قال الكاتب الروائي والقاص محمد الفخراني: افترض الكتابة بمثابة كائن حي، أنا دائمًا ما أتابع الكتابات القصصة المطروحة وغالبًا ما أجد أعمال إبداعية قصصية في منتهى الجمال تعيش لسنوات على عكس ما نجده في الرواية بأن هناك ندرة في الأعمال الملفتة والمبتكرة.
محمد الفخراني
وأضاف خلال فعاليات منتدى أوراق والذي تستضيفه مؤسسة "الدستور" تحت عنوان "مستقبل القصة القصيرة وتحولاتها'': "ليس هناك مفهوم قصة محدد، المفهوم يتغير ويتطور من مجموعة قصصية لأخرى، وقد يتغير من قصة لأخرى".
وأكد "الفخراني"، أن هناك مشكلة كبيرة في عالم الكتابة عمومًا، نابعة من أفكار تم توارثها في الكتابة نأخذها ونعيش بها لسنوات طويلة.
منتدى أوراق
وتابع: على سبيل المثال " اكتب عما تعرف"، "ولا جديد تحت الشمس" هي عبارات يتم تداولها والاقتناع بها، لكن إذا كانت قناعتنا بالأخيرة فلماذا الكتابة من الأساس؟ في رأيي الشخصي الكتابة هي الخروج عن المألوف والعادي، و الكتابة عن ما لا نعرفه في الراهن والمستقبل، هو أمر ضروري لتوسيع دائرة عالم الكتابة.
ولفت "الفخراني" إلى أن القصة القصيرة يمكن أن تصنع ما تصنعه الرواية، أما عن التجريب في القصة فإن القصة قطعت مسافات كبيرة سواء في الشكل والموضوع، والحقيقة أن كم الكتابة القصصية قليل، لكن ما بداخلها محمل بأفكار ورؤى وجمال ومبتكر وجديد.
وأكد "الفخراني"، أن كتابة القصة القصيرة تذهب في طريقها إلى الإمام، ذلك على عكس الرواية التي ترجع إلى الوراء، فالقصة تتميز بتركها للمعتاد والمكرر والنمطي، وهذ ما شهدته منذ ما يقرب من 15 عامًا تحديدًا.
القصة القصيرة
وأكمل: في السنوات الأخيرة مثلًا شهدنا العديد من الأعمال الروائية التي ناقشت الحروب، لكن على مدى عشر سنوات ثمة كتابة مباشرة، على عكس القصة القصيرة التي استغنت عن هذا تمامًا.
واختتم الفخراني: "بالإشارة إلى سؤال ماذا عن مستقبل القصة القصيرة؟ يشير السؤال إلى أن عالم القصة القصيرة مهدد، وهذا ليس حقيقي".
وذهب "الفخراني" إلى التأكيد على أنه لا يمكن لروائي أن يكون محترفًا دون أن يكون كتب القصة القصيرة، وهذا على عكس القاص الذي ليس بالضرورة أن يكتب رواية حتى يكون موهوبًا.