مع بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تتوجه الأنظار إلى مواقع تواجد المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس ليلة الانتخابات. في أجواء مليئة بالتوتر والترقب، أعلن كلا المرشحين عن خططهما لقضاء الساعات الأخيرة قبيل إعلان نتائج السباق الحاسم، الذي يحظى بمتابعة مكثفة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
كامالا هاريس.. عشاء عائلي في جامعة هوارد
اختارت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، قضاء ليلة الانتخابات في جامعة هوارد، حيث تخرجت وحيث تتجدد الذكريات العزيزة على قلبها. وقالت هاريس في حديثها لإذاعة "كيه دي كيه إيه" إنها ستحتفل مع عائلتها وأصدقائها بوجبة عشاء في الجامعة التي تعد رمزًا ثقافيًا وتاريخيًا للسود في العاصمة واشنطن. هذا الموقع يعكس خلفية هاريس وقيمها، ويوصل رسالة دعم لفئات واسعة من الناخبين، خاصةً من الأقليات التي قد يكون لها تأثير كبير في هذه الانتخابات.
ويأتي هذا الاختيار لهاريس بمثابة رسالة رمزية، حيث يُظهر تقديرها لجذورها ودورها كأول امرأة سوداء مرشحة لمنصب الرئاسة في التاريخ الأمريكي. كما يسلط الضوء على التزامها بقضايا التنوع والمساواة، وهي من المواضيع التي جعلتها محطّ إعجاب قاعدة واسعة من الناخبين الذين يتطلعون إلى التغيير في السياسة الأمريكية.
ترامب.. أمسية ترقب في منتجع مار إيه لاغو
على الجانب الآخر، يخطط دونالد ترامب لقضاء ليلة الانتخابات في منتجعه الشهير "مار إيه لاغو" في بالم بيتش، فلوريدا. ويعتبر هذا المكان معقلًا لترامب وموقعًا يجسد شخصيته كسياسي محب للاستعراض. إذ اعتاد ترامب قضاء المناسبات الكبرى في هذا المنتجع منذ أن أصبح رئيسًا في 2016، ويبدو أن اختياره هذا العام يعكس رغبته في البقاء قريبًا من معقله السياسي في فلوريدا.
ويؤكد المحللون أن تواجد ترامب في منتجعه الخاص يتيح له السيطرة على سير العملية الانتخابية والتحكم في فريقه الانتخابي عن قرب. ويأتي ذلك بينما تتصاعد الأجواء السياسية ووسط أنظار ملايين الأمريكيين، حيث يسعى ترامب لاستعادة الرئاسة بعد خسارته أمام جو بايدن في عام 2020.
جو بايدن.. في البيت الأبيض يتابع الحدث من قريب
بينما يتواجد المرشحان في أماكن مختلفة، يقرر الرئيس الحالي جو بايدن متابعة سير الانتخابات من البيت الأبيض برفقة السيدة الأولى جيل بايدن وفريق من مساعديه المقربين. وذكرت صحيفة "ذا هيل" أن بايدن سيقضي الليلة في واشنطن العاصمة لمراقبة عملية الاقتراع ومتابعة النتائج لحظة بلحظة، مما يضمن أنه سيكون مستعدًا للرد على أي تطورات طارئة قد تطرأ خلال عملية الفرز.
بداية فرز الأصوات وسط تباين في الأنظمة بين الولايات
مع انتهاء يوم الانتخابات وإغلاق مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة، بدأت عملية فرز الأصوات التي قد تستغرق عدة أيام نظرًا للتعقيدات المرتبطة بفرز الأصوات المبكرة والأصوات البريدية. وتغلق مراكز الاقتراع في عدة مناطق زمنية، حيث يبدأ إغلاق مراكز التصويت من الساعة 11:00 مساءً بتوقيت غرينتش في إنديانا وكنتاكي، ويستمر حتى الساعة السادسة صباحًا بتوقيت غرينتش في جزر ألوشيان بألاسكا.
وسجلت الانتخابات هذا العام نسبة تصويت مبكر قياسية، حيث أدلى أكثر من 80 مليون أمريكي بأصواتهم عبر البريد أو التصويت المبكر في مراكز الاقتراع، وذلك يعكس اهتماماً غير مسبوق بنتائج هذه الانتخابات المصيرية. وتتمتع بعض الولايات بالمرونة في فرز بطاقات الاقتراع قبل إغلاق جميع المراكز، بينما تفرض ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن تأخير فرز الأصوات إلى يوم الانتخابات، ما قد يطيل أمد عملية الإعلان عن النتائج النهائية.
الولايات المتأرجحة وترقب للنتائج في مناطق رئيسية
في حال كانت النتائج متقاربة، فقد تكون الحاجة إلى إعادة العدّ في سبع ولايات رئيسية مؤثرة، حيث تتوقع استطلاعات الرأي تصويتًا متوازنًا بين المرشحين. ومن المعروف أن هذه الولايات تتأرجح بين الحزبين وتلعب دورًا محوريًا في تحديد الفائز، وهو ما يزيد من صعوبة التنبؤ بالنتائج النهائية قبل الفرز الكامل والتدقيق.
وتمثل هذه الولايات كلاً من بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، وكارولينا الشمالية، وفلوريدا، وأريزونا، وجورجيا، وهي تعتبر ميادين للمعركة الانتخابية الشرسة التي قد تحدد من سيصل إلى البيت الأبيض.
