قال الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله : لا يمكن التعامل مع مشهد القصة القصيرة بوصفه كتلة صماء ثابتة، من جهة، أو بوصفه مشهدا منغلقا على ذاته، من جهة أخرى.. بل ثمة تنويعات متعددة داخله، وانفتاحا على الفنون الأخرى في إطار التراسل بين الأنواع الأدبية المختلفة، وربما يبدو هذا المدخل النظري حاكما للنظر إلى مشهد متغير بطبيعته، ولحظة معرفية تتسم بسيولة لا نهائية.
جاء ذلك ضمن فعاليات منتدى أوراق الذي تستضيفه مؤسسة “الدستور”، بحضور العديد من الكتاب لمناقشة مشكلات القصة القصيرة ومستقبلها في ظل هيمنة الرواية والتكريس لهذا النوع من الفن على حساب غيره.
منتدى أوراق
وتابع يسري عبد الله: "القصة الآن.. بحر هادر، إذا كانت قد أفادت في نشأتها الحديثة لدينا من اختراع المطبعة، وتطور وسائل الطباعة، ووجود المساحات الملائمة في الصحف ذات التأثير، وهو التقليد الذي لم يزل حاضرا، في الجرائد والمواقع المختلفة التي تعي أهمية الفن وسحره.
وأشار “عبد الله” إلى أنه مع تطور مناخات القراءة ذاتها، واختلافها، والتحولات المتسارعة باكثر من المتوقع للعالم الرقمي الجديد.. أصبحنا نرى حضورا من نوع جديد للقصة، سواء عبر منصات الإعلام الرقمي، أو السوشيال ميديا، أو غيرها.
وتابع: “يجب أن يكون ما يشغلنا هنا هو أشكال القص، والتي بدأت شفاهية وتجلت في الأساطير والحكايات الشعبية وجل التراث الإنساني للمجموعات البشرية المختلفة”.
القصة القصيرة
وأكمل: “لذا سنكون معنيين أكثر بالقصة في الأدب الحديث وبالطبع الأدب المكتوب.. يمكننا أن نبدأ مثلا من محمد تيمور، وطاهر لاشين، والأخوين عيسي وشحاتة عبيد، وجيل المهاد المؤسس للقصة العربية في العصر الحديث”.
واختتم بالإشارة إلى أن لـ محمد تيمور تحديدا قصة شهيرة مؤسسة، في القطار ثم موجات القصة الكلاسيكية الواعية بأن ثمة فنا له خصوصية جمالية بدءا من محمود تيمور ويحيي حقي، الذي صنع نقلة نوعية في الأسلوب السردي.. ثم توالت ما أسميه الموجات الجمالية لتحولات القصة القصيرة من يوسف إدريس وحتى اللحظة الراهنة، مرورا بأجيال الكتابة المختلفة، وصيغ السرد المتنوعة.