الانتخابات الأمريكية وتأثيرها المتوقع على أسعار الذهب والأسواق العالمية
تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من الترقب والانتظار في ظل تطورات اقتصادية وسياسية هامة على الساحة الأمريكية، حيث بات من المتوقع أن يلعب قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب دورًا جوهريًا في تحديد مسار الأسواق المالية وأسعار الذهب في الأشهر القادمة.
يلعب قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب دورًا جوهريًا في تحديد مسار الأسواق المالية
تأتي هذه التوقعات في إطار عدة عوامل تتعلق بالسياسات النقدية وخطط البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، إلى جانب التأثيرات المحتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يجعل الأسواق العالمية تتخذ وضعية حذرة في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث.
بمداخلة هاتفية عبر برنامج "أرقام وأسواق" الذي يُبث على قناة أزهري، أوضح الخبير الاقتصادي جمال عجاج، رؤيته للمشهد الاقتصادي الراهن، حيث أشار إلى أن التركيز الآن مُنصب على اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي المقبل والمقرر عقده يوم الخميس، إذ من المنتظر أن يعلن البنك عن قراره المتعلق بأسعار الفائدة، كما سيقدم رئيسه جيروم باول تصريحات مهمة عقب الاجتماع. هذه الخطوات تُعتبر بمثابة إشارة تحذيرية للأسواق المالية التي أصبحت تترقب باهتمام أي تغيير في السياسات النقدية، حيث قد يؤثر خفض أو رفع سعر الفائدة بشكل مباشر على أداء الأسواق المالية وأسعار السلع، بما في ذلك الذهب.
خفض أسعار الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية
وفقًا الخبير الاقتصادي جمال عجاج، من المرجح أن يُقدم البنك الفيدرالي على خطوة خفض أسعار الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية في ظل اقتراب معدل التضخم من المستوى المستهدف 2%، وهذه الخطوة قد تكون بمثابة دافع إيجابي للأسواق المالية، إذ يُمكنها تعزيز النشاط الاستثماري وخفض تكاليف الاقتراض، مما ينعكس على أداء الأسهم العالمية ويدفع المستثمرين نحو استثمارات أكثر ربحية.
ومع ذلك، أشار الخبير إلى أن تأثير خفض الفائدة لا يقف عند الأسواق المالية فحسب، بل يمتد ليشمل سوق الذهب كونه يُعتبر من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين في أوقات التوتر الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالتأثيرات السياسية، أوضح عجاج أن الانتخابات الأمريكية تُعتبر حدثًا محوريًا للأسواق العالمية، حيث إن نتائج الانتخابات، وتحديدًا في حال نجاح الرئيس السابق دونالد ترامب، قد تُعزز من نشاط الأسواق بشكل ملحوظ، فرؤية ترامب تركز بصفة رئيسية على تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات، ما يُمثل دافعًا إضافيًا للأسواق المالية نحو الارتفاع والاستقرار، في وقت تتطلع فيه الأنظار إلى الخطوات التي قد يتخذها لتعزيز الاقتصاد الأمريكي في حال فوزه.
ارتفاع الطلب العالمي على الذهب
أما بخصوص الذهب، فقد أشار الخبير إلى أن المعدن الأصفر يظل الخيار الأفضل والأكثر أمانًا للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية.
وبتحليل توقعاته، يرى أن أسعار الذهب قد تتجاوز حاجز 3,000 دولار للأونصة في الفترة القادمة، مدفوعة بارتفاع الطلب عليه كملاذ آمن يُلجأ إليه في حالات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.