أجواء استثنائية فى حفل الكرة الذهبية هذا العام بمتابعة الجماهير العاشقة للساحرة المستديرة بحضور كبار وأساطير كرة القدم مجتمعين في مسرح "دو شاتليه" في العاصمة الفرنسية باريس، بتنظيم من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية هذه النسخة من الجائزة استثنائية بعد دمج جوائز الأفضل فى أوروبا مع جوائز الكرة الذهبية، بفضل التعاون بين مجلة "فرانس فوتبول" والاتحاد الأوروبى لكرة القدم.
غياب أسطورتي الكرة الذهبية
أبرز معالم الحفل كانت غياب أسطورتي كرة القدم ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو عن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب فى العالم للمرة الأولى منذ ما يقارب العقدين لم يتواجد الاسمان اللذان سيطرا على الساحة الكروية العالمية وحصدا معًا أكثر من ١٢ كرة ذهبية، ما جعل الحفل يبدو وكأنه بداية لعصر جديد فى عالم كرة القدم.
ويعود غياب ميسي ورونالدو عن الترشيحات إلى تراجع أدائهما نسبيًا خلال الفترة الأخيرة؛ إذ انتقل ميسي للعب فى الدورى الأمريكى مع إنتر ميامي، فيما انضم رونالدو إلى نادي النصر السعودي. هذا التحول فى مسيرتهما أثّر على حضورهما فى المنافسات الأوروبية، ما أدى إلى تركيز التصويت على لاعبين من البطولات الكبرى فى أوروبا.
غياب الفرعون المصري
استبعاد محمد صلاح طرح كثيرا من التساؤلات عن سبب عدم تواجده بعد إعلان مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية عن القائمة الكاملة للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية، وغاب نجم ليفربول المصرى للمرة الأولى منذ ست سنوات.
فقد اعتاد صلاح أن يكون من بين الأسماء المرشحة لأعوام ٢٠١٨، ٢٠١٩، ٢٠٢١، ٢٠٢٢، و٢٠٢٣، غياب صلاح عن الترشيحات هذا العام أثار تساؤلات حول أسباب استبعاده رغم مستوياته المميزة فى الدورى الإنجليزى وأوروبا، مما ترك جماهيره فى حالة من الاستغراب والترقب.
رودري أفضل لاعب فى عام ٢٠٢٤
جاءت الترشيحات هذا العام لتعكس بروز جيل جديد من النجوم الذين أثبتوا جدارتهم، يتقدمهم الإسبانى رودري والبرازيلى فينيسيوس جونيور والفرنسى كيليان مبابى إلى جانب الأسماء التي لمعت فى دورى أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية الكبرى.
كما حصلت بعض الوجوه الجديدة على تقدير كبير، بما فى ذلك لاعبو وسط الميدان والمدافعون الذين أسهموا فى صنع الفارق لفرقهم.
ريال مدريد يقاطع الحفل
ريال مدريد اتخذ قرار عدم إرسال بعثته إلى حفل جائزة الكرة الذهبية لهذا العام، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا بين عشاق النادى ومتابعى كرة القدم حول العالم.
جاء هذا القرار كرسالة غير مباشرة تعكس استياء النادى من نتائج الترشيحات ومن آلية اختيار الفائز بالجائزة، والتى يعتبر البعض أنها تفتقر إلى الشفافية أو العدالة تجاه لاعبى ريال مدريد.
ورغم أن النادي لديه عدد من اللاعبين الذين قدموا موسمًا استثنائيًا، إلا أن غيابهم عن الحدث يعبر عن موقف صريح من النادى تجاه الفعالية، مع التركيز على أهمية التركيز فى المنافسات المحلية والأوروبية.
البالون دور خارج التوقعات
بفوز الإسبانى رودري بجائزة الكرة الذهبية لعام ٢٠٢٤، بينما كانت معظم التوقعات تميل نحو زميله فينيسيوس جونيور، الذى قدم موسمًا استثنائيًا.
هذه النتيجة أعادت إلى الأذهان مناسبات سابقة شهدت منح الجائزة للاعبين لم يكونوا على رأس الترشيحات، ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير وخبراء اللعبة. البداية كانت فى عام ٢٠٠٦، حين توقع الجميع فوز الفرنسى زين الدين زيدان بعد أدائه المميز، إلا أن الجائزة ذهبت بشكل غير متوقع إلى الإيطالى فابيو كانافارو.
وفى عام ٢٠١٠، برغم الأداء الاستثنائي لأندريس إنييستا الذي قاد إسبانيا للفوز بكأس العالم، وويسلي شنايدر الذي حقق الخماسية مع إنتر ميلان، فاز ليونيل ميسي بالجائزة فى مفاجأة للجميع. عام ٢٠١٣ شهد صدمة أخرى، حيث كان فرانك ريبيرى قد توّج بدورى أبطال أوروبا والدوري الألماني مع بايرن ميونخ، لكن الجائزة ذهبت لكريستيانو رونالدو.