أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية ب مجلس النواب، علي أهمية استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي باعتباره فرصة جيدة للدول الأعضاء والحكومات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في مناقشات بناءة حول التحضر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن 50% من سكان العالم يعيشون اليوم في المدن، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 70% بحلول عام 2050، وهو ما سيكون له تأثير كبير على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.
-
وقال "محسب"، إن استضافة مصر لهذا الحدث خطوة مهمة كونه ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة، بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "cop"، وهو ما يعكس الدور الريادي والإستراتيجي لمصر على المستويين الدولي والإقليمي كمركز للتنمية والتحضر والسلام، ويعد دلالة على التطور الاستثنائي الذي قامت به الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية تحت قيادة الرئيس السيسي في النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة، كونها من أوائل الدول التي تبنت الأجندة الحضرية الجديدة، ونفذت العديد من المشروعات القومية والعمرانية الضخمة من مدن الجيل الرابع ومشروعات تحسين جودة الحياة وتطوير المرافق والبنية التحتية، والتي انعكست بشكل إيجابي على حياة المواطنين وعززت من صورة مصر الحضرية كوجهة أساسية للسائحين ومقصد للرقي والسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
تغيير النمط العمراني لمصر
وأضاف عضو مجلس النواب، أن المنتدى فرصة جيد لاستعراض التحديات الحضرية التي تواجهها الدول النامية بشكل خاص، فضلا عن استعراض واحد من أهم إنجازات الدولة في هذا المجال وهي مدن الجيل الرابع التي تساهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من المصريين حيث ساهمت هذه المدن في تغيير النمط العمراني لمصر لمواجهة الزيادة السكانية المرتقبة، من خلال التوسع العمراني في الصحراء بعيدا عن التكدس على جانبي وادي النيل، كما تتوافر في هذه المدن شروط الاستدامة والمرونة والقدرة علي التعافي، مؤكدا أن مدن الجيل الرابع نقطة تحول مهمة في مجال العمران المصري حيث ساهمت في خلق مراكز حضارية جديدة تحقق الاستقرار الاجتماعى والرخاء الاقتصاد، بالإضافة إلى إعادة توزيع السكان بعيدًا عن الشريط الضيق لوادى النيل، وإقامة مناطق جذب مستحدثة خارج نطاق المدن والقرى القائمة، بالإضافة إلى مد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية.
خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية
وأشار "محسب"، إلى أن المنتدى يأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة، وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية، وعلى كل مناحى الحياة فيها وهو ما يستدعى حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبنـاء، وهي الرؤية التي أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته بافتتاح المنتدي العالمي، مؤكدا أنه يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعانى من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض، مشيرا إلى حجم الخسائر التي تكبدتها جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار.
وشدد النائب، على ضرورة وقف المعاناة اليومية التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط والتي تتطلب استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار والشروع في البناء والتنمية، مثمنا إعلان الرئيس السيسى إطلاق «الإستراتيجية الوطنية للمدن الذكية» و«الإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر» الهادفتين إلى تعزيز الجهود الوطنية في مجالات التحضر استنادا إلى المعايير الدولية للاستدامة والشراكة.