أسس المصريون القدماء، نظامًا قويًا للحكم، وتعددت الوظائف مع تطور النظام الحكومي، وعرف المصري القديم، العالم، نظم الإدارة والتوظيف، فقد مارسها منذ فجر التاريخ، وشغل الموظفون مناصب عديدة في حكومات مصر القديمة، ونستعرض في التقرير التالي، أسرار نظام التوظيف في مصر القديمة.
أسرار من عالم الموظفين بمصر القديمة
ووفقًا لموسوعة "مصر القديمة" للعالم الأثري، سليم حسن، كان الموظفون الذين ينتخبون من بين المتعلمين يعينون بمرسوم، وكان الواحد منهم يبتدئ بوظيفة كاتب، ثم يتقلب في عدة وظائف إدارية حددها القانون، ثم بعد ذلك يعين الواحد منهم بمرسوم آخر ليقوم بعمل إداري هام يرمز له بـ حمل العصا.
ما أنواع الوظائف في مصر القديمة؟
وحينما يترقى الموظف في مصر القديمة، يتقلد منصب إداري، ويُلقب بـ"نائب الملك" أولًا في القرية ثم في المدينة، وكان من حق الموظف الذي يتقلب في هاتين المرحلتين الإدارية والتنفيذية، أن يشغل أعظم مناصب الحكومة فيما بعد.. ويترقى الموظف فيما بعد، إما حاكمًا لمنطقة، أو مديرًا لإحدى مصالح الحكومة الرئيسية أو أمينًا للملك إلخ.
ألقاب الموظفين في مصر القديمة
ومنها "ألقاب الشرف" وهي ألقاب حقيقية بطل استعمالها فيما بعد، من ذلك نرى أن إقامة شعائر الملك الدينية قد جعلت بين الملك وكهنته علاقة وطيدة مما جعل لهم مقامًا عاليًا، واتخذوا أعظم الألقاب الفخرية في الدولة، وأبرزها لقب: رئيس المرتلين، الكاتب الإلهي، ورئيس كل الوظائف الإلهية.
وفي عهد الأسرة الثالثة كان كهنة الملك يمنحون اللقب الفخري مثل "رخ نيسوت" أي قريب الملك أو "المعروف لدى الملك"، وفي عهد الأسرة الرابعة كان المرتلون الأول يلقب كل منهم "إري بعت" أي أمير، وقد كان هذا اللقب لا يطلق في عهد الأسرة الثالثة إلا على الكاهن الأكبر للإله رع فحسب، الذي كان يعد أكبر شخصية في الدولة بعد الفرعون.
وظائف لإقامة شعائر الآلهة
ويلفت العالم الأثري، في موسعة مصر القديمة، إلى أن الإله "تحوت" إله العلم قد أخذ مكانة عالية حتى إن وظيفة إقامة شعائره قد لقب موظفها باسم "إري بعت"، وهو من أهم الألقاب في مصر القديمة.
ألقاب خاصة بالملك
وكان يلقب الملك بعدد من الألقاب، منها: مدير القصر، وحارس التاج، وحاكم القصر، ومدير مالية القصر، ومنذ الأسرة الخامسة كان يطلق على القصر لفظة "خنو" أي الداخل ويظهر أن هذا الاسم كان خاصًّا ببيت الملك الخاص، وهو الذي كان يربى فيه مع أولاد الملك أولاد أمراء بعض المقاطعات.
منهم "المانكير" موظفون معنيون بالملك
وكان هناك معنيون بشئون الملك، ومن أبرز موظفي الملك، هم: حامل نعل الملك، ومرجل شعر الملك، وطبيب خاص له وغسال ومنظف أظافر وغيرها.
"الوزير" في مصر القديمة
لقد كان أهم مظاهر التجديد في الحكومة المصرية في عهد الأسرة الرابعة هو إنشاء وظيفة "وزير"، وقد كان يشغلها دائمًا أحد أولاد الملك الذي كان في الوقت نفسه كاهنًا للإله "تحوت" وهو مع الإلهة "معات" إلهة العدل والإلهة "سشات" إلهة الإدارة، الآلهة الرسميين الذين كان في يدهم السلطة الحكومية.
وقد كان أهمهم "تحوت" إله القانون، فكان الوزير كاهنه، وفي الوقت نفسه رئيس الحكومة، ومن أمثل الوزراء المعروفون في عهد الأسرة الرابعة هم: "كانفر" و"نفرمعات" وهما ابن "سنفرو" وحفيده على التوالي، ثم "حميون" بن "نفرمعات" وغيرهم.