تتوالى فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"، والمقام بمحافظة الأقصر، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ويستمر حتى ٨ نوفمبر الحالي، تزامنا مع أنشطة المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
ونظمت اليوم الثلاثاء، جولة للأطفال بمتحف التحنيط بالأقصر استمع خلالها الأطفال إلى شروح زينب أبو حجاج كامل مفتش آثار بالمتحف، وأوضحت أن عملية التحنيط عند المصريين القدماء كان نابعا من العقيدة ويمارس بدقة للحفاظ على الجسد وضمان استمراره في الحياة الآخرة، وقد تناول المتحف التحنيط بشكل حصري، حيث يعرض في قاعاته اللوحات الجدارية التي توضح خطوات التحنيط ومراسم الدفن.
وأضافت "أبو الحجاج" أنه يتم تطهير جسد المتوفى باستخدام الماء المقدس المستخلص من البحيرة المقدسة في معبد الكرنك، وبعد ذلك تزال كافة الأعضاء القابلة للتحلل مثل الأحشاء، حيث يتم فتح الجانب الأيسر من بطن المتوفى لاستئصالها. أما الدماغ، فيستخرج بطريقة خاصة عبر فتحتي الأنف.
كما أشارت أن الجسد كان يجفف بعد ذلك باستخدام ملح النطرون لمدة ثلاثين يوما، بما يضمن خلوه من الرطوبة وبالتالي الحفاظ على الأنسجة من التحلل. وبعد انتهاء فترة التجفيف، توضع الأحشاء المعقمة في أوان يطلق عليها الكانوبية، ويحشى تجويف البطن بملح النطرون والأوراق العطرية والنشارة لمنع نمو البكتيريا.
وفيما يخص مكان الدماغ، أوضحت أنه يتم ملؤه بلفائف كتانية مغموسة في مواد حافظة، وأن هذه العملية المتقنة تهدف للحفاظ على الجسد في أفضل حالة ممكنة، لتظل مهيأة لرحلة الخلود وفقا لمعتقدات المصريين القدماء، وحفظها في الأواني الكانوبية بعد تنظيفها وتعقيمها. ويتم وضع المومياء على سرير خاص، وتنقل بعد ذلك عبر مركب إلى البر الغربي، حيث تقع مقبرته.
وفي متحف التحنيط، تعرض لوحات جدارية تصور بدقة عملية التحنيط ومراسم الدفن كما كانت تمارس في العصور القديمة، وخاصة ضمن مدرسة التحنيط المرتبطة بالنصوص الدينية القديمة.
وعن محتويات المتحف قالت أبو "الحجاج" يحتوي على مجموعة مميزة من التوابيت المزينة بأغطية تحمل رسومات ونقوش دينية، وتمائم كانت توضع مع المتوفى لتقديم الحماية في الحياة الآخرة، بالإضافة إلى الأدوات الطبية المستخدمة في عملية التحنيط، مثل الأدوات التي كانت تستخدم لإزالة الأحشاء وتجفيف الجسد، والمواد المستخدمة في التحنيط كالزيوت والعطور وملح النطرون.
ويضم المتحف أيضا حيوانات محنطة، حيث كان المصريون القدماء يقومون بتحنيط بعض الحيوانات التي كانوا يعتبرونها مقدسة، مثل القطط والصقور، إيمانا منهم بدورها المقدس وارتباطها بالمعبودات.
وعن إحدى الجداريات قالت إنها توضح حماية المقبرة من السرقة والتدنيس، يظهر تمثال برأس"ابن أوى" وجسد إنسان يراقب عملية التحنيط، حيث كان يعتبر رمزا لحماية المتوفى وممتلكاته، وأن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بالحياة بعد الموت، ولذلك كان المتوفى يدفن مع كافة مقتنياته وأساسيات حياته، اعتقادًا منهم بأنه سيحتاجها في العالم الآخر.
وأضافت أن القدماء كانوا يهتمون بوضع رموز للحماية، مثل تمثال "ابن آوى" الذي يرمز لحماية المقابر من النفوس الشريرة واللصوص. وفي تصميم المقابر الملكية، كان يستخدم تمثال يجمع بين شكل الذئاب والكلاب، ليخيف اللصوص ويبعدهم عن المقبرة.
الأسبوع الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية تنظمه هيئة قصور الثقافة وينفذ بإشراف لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر (أطفال)، ويقام ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسی رئیس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي.
ويتضمن الأسبوع 12 ورشة فنية وحرفية، هذا بالإضافة إلى زيارات ميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية منها متحف التحنيط، معبد الكرنك، ومعبد الدير البحري، وتختتم بجولة حرة بأسواق وكورنيش المحافظة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.