يعد فن التكفيت من أقدم الحرف اليدوية التي تعود لأكثر من ألف سنة، حيث تستغرق من الحرفي "الأسطى" الكثير من الوقت والجهد من الممكن أن يستغرق العمل على قطعة واحدة سنة ونصف، ليبدأ الحرفي ويظهر المنتج النهائي بجمال مبهر للأعين ومليئ بالكثير من التفاصيل المحفورة يدويا، ما يجعلك تقف متأملًا في مهارة الحرفيين ودقة هذه التحف الفنية.
التكفيت يحول قطع النحاس الخام لتحف فنية
والتقت “الدستور” مع أحد فناني التكفيت بمنطقة الجمالية بالقاهرة، ويقول عادل جمعة أحد فناني التكفيت، أن فن التكفيت يحول قطع النحاس الخام لتحف فنية لا مثيل لها، تتحدث عن عظمة الفنون الدالة على العصور المختلفة التي مرت بمصر، وينتج من خلاله قطع فنية نادرة، مستواحاه من قطع فنية تراثية متواجدة بالمتاحف المصرية للحفاظ عليها.
أضاف جمعة أن هذا الفن يحتاج إلى تعلم كيفية الجلوس على الكرسي، حيث يحتاج إلى الكثير من الصبر كما يقال "صبر أيوب"، ثم تثقل الموهبة بالخبرة، وتعتبر هذه الحرفة متوارثة عبر الأجيال، حيث يتعلمها الحرفي من أباه او جده.
تابع، أن هذه المهنة مرهقة ماديًا وجسديًا ومعنويًا ولا يعمل بها الا من يعشقها فلا أحد يستطيع تصنيع هذه القطع الفنية إلا من يعشق المهنة ليبدع بها، فمن الممكن أن يجلس الحرفي طول اليوم ينقش في 10 ورود فقط، ويكون العمل بها دقيق جدا وحساس ويجب ألا يظهر به أخطاء.
صناعة القطع الفنية
قال، إنه لا يستطيع رؤية شكل القطع الفنية إلا بعد الانتهاء من تصنيعها، فمثلا صندوق الكسوة يكون في البداية قطعة من النحاس يتم دقها ولفها لتأخذ شكل الصندوق ثم تنشر ليصبح لديه غطاء، لينتقل إلى المرحلة التالية وهي النقش والحفر، ويتم ذلك يدويا دون تدخل أي آلات حتى التفاصيل الدقيقة التي تحتاج إلى عدسة مكبرة لرؤيتها، وبهذه المرحلة يطعن المنتج بالذهب عيار 12 أو بالفضة (تأخذ القطع الكبيرة أكثر من مئة جرام فضة بينما القطع الصغيرة تأخذ اقل من عشر جرامات) على حسب الشكل المطلوب، ويستخدم لوضع بداخله قطعة من كسوة الكعبة المشرفة.
أضاف، أن "الأسطى" النقاش يعتبر مخرج العمل فبعدما يستقر على شكل الرسومات ممكن أن يغيرها ليظهر إبداعه بالقطعة الفنية.
وصف شعوره بعد الانتهاء من أي قطعة بفرحة الأباء بالحفيد الأول، وقال إن بالرغم من كونه ابن المهنة إلا أنه ينبهر بكل قطعة يتم انتاجها وتصنيعها.
الأدوات المستخدمة للنقش
أوضح عادل أنه يتم نقش النحاس باستخدام شاكوش مخصص بينما ينقش على الفضة باستخدام قلم حديد سنه 1 ملي ويدق عليه بخشبة صغيرة يتم للتشعيير بها، نظرا لثقل الشاكوش.
تابع، أنه على حسب المساحة التي يتم النقش عليها فهناك منتجات كبيرة كالصناديق تسمى "الشغل الواسع" حيث تكون يد الصانع أخذة راحتها بالشاكوش بسبب كبر حجم الرسومات والخطوط، وبالرغم من ذلك فيأخذ "الشغل الواسع" الكثير من الجهد فوسعها لا يعني سهولتها.
إلى أين تذهب أو إلى من تباع؟
قال جمعة، إنه يتم تصدير هذه المنتجات لدول الخليج وبعض الدول الأوروبية المهتمة بالفن الإسلامي والفني العربي، والمتاحف الخاصة مملوكة لرجال أعمال بدول الخليج تهتم بالفن العربي الإسلامي، وساعد على ذلك حرص الدولة على مقتنياتها التراثية ويوجد عشرات المتاحف التي تستوعب كميات هائلة من التحف الإسلامية والعربية.
أضاف، أن دول الخليج اتجهت إلى جلب التحف المقلدة لتضع في متاحفهم على سبيل أن بعد سنوات قليلة تعد تراث الأجداد.
ولمزيد من التفاصيل يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي.