكمدار الداخلية في مصر حينذاك طلب منه التوقيع على أن يصبح أول رقيب للمصنفات الفنية في المصرية، وكان أولى قراراته هو مصادرة أغانيه الخليعة ومصادرة العديد من أغاني زملاؤه الشعراء ومنهم بديع خيري وغيرهم.