الإثنين 04/نوفمبر/2024 - 11:40 ص 11/4/2024 11:40:00 AM
في الوقت الذي ينعقد فيه المؤتمر الحضري العالمي في القاهرة، في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الحالي، لا تجد بشرا كثيرين عندنا يهتمون بمثله، مع أن الحكاية تتعلق بالحياة في الصميم: خلق حلول لأزمة الإسكان العالمية، وكذا الأزمات الجارية المتفاقمة مثل المناخ المتغير والصراعات والفقر.
المنتدى الحضري العالمي (WUF)، بالأساس، هو مؤتمر رئيسي بالأمم المتحدة يعنى بالتنمية الحضارية المستدامة، أنشيء في 2001 لمعالجة قضية "التحضر العالمي"، أي النزوح إلى المدن والإقامة فيها (البعد الإسكاني) والتخلق بأخلاق أهلها وعاداتهم (البعد الاجتماعي)، ولا ريب في كونها قضية ملحة تواجه عالم اليوم الذي تراكمت القضايا الضرورية عليه كالهموم؛ فلم يدر بأي منها يبدأ...
بدأت بأن كثيرين من الناس ليسوا بمهتمين بالموضوع للأسف؛ ومن ثم فغالبا لا يعرفون أن حوالي 50% من سكان العالم يعيشون في المدن، والأكيد أن هذه النسبة المئوية ستتصاعد في الأعوام القادمة (قدروا ارتفاعها تقديرا وصل إلى 70% بحلول عام 2050)، ولقد قالوا إن إفريقيا، قارتنا السمراء العظيمة التي نفتخر بالانتماء إليها، ستشهد أكبر معدل في النمو الإسكاني، ورجحوا أن تصبح عاصمتنا الحبيبة القاهرة، مع العديد من المدن الإفريقية، واحدة من أكبر المراكز الحضرية في العالم.
شعار المنتدى الحضري العالمي (12WUF) لهذا العام هو: "كل شئ يبدأ في المنزل: إجراءات محلية من أجل مدن ومجتمعات محلية مستدامة".
قالت السيدة أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، في خلال حديثها لأخبار الأمم المتحدة: "أرى المنتدى الحضري العالمي بوصفه تحالفا كبيرا لدعم التغيير التحويلي، هدفه هو تعزيز التعاون والتآزر بين المشاركين في النهوض بالتنمية الحضرية المستدامة وتنفيذها".
قالت أيضا: "من خلال تقريب المناقشة من الوطن والتركيز على الإجراءات المحلية، نهدف إلى ترجمة الأهداف العالمية إلى تحسينات ملموسة في حياة الناس. سيكون المنتدى الحضري العالمي (12WUF) بمثابة منصة لمناقشة المبادرات المحلية الناجحة والتعلم منها، مما يضمن أن التقدم المحرز في مدينة واحدة يمكن أن
يلهم ويوجه الجهود المماثلة في أماكن أخرى".
سيكون مشروع الأسمرات (إحياء الحي الشهير بالقضاء على عشوائيته) إحدى النتائج الملموسة لهذا المؤتمر المنعقد عندنا في دورته الجديدة المزمعة (الأسمرات: حي بمنطقة المقطم في جنوب القاهرة بالقرب من محور الشهيد والطريق الدائري، تبلغ المساحة الكلية لمشروعه 188 فدانا ويتضمن 18420 وحدة سكنية تتسع لحوالي 15 ألفا من الأسر).
تريد مصر، من وراء ذلك، سواء في الأسمرات أو في غيرها من المناطق التي يستهدفها التجديد والتطوير، أن تصل إلى تحقيق مفهوم "التنمية المستدامة" على أراضيها، وهو مفهوم شائع منذ فترة، ويعني لغويا وواقعيا "زيادة شاملة تتوفر لها مقومات ناجحة ثابتة تكفل لها الاستمرار".
لقد بدأت الكتابة، عامدا، بانصراف كثيرين عن الإحاطة بمثل هذه المنتديات وأدوارها، وهو أمر محزن حقا، أرجو أن ينتهي في أقرب وقت مع توعية أكيدة بأهمية ما يجري بهذا الشأن، وأرحب، ختاما، بالمنتدى الذي اختار بلدنا العريق، في هذه الدورة، ليقيم فعالياته الحيوية المؤثرة بساحته الكريمة الرحبة.