عقد حزب العدل مؤتمرا موسعا تحت عنوان "التحديات الجيوسياسية في منطقة القرن الإفريقي" بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين في الشأن الأفريقي ونواب البرلمان، منهم محمد الصمودي وزينب السلايمى وعدد من قادة ورموز الجاليات الأفريقية بمصر من 23 دولة أفريقية، وبحضور النائب عبد المنعم امام رئيس حزب العدل والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى السابق والدكتور معتز الشناوى المتحدث الرسمي لحزب العدل وأحمد السيد مساعد رئيس الحزب للعلاقات الخارجية.
جاء المؤتمر عبر جلستين أساسيتين بإدارة راندا خالد مساعد مكتب العلاقات الخارجية بالحزب.
حيث قال الدكتور عبد الرحمن الغالي الأمين العام الأسبق لحزب الأمة السوداني إن كل الدول في النطاق الجغرافي لبلاده تتأثر بما يحدث فيها، وأن هناك عدة محاور تجعل من موقع السودان محورا استراتيجيا مهما، وهذه المحاور هي نظام القرن الافريقي، والشرق الأوسطي، ودول منابع النيل، بالإضافة لدول الساحل الأفريقي، جاء ذلك خلال مؤتمر التحديات الجيوسياسية فى منطقة القرن الافريقي الذى نظمه حزب العدل.
وأشار "الغالي" لأهمية البحر الأحمر لمصر والسعودية، حيث يقع في قلب مبادرة الطريق والحرير الصينية التي تواجهها المبادرة الغربية التي تصنع محورا آخر للمبادرة الصينية، فدول القرن الأفريقي بها 19 قاعدة عسكرية ل 16 دولة، وبها عمليات عسكرية نشطة مثل عملية أطلانطا ودرع المحيط لبسط الأمن في المنطقة.
تطورات جيوسياسية متسارعة
فيما قال الدكتور نجاش عثمان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإريتري إن هناك تطورات جيوسياسية متسارعة تشهدها منطقة القرن الأفريقي بشكل خاص، ومنطقة شرق أفريقيا والمنطقة العربية بشكل عام، وأن هذه المنطقة لم تشهد لعقود طويلة استقرارًا على كافة الأصعدة، ودعا كافة دول القرن الأفريقي إلى الابتعاد عن الصراعات وافتعال الأزمات والتوجه نحو بناء علاقات التعاون والتكامل بينها على أساس احترام كل بلد لسيادة البلد الآخر ولوحدة ترابه الوطني، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض.
واكد "نجاش" أن انعقاد المؤتمر فى جمهورية مصر العربية، يكتسب أهمية كبيرة، وذلك لما تمثله مصر من ثقل أفريقي وعربي ودولي، الأمر الذي يحملها في الوقت نفسه مسؤولية مضاعفة للتصدي لمهمة تحقيق الاستقرار في منطقتنا.
وتابع أن القرن الأفريقي يعد منطقة استراتيجية هامة، من حيث موقعه وموارده البشرية والطبيعية ورغم ذلك ظلت شعوب القرن الأفريقي تعاني لسنين طويلة من قحط وأزمات وحروب مستمرة، بسبب غياب الحكم الراشد في دولها، أو بسبب التدخلات الخارجية التي لديها أطماع في ثروات دول القرن الأفريقي.
جزء من أمن الدولة المصرية
من ناحيته قال الدكتور رمضان قرني الخبير في الشئون الأفريقية إن التفاعلات الدولية تعطي مؤشرات مهمة يمكن قراءتها، وبالحديث عن دول القرن الأفريقي فيوجد مؤشر هام في ذلك الشأن بدأ عام 2020م، حين استحدثت الدول الكبرى مبعوث خاص لدول القرن الافريقي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وإيطاليا وألمانيا وغيرها.
وتابع "قرني" انتبهنا متأخر لأهمية المنطقة وخطورة التحديات والتطورات حولها، وأن القرن الأفريقي بالمعنى الأشمل يمتد ليكون في حوالي 12 دولة، معتبر أن هناك تحديات كبيرة في تلك المنطقة تؤثر على الأمن القومي المصري، فأمن القرن الإفريقي جزء من أمن الدولة المصرية، ويرتبط ذلك بتواجدها على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وخليج عدن مما يؤثر على الملاحة في قناة السويس.
واستطرد الخبير في الشأن الأفريقي، أننا لمسنا تلك الأهمية للمنطقة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وامتداد الصراع لمضيق باب المندب، مما جعل هناك تأثيرات اقتصادية في منتهى الخطورة.
وقد ذكر خليل منون، الباحث الأنثروبولوجي في الثقافات الأفريقية إن حزب العدل يقوم بدور هام في التشبيك مع الإخوة الأفارقة، عبر الفعاليات التي يقيمها من أجل مناقشة قضايا القارة، وأن حلمه الشخصي أن يكون للأحزاب السياسية المصرية دورا في هذا التشبيك.
وأشار "منون" في كلمته إلى أهمية مشروع الملاحة النهرية المقترح من أوغندا للبحر المتوسط الذي قدمته مصر واقعيا، لكن تكمن المشكلة في وجود مشاريع دولية أخرى منافسة، موضحا أن مصر قامت بجزء كبير من مجهودها للتواصل مع القارة؟