تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى مولد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الثاني والسبعين، والذي يتزامن أيضًا مع ذكرى اختياره بطريركًا بواسطة طقس القرعة الهيكلية، منذ 12 عامًا.
في ذكرى حدوثها.. هل ترحب الكنيسة بالاقتراع في الحياة اليومية؟
وقال الأنبا موسى أسقف الشباب في كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ إنه يلجأ البعض إلى القرعة لكي يتعرف على مشيئة الله، ولكن هذا الأسلوب غالبًا ما لا يكون مناسبًا، والحالة الوحيدة التي يكون فيها مناسبا تستلزم شروطًا صعبة التنفيذ وهي إن يكون الإنسان مخلصا تماما في التعرف على مشيئة الله، وتاركا النتيجة بصفة نهائية وحاسمة لله.
وإن يكون الاختيار بين أمرين متساويًا تمامًا بحيث استحال على الإنسان أن يختار هذا ويترك ذاك، وألا يتردد الإنسان بعد خروج النتيجة بل يعتبرها نهائية، وعموما، هذه الأمور صعبة التواجد في الحياة اليومية، إذ لابد أن يجد الإنسان -بروح الله، وبالتفكير، وبالمشورة- ما يجعله يرجح كفة على الأخرى.
وما يُلاحظ عمومًا هو أن الإنسان بعد خروج النتيجة يتضح انه إما كان يشتاق إليها فيستريح، وقد يكون اشتياقه على أساس خاطئ، وإما انه كان ينتظر الرفض مثلا فتأتى النتيجة بالإيجاب (أو العكس)، فيطلب تكرار القرعة، وإما انه أقتنع فيما بعد باختيار لم تفرزه القرعة فيتشكك انه خالف المذبح.
لهذا فيستحسن عدم اللجوء إلى القرعة الهيكلية عموما، ما لم تتوافر الشروط التي ذكرناها قبلا. وإذا ما تحير الإنسان فعليه أن يلجأ إلى المزيد من الصلاة والتفكير والتشاور والرب سيحسم الأمر لأولاده سلبًا أو إيجابًا بآلاف الوسائل.
ويشار الى ان الآباء الرسل لم يلجأوا إلى القرعة إلا قبل حلول الروح القدس، وفي حالة تساوى الاختيارات، فالشروط توافرت بالتساوي بين متياس ويوسف.