دائمًا ما تلعب مصر دورًا رئيسيًا في المنطقة العربية، على مختلف المستويات سواء كان اقتصاديًا أو سياسيًا والأهم إنسانيًا، وهذا الدور الإنساني ظهر بشكل واضح في الأزمة الحالية بقطاع عزة، في حربها ضد الكيان الصهيوني، والتي بدأت أخر جولاتها في أكتوبر الماضي تحت عنوان "طوفان الأقصى".
فمصر، التي تتمتع بعلاقات تاريخية وثيقة مع الأشقاء في فلسطين، تواصل تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى القطاع المحاصر، وهو ما يعكس التزامها تجاه حقوق الإنسان وواجبها تجاه جيرانها.
في هذا التقرير، نستعرض الجهود الإنسانية المصرية في غزة وأثرها على العلاقات الشعبية بين الشعبين المصري والفلسطيني منذ بداية طوفان الأقصى وحتى اليوم:
المساعدات الغذائية والطبية
أرسلت مصر العديد من قوافل الإغاثة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية، مثل الأرز، السكر، والقمح، كما قامت بإرسال أدوية ومواد طبية لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظل الوضع القائم، وهذه المساعدات ساعدت في تخفيف معاناة آلاف الأسر في غزة، خاصة في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية التي تتسبب فيها الحروب والحصار.
فتح المعابر لتسهيل مرور المساعدات
كانت معبر رفح الحدودي نقطة أساسية لنقل المساعدات الإنسانية بين مصر وغزة، والحكومة بذلت جهودًا كبيرة لتسهيل عبور المساعدات الإنسانية، ما أسهم بشكل مباشر في تقديم الدعم في الوقت المناسب، فتح المعبر كان أيضًا بمثابة نقطة وصل للعديد من الفلسطينيين الذين يحتاجون للعلاج في المستشفيات المصرية.
دعم الاحتياجات الأساسية
بالإضافة إلى الغذاء والدواء، قدمت مصر دعمًا فنيًا لقطاع الكهرباء والمياه في غزة، حيث استهدفت مشاريع إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تحسين مستوى المعيشة في القطاع.
أثر المساعدات المصرية على العلاقات الشعبية
لا تقتصر المساعدات المصرية لغزة على الجوانب الإنسانية فقط، بل تحمل بعدًا سياسيًا وشعبيًا عميقًا، ففي غزة، لا يقتصر التقدير المصري على الأبعاد السياسية، بل يمتد إلى مشاعر الامتنان والتقدير من قبل الشعب الفلسطيني بشكل عام.
تعزيز الثقة بين الشعبين
المساعدات المصرية ساعدت في بناء ثقة كبيرة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وعلى الرغم من التحديات السياسية التي قد تشوب العلاقات بين الحكومات، فإن الجهود الإنسانية لمصر في غزة عكست الوجه الإنساني الحقيقي للشعب المصري، وهو ما أثار إعجاب وتقدير الفلسطينيين، هذه المساعدات ساهمت في تعزيز الشعور بأن مصر كانت ولا تزال بمثابة العمق الاستراتيجي والداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية.
تعميق الروابط التاريخية
العلاقات المصرية الفلسطينية ليست جديدة، فقد شهدت العديد من المحطات المشتركة، من دعم مصر للقضية الفلسطينية منذ منتصف القرن الماضي وصولًا إلى توقيع اتفاقيات السلام، والمساعدات المصرية تعكس هذا الترابط التاريخي المستمر، حيث أن العديد من الفلسطينيين ينظرون إلى مصر باعتبارها الحاضنة الكبرى لحقوقهم، ويعتبرونها جزءًا لا يتجزأ من نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الشعب الفلسطيني عادة ما يعبر عن الامتنان والحب للشعب المصري، ويظهر ذلك بشكل واضح فيما قام بنشره، الشاب الفلسطيني، منير مراد، والذي قام بالدعاء للشعب المصري، قبل وقت قصير من استشهادته، لتكون آخر كلماته فيها ما يعبر حبه لمصر.
اقرأ أيضًا: