تعرضت إسبانيا لكارثة طبيعية مدمرة، حيث تسببت فيضانات عارمة في انهيار جسر وأودت بحياة ما لا يقل عن 62 شخصًا، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. العاصفة العنيفة التي ضربت مناطق مختلفة من البلاد، وبالأخص فالنسيا، أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، تاركة العديد من السكان بلا مأوى، بينما تستمر فرق الطوارئ في البحث عن مفقودين وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
انهيار جسر بايبورتا تحت وطأة الفيضانات
أظهرت مقاطع مصورة لحظات مرعبة حين جرفت المياه المتدفقة جسر بايبورتا في بلدة تحمل الاسم نفسه في فالنسيا، مما أدى إلى انهيار الهيكل الخرساني بالكامل.
وأوضح شهود عيان أن النهر الموجود أسفل الجسر فاض عن ضفافه نتيجة الأمطار الغزيرة المستمرة، ما أدى إلى تدمير دعامات الجسر حتى سقط في المياه. وقال أحد السكان المحليين:
"صرخ المتفرجون عندما انهار الجسر فجأة وسط المياه العارمة، وشوهدت مصابيح الشوارع تومض لفترة وجيزة قبل أن تنطفئ كليًا وتختفي تحت الطوفان".
الأمطار تحول الشوارع إلى أنهار وتجبر السكان على الفرار
تسببت العواصف العنيفة التي اجتاحت مناطق واسعة من إسبانيا في تحويل الشوارع إلى أنهار جارفة، مما أجبر المئات من السكان على التسلق إلى الطوابق العليا من المباني للنجاة بأنفسهم. واضطر بعض السكان إلى تسلق الأشجار وأعمدة الإنارة هربًا من المياه المتدفقة التي اجتاحت المنازل والمتاجر.
وأوضح شهود عيان أن الفيضانات جاءت بعد هطول كميات هائلة من الأمطار تعادل ما يسقط عادة في عام كامل خلال ثماني ساعات فقط. وأسفرت المياه عن تكدس السيارات المغمورة بشكل عشوائي على حواف المباني والشوارع، حيث جرفتها الأمواج العنيفة.
ارتفاع عدد الضحايا واستمرار البحث عن المفقودين
أكدت السلطات الإسبانية مصرع 62 شخصًا حتى الآن، وسط توقعات بارتفاع العدد مع استمرار فرق الطوارئ في عمليات البحث عن العشرات من المفقودين. وقال متحدث باسم فرق الإنقاذ:
"ما زلنا في سباق مع الوقت لإنقاذ المحاصرين في منازلهم والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض وفي المناطق التي غمرتها المياه."
وكان من بين الضحايا طفل صغير تم انتشال جثمانه من بين الأنقاض، في مشهد مؤلم يوثق المأساة التي خلفتها الفيضانات. وذكرت التقارير أن العديد من السكان فقدوا أحبائهم بينما خسر آخرون مصادر رزقهم بالكامل بعد تدمير المتاجر والمنازل.
بلدات غارقة تحت الماء وخسائر هائلة في البنية التحتية
تسببت الفيضانات في غرق ضواحي بأكملها، حيث باتت المنازل والمتاجر تحت الماء، مما أدى إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية. وأكدت السلطات المحلية أن الكارثة تسببت في تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور وشبكات الكهرباء.
ويواصل رجال الإنقاذ عملهم في ظروف بالغة الصعوبة، وسط تحذيرات من استمرار الأحوال الجوية السيئة في الأيام المقبلة. وحثت السلطات السكان على البقاء في أماكن آمنة وتجنب التنقل إلا في حالات الضرورة القصوى.
إسبانيا تواجه تحديًا غير مسبوق في إدارة الكارثة
وصفت السلطات الإسبانية هذه الفيضانات بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد. ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات كبيرة في توفير المساعدات الطارئة وإعادة الخدمات إلى المناطق المتضررة.
كما دعت منظمات الإغاثة إلى تقديم الدعم العاجل للمتضررين، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والغذاء. وأعلنت الحكومة عن خطة طوارئ لإيواء المشردين وتقديم المساعدات الفورية للناجين.