نجحت «الشركة المتحدة للرياضة» فى تنظيم مباراة ناديىّ الأهلى والعين الإماراتى، بشكل مبهر، على استاد القاهرة الدولى، ضمن ربع نهائى بطولة الإنتركونتيننتال.
ولم تترك «المتحدة للرياضة» أى شىء فى المباراة للصدفة، فخرجت المباراة فى أبهى صورة، وأشاد الجميع بحسن التنظيم، وسلاسة دخول وخروج الجماهير، وبتنظيم المنصة لتسليم لاعبى الأهلى الميداليات وكأس بطولة إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، ليكون الأهلى بطلًا لنصف الكون.
وحرصت «المتحدة للرياضة» على الاستعداد للمباراة عبر تجهيز استاد القاهرة بالشكل اللائق الذى يتلاءم مع حجم المباراة، كما حرصت «الشركة» على الاهتمام بنقل المباراة تليفزيونيًا من خلال الاستعانة بأكثر من ٢٠ كاميرا، لتسهيل مهمة مخرج المباراة فى إنتاج أفضل صورة للمباراة.
وأقامت الشركة استديو تحليليًا للمباراة من أرض الملعب، بقيادة الإعلامى سيف زاهر، وبحضور نجوم التحليل الرياضى أحمد حسن ومحمد زيدان وعماد متعب، أبطال الجيل الذهبى لمنتخب مصر فى عهد حسن شحاتة، ما أضفى على المباراة الطابع الأوروبى، وسهل عملية إجراء اللقاءات مع لاعبى الأهلى ومديرهم الفنى، الذين توافدوا على الاستديو التحليلى للحديث عن الفوز باللقب. ولم تحدث فى المباراة أى مشكلة رغم الحضور الجماهيرى الكبير.
وضربت جماهير الأهلى مثالًا فى الالتزام والتشجيع خلال شوطى المباراة، لدرجة جعلت الأرجنتينى هيرنان كريسبو، المدير الفنى للعين الإماراتى، يقول عقب المباراة إن الجماهير الحمراء كان لها مفعول السحر فى الفوز الكبير الذى حققه الأهلى خلال اللقاء، وإن الجماهير لم تتوقف لحظة عن التشجيع، ما شكل ضغطًا كبيرًا على لاعبيه.
كما أثنى مدرب العين الإماراتى على حسن التنظيم، وقدم التحية للأهلى ولاعبيه على المستوى الذى ظهروا به، وأشاد بأداء لاعبيه وشكرهم على المجهود الذى بذلوه خلال اللقاء.
ويعد استاد القاهرة عندما يمتلىء بالجماهير بمثابة استاد الرعب لكل الفرق التى تأتى إليه لمواجهة أحد الأندية المصرية، ومنذ اللحظة الأولى لنزول لاعبى العين أرضية ملعب استاد القاهرة، تعرضوا للضغط الشديد بسبب مشهد الجماهير التى ملأت الاستاد، ما انعكس على أدائهم خلال المباراة، وظهر ذلك فى الهدف الأول الذى سجله الأهلى، عقب استغلال الفلسطينى وسام أبوعلى الخطأ الذى ارتكبه يحيى نادر، مدافع العين، عندما أعاد الكرة بشىء من عدم التركيز لحارس مرمامه، لتصل لـ«وسام» الذى أسكنها الشباك، كما شكلت الجماهير ضغطًا على لاعبى العين ما حرمهم من مبادلة الأهلى امتلاك الكرة.
وعندما يجد فريق تنظيمًا جيدًا وجماهير تحرك الصخر، لا يستطيع إلا عزف سيمفونية كروية رائعة، تمهد له الطريق نحو تحقيق انتصار تاريخى على العين الإماراتى، الذى واجه الأهلى لأول مرة فى تاريخه، وأكد عقدة الأهلى لدى الأندية الإماراتية، فلم يخسر الأهلى فى أى مباراة أمام أندية الإمارات؛ حيث فاز من قبل على النصر والوحدة وتعادل مع الوصل، وأخيرًا فاز على العين بطل دورى أبطال آسيا بثلاثية نظيفة، وهو الفوز الذى قاده للتأهل لمواجهة الفائز من مباراة بطلى أمريكا الجنوبية والشمالية، فى قطر يوم ١٤ ديسمبر المقبل، على لقب «كأس التحدى» فى نصف نهائى بطولة الإنتركونتيننتال.
والفائز من هذه المباراة يصعد لنهائى البطولة لمواجهة ريال مدريد بطل أوروبا، يوم ١٨ ديسمبر المقبل، على استاد لوسيل، الذى احتضن نهائى كأس العالم ٢٠٢٢ بين فرنسا والأرجنتين، كما حصد الأهلى جائزة مالية قدرها مليونا دولار، أى ما يقترب من ١٠٠ مليون جنيه.
وخلال المباراة، أثبت مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى، أنه مدرب كبير يجيد التعامل مع المباريات الكبرى، ويجيد تجهيز لاعبيه نفسيًا ومعنويًا لتحقيق السيادة فى المباراة، وهو ما جرت ترجمته بالسيطرة الكاملة من الأهلى على مجريات المباراة خلال التسعين دقيقة، حتى شعر الجميع بأن المارد الأحمر يواجه فريقًا فى منتصف الدورى المصرى وليس بطلًا لدورى أبطال آسيا، الذى يضم بين صفوفه كوكبة من المحترفين على رأسهم الداهية المغربى سفيان رحيمى.
كما أجاد «كولر» قراءة منافسه قبل المباراة، وأيقن أن الطريق للبطولة يكمن فى ضعف خط دفاع «العين»، فخاض المباراة باستراتيجية واضحة تعتمد على الضغط الطولى على لاعبى العين بطول الملعب، لسرعة استخلاص الكرة، وهو ما تحقق خلال شوطى المباراة، ونجح «كولر» فى عزل مدافعى «العين» عن خط هجومه بفضل تحركات ثلاثى خط وسط الأهلى إمام عاشور ومن خلفه الثنائى أحمد نبيل كوكا ومروان عطية، الذى استعاد مستواه المعروف عنه فى قطع الكرات وبناء هجمة جديدة.
وشكل وسام أبوعلى خطورة على مرمى «العين» بفضل الضغط العالى الذى كان ينفذه اللاعب بتعليمات من المدير الفنى، ما عطل خروج لاعبى «العين» بسلاسة، فيما تألق طاهر محمد طاهر للمباراة الثانية على التوالى، وبات إحدى الركائز التى يعول عليها «كولر» فى المباريات بفضل تحركاته وتنفيذه التعليمات الفنية، وأسهم مع وسام أبوعلى وحسين الشحات ومن خلفهم إمام عاشور فى تهديد مرمى العين الإماراتى أكثر من مرة، وهو ما ظهر فى أهداف المارد الأحمر الثلاثة.
ونجح «كولر» بعد الإخفاق أمام الزمالك فى مباراة كأس السوبر الإفريقى بالسعودية نهاية الشهر الماضى، فى إعادة فريقه للطريق الصحيح، وجعل منه فريقًا يهابه الجميع، بعدما شككوا فى أن الفريق سيكون صيدًا سهلًا للجميع خلال المباريات المقبلة، ويبدو أن تعيين محمد رمضان مديرًا رياضيًا للفريق، قد بدأ يثمر؛ إذ اختفت مشاكل الفريق فى الفترة الأخيرة، بعد أن كانت غرفة خلع الملابس مليئة بالفوضى، ما تسبب فى خسارة بطولة السوبر الإفريقى، ولكن مع تعيين «رمضان» عاد الالتزام للاعبين، ما منح المدير الفنى الفرصة للعمل مع اللاعبين فى هدوء، وهو ما ظهر فى مباريات الفريق الثلاث الأخيرة فى كأس السوبر المصرى أمام سيراميكا كليوباترا ثم الزمالك فى نهائى السوبر، وأخيرًا أمام العين الإماراتى.
فوز الأهلى جعله يتربع على عرش الكرة الإفريقية والعربية، فبعدما أحكم الشياطين الحمر قبضتهم على لقب دورى أبطال إفريقيا، وباتت مبارياته مع الأندية العربية فى البطولة الإفريقية بمثابة كابوس لهذه الأندية، واصل الأهلى انتصاراته، وهذه المرة على الأندية العربية فى الجانب الآسيوى، من خلال تحقيق الفوز عليها فى بطولات الاتحاد الدولى، فمن ينسى رباعية الأهلى فى شباك الهلال الملقب بزعيم الأندية السعودية فى مونديال الأندية ٢٠٢٢ بالإمارات، ثم العودة فى فبراير الماضى وتحقيق الفوز بثلاثية على اتحاد جدة بقيادة الفرنسى كريم بنزيما، أفضل لاعب فى العالم، فى عقر داره بمونديال الأندية ٢٠٢٤، وأخيرًا جاء الدور على العين الإماراتى، ليعلن الأهلى من استاد القاهرة عن أنه بطل أبطال آسيا وإفريقيا والمحيط الهادئ، وأن نصف الكرة الأرضية بات تحت سيطرته كرويًا.